الأحمر لون الفائزين

الحدث- رام الله

الأحمر هو لون الفائزين. هذه هي النتيجة التي توصل إليها الباحثان البريطانيان في علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) راسِل هِل وروبرت بارتون من جامعة دُرَم البريطانية بعد دراسة نتائج المباريات الفردية في الملاكمة والتيكوندو والمصارعة اليونانية الرومانية والمصارعة الحرة في الألعاب الأولمبية، وتشير دراستهما بأنه عند تساوي منافس مع خصمه في اللياقة البدنية والمهارات فإنه من المرجح فوز اللاعب الذي يرتدي اللون الأحمر.

وأفاد الباحثان هِل وبارتون بأنه لا يوجد أي تأثير للون على النتيجة عندما يكون أحد المتنافسين أفضل من الآخر بكثير، إلا أنه عندما يكون هناك فارق بسيط بينهما فإن تأثير اللون كفيل بترجيح كفة الميزان، وقال الباحثان بأن عدد مرات فوز الاعب الذي يرتدي اللون الأحمر ليس مجرد صدفة، وإنما لهذه النتائج دلالة إحصائية.

و وجدت جوانا ستشل -الباحثة في الرئيسيات بجامعة كامبريدج نتائج مشابهة في الطبيعة. حيث تقوم بدراسة القرود الإفريقية الكبيرة المعروفة باسم (الميمون) والتي تتميز بأنوف حمراء زاهية تبدو بارزة بوجوهها بيضاء اللون. يشير بحث سيتشل إلى أن الذكور المهيمنة – أي التي تلقى قبولاً لدى الإناث أكثر من غيرها – تتمتع بأنف أحمر أكثر إشراقاً من غيرها من الذكور . سيتشل تقول أن الاكتشاف الذي يقول أن اللون الأحمر له ميزة في الأحداث الرياضية للإنسان ليس مفاجأً لها، وتقول أيضاً “أن فكرة هذه الدراسة ذكية جدًا”.

وقد استوحى هِل وبارتون فكرة بحثهما من الدور الذي يلعبه اللون الأحمر في عالم الحيوانات حيث يقول بارتون: “يبدو بأن اللون الأحمر في مختلف الأنواع من الكائنات الحية يشير إلى هيمنة الذكور. وظنا بأنه “قد يكون له تأثير مماثل لدى البشر”، أيّدت سيتشلبارتون قائلةً : “كما قال هِل وبارتون فإن البشر يتحولون للون الأحمر في حالات الغضب ويشحب لونهم في حالات الخوف وهذه إشارات مهمة للغاية للأفراد الآخرين”.

وتناولت دراسة أخرى تأثير اللون الأحمر في الطيور وذلك على غرار الدراسة التي قامت بها ستشل على الرئيسيات، حيث قام العلماء في أحد التجارب بوضع حلقات بلاستيكية حمراء على أرجل ذكور طيور الفنك (طيور الحمار الوحشي) وهو ما عزز من نجاحها مع الإناث، وتجدر الإشارة إلى أن طيور الفنك لديها منقار أحمر اللون. وتقترح هذه الدراسة بأنه كما هو الحال في الألعاب الأولمبية، يلعب اللون الأحمر دوراً هاماً. وقال الباحثون من جامعة جلاسكو بأن مناقير الطيور الحمراء الساطعة تعتبر مؤشراً على الصحة حيث أوضح عالم الأحياء جوناثان بلونت بأن الإناث لعدة أنواع مختلفة تختار التزاوج مع أكثر الذكور جذباً للأنظار. ويعتقد بلونت وزملاؤه بأنهم قد وجدوا دليلاً على أن المنقار ذو اللون الأحمر الساطع أو البرتقالي يجذب الإناث لأنه يشير إلى أن الذكر يتمتع بصحة أفضل. ومع ذلك فإنه لا توجد قاعدة عامة في  الطبيعة حيث يبدو بأنه في بعض الأنواع من الكائنات الحية مثل الطيور البحرية ذات الأرجل الزرقاء، هناك  لون آخر يمنح الذكور ذات الميزة لدى الإناث.

في نفس الوقت، ماذا عن هؤلاء الرياضيين الذين ربحوا في المسابقات مرتدين الاحمر؟ هل أعطتهم ملابسهم ميزة غير متعمدة؟ يقّر روبرت بارتونبإن “ذلك هو المغزى” من النتائج التي توصلوا إليها. هل حان الوقت للسلطات الرياضية أن تأخذ بعين الاعتبار قوانين جديدة للملابس الرياضية؟