الحدث- محاسن أُصرف
انتهت أمس انتخابات حركة حماس في قطاع غزة، وبحسب تسريبات مصادر خاصة لقناة الجزيرة الفضائية فقد اختارت الحركة الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار "يحيى السنوار" رئيسًا لها في قطاع غزة خلفًا لإسماعيل هنية الذي على ما يبدو يُحضر لأن يكون رئيس المكتب السياسي العام خلفًا لخالد مشعل- وفق ما أفاد به محللون-.
وبحسب محللين سياسيين فإن انتخاب السنوار يحمل دلالة كبيرة وعميقة لحركة حماس كونها تُعطي تأثيرًا أكبر للمؤسسة الأمنية والعسكرية على حساب السياسية التي أثبتت وفق الكثيرين فشلها في الوصول إلى التحرير المنشود للأرض والوطن السليب منذ عام 1948.
مرحلة جديدة
وبحسب "ناجي شراب" المحلل السياسي فإن الإفصاح عن اسم يحيى السنوار كرئيس لحماس في غزة سيؤثر على السياسة الداخلية لحماس تجاه القضايا المختلفة.
وقال شراب لـ "الحدث" إننا أمام مرحلة جديدة في علاقة حماس مع المستوى الفلسطيني والدولي" وأضاف أن المواقف ستختلف وفقًا للعقلية الجديدة التي تُدير حماس سواء في موضوع المصالحة أو العلاقات الخارجية مع إيران ومصر لافتًا أن اعتلاء السنوار لقيادة حماس في قطاع غزة يُنبئ بأن هناك مرحلة جديدة تُعطي أولوية للأبعاد الأمنية والعسكرية بدليل أن إعطاء منصب نائب الرئيس لـ خليل الحيّة المعروف بعقليته وحنكته السياسية –فق تعبيره- مُشيرًا إلى أن حماس باختيارها بين الرجلين أعطت الأولوية للبعد الأمني والعسكري على حساب البعد السياسي خلافًا للمرحلة السابقة.
فيما يرى "إبراهيم المدهون" المحلل السياسي، تبوأ يحيى السنوار لمنصب رئاسة الحركة في غزة أمرًا طبيعيًا مُسندًا في ذلك إلى مقومات الرجل باعتباره من جيل المؤسسين للحركة وصاحب فضل في تأسيس الجهاز الأمني لها وللكتلة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه يتمتع بكاريزما خاصة وشخصية قيادية ناهيك عن أنه تولى مرجعية كتائب القسام في الدورة الماضية وأحدث بعض الاستراتيجيات التطويرية في الأداء العسكري وكان له دور كبير في دعم ملف المصالحة الفلسطينية، قائلًا :"بعد كل ذلك من الطبيعي أن يكون أحد المرشحين البارزين لتولي قيادة الحركة في قطاع غزة".
الأولوية للعمل العسكري والثوري
وفيما يتعلق بتأثير هذه الشخصية العسكرية الأمنية على السياسة في قطاع غزة، وأكد "المدهون" أن شخصية السنوار ستُعطي أولوية للعمل العسكري والثوري وهي تحاول تجيير مقدرات الحركة وعلاقاتها لدعم المقاومة المسلحة ولكن رغم ذلك السنوار لديه من المرونة الكافية لتجنب أي مواجهات غير مقدرة كما أنه صاغ عملية التهدئة والحرب من موقعه السابق ولن يتغير على موضوع التهدئة مع الاحتلال الكثير، وأضاف أنه سيحاول في الفترة القادمة العمل على استمرار التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي وسيُعمق العلاقة مع مصر ويُرتبها وسيدعم ملف المصالحة الفلسطينية ولكن ستكون له بصمته الخاصة التي تنسجم مع شخصيته الحاسمة والجريئة والمباشرة والتي لا تقبل الضبابية وأكد أن ذلك سينجم مع سياسات حماس التي تقوم على الشورى قائلًا:" حتى وإن الرئيس له صلاحيات واسعة وكبيرة إلا أن "حماس" حركة مؤسسات مليئة بالكوادر والآراء والشخصيات والسنوار لن يحكم وحده ولكن سيكون معه الكثير"
لماذا لم تتم اعادة انتخاب هنية
وحول أسباب عدم اختيار هنية مُجددًا أكد "شراب" أن ذلك لا ينتقص من دوره بل يمنحه فرصة أكبر لأن يتولى القيادة العامة لحركة حماس في الداخل والخارج ويكون رئيسًا للمكتب السياسي خلفًا لخالد مشعل وأضاف أن الدلائل التي تُشير إلى اعتلائه ذلك المنصب قريبًا كثيرة منها اتصاله بالرئيس التركي بالرئيس رجب طيب أردوغان خلال فترة مكوثه في قطر والتقائه أيضًا بالرئيس القطري، ناهيك عن زيارته الأخيرة إلى القاهرة وصولًا إلى استقبال الفصائل الفلسطينية له في قطاع غزة حين عودته، وتابع بالقول: "هذا يعني أن حماس الداخل سيكون لها القرار السياسي المؤثر على مستوى الحركة ويعكس حالة التوافق والاتفاق ما بين البعد الأمني والسياسي في حركة حماس".
بينما جزم "المدهون" أن عدم تنصيب إسماعيل هنية يعود إلى أن اللوائح الداخلية والقوانين لدى حركة حماس تمنع أن يُعاد انتخاب رئيس المكتب لأكثر من مرتين متتاليتين مؤكدًا أن ذلك ما سهل وصول "السنوار" إلى القيادة في غزة خلفًا لهنية المنتخب لمرتين سابقتين.