الحدث- علاء صبيحات
تتزاحم مقاطع الفيديو المؤثرة لمقدسيين على أكناف بيت المقدس، فالدخول إلى المسجد الأقصى حرّمه أأمة الأقصى وشبابه على أنفسهم، لأنه سيكون عبر بوابات كاشفة للمعادن، فقد قامت قوات الاحتلال منذ صباح الجمعة 14/ تموز بإغلاق الأقصى، قبل إعادة فتحه يوم أمس الأحد لكن بشروط جديدة على رأسها أن يتم الدخول عبر البوابات الكاشفة للمعادن.
ومنذ افتتاحه وفقا للشروط التي أملتها قوات الاحتلال يرفض المصلون الفلسطينيون، وعلى رأسهم مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، وموظفو دائرة الأوقاف (التابعة للحكومة الأردنية)، المرور عبر هذه البوابات، وفضلوا إقامة الصلاة خارج حدود الحرم الشريف.
فرض البوابات كما يرى البعض أنه المرحلة الأولى لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بشكل فعلي لا يقبل التأويل كما حدث سابقاً في الحرم الإبراهيمي.
لم يتم إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين منذ إحراقه على يد "دينيس مايكل" عام 1969، في ذلك الوقت علّقت رئيسة وزراء دولة الاحتلال آنذاك غولدا مائير على الحريق "لم أنم طوال الليل خوفا من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان، لكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أننا باستطاعتنا فعل أي شيئ نريده".
وتعقيبا على وضع بوابات كشف المعادن قال مفتي القدس والديار المقدّسة محمد حسين لـ"الحدث" إن وجود هذه البوابات إجراء يوثر على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح حسين أن الإجراءات التي تقوم بها شرطة الاحتلال هي تصرفات احتلالية مرفوضة من قبل المسلمين كافّة.
وأضاف حسين أن وجود البوابات أمر مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، ويجب أن تلاحق على كل المستويات القانونية والسياسية، بل ويجب حماية كل ما يتعلق المسجد الأقصى وإبعاده عن أي إجراءات من شأنها أن تؤثر في الوضع القائم فيه.
وقال حسين إن المسجد الأقصى هو مكان للعبادة والصلاة بحرية تامّة، فهو ليس سجنا أو ثكنة عسكرية ولن يسمح أن يتم تحويله لذلك.
وأكّد مفتي القدس لـ"الحدث" أن هذه البوابات لا بدّ وأن تزال ومن سيزيلها هو الذي ركّبها، وليست مقبولة تحت أي ظرف من الظروف.
وأكّد حسين أن المصلين على أعتاب المسجد الأقصى، يرفضون الدخول إليه حتى تتم إزالة كل البوابات وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في سابق عهده.
ناشط مقدسي
يشرح الناشط المجتمعي المقدسي علاء أبو دياب عبر صفحته على الفيسبوك أسباب رفض البوابات جملة وتفصيلا، فأولا حسب قوله الأقصى ليس مجمع تجاري والناس تأتي جميعا بنفس الوقت من أجل الصلاة.
ثانيا بحسب أبو دياب فإن أي جنازة ستدخل للأقصى سيقتضي تفتيشها من قبل سلطات الاحتلال ساعات طوال.
والأهم من هذا كله بحسب الناشط المجتمعي فإن القبول بواقع شبيه بواقع معبر الكرامة أو حاجز قلنديا اللذان أثبتا حجم الإذلال والإهانة والكره لهذه الحواجز، سينعكس سلبا من حيث كره الوصول إلى الأقصى بسبب تلك الإجراءات التي لا تهدف سوى لإرهاق المصلين.
علماء المسجد الأقصى
يرى الإمام صلاح الدين بن إبراهيم وهو أحد علماء المسجد الأقصى، أن ما يحدث هو شاهد على أن الاحتلال عازم على تثبيت الهيمنة والعلو اليهودي في فلسطين عموما وفي المسجد الأقصى خصوصا.
وبرأيه فإن ما يفعله الاحتلال من مثل هذه المجريات ما هو إلا لإثبات أنه صاحب الكلمة الفصل واليد العليا في الأقصى والقدس خصوصا وفلسطين عموما.
ويضيف بن إبراهيم لـ"الحدث" أن هذا الأمر يجعل على الفلسطينيين والعرب والمسلمين لزاما إبطال أمرهم ورفض بغيهم وعلوهم الباطل.
وبرأيه أنه يجب أن لا نتشبث بالأقصى وننسى ونتراخى في باقي فلسطين، والأقصى ما هو إلا عنوان هزيمتنا وغلبة العدو، هي خديعة كما يُفسّرها بن إبراهيم ويجب علينا أن لا ندعها تمر فالأقصى وفلسطين وحدة واحدة وما لا يجوز له في فلسطين لا يجوز له في الأقصى والعكس، فالعدو لا يجوز له في أرضنا شيء.
ويؤكّد عالم المسجد الأقصى "إننا لن نُسلم بشيء ولا نسلم بشيء".
ويضيف بن إبراهيم أن المقدسيين خصوصا والفلسطينيين عموما هم أسرى في رباطهم، ووجب على المسلمين والعرب أن يفكّوا أسرهم، لا أن يُحمَّل المقدسيّون وهم قلّة مستضعفون كل هذا الحمل وأن يسقط عن الأكثرين الأقوياء أولي الطَوْل، فهذه أيضا من الخدع التي يجب أن لا نسمح لها بالمرور.
وجب على المسلمين أمران بحسب الإمام بن إبراهيم الأولى الرباط امتثالا لوصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والثانية أن يكفّوا عن النُصرة بالكلمة والبكاء والعويل وأن يعينوا الأقصى.
تجدر الإشارة أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تبنّت يوم 18 تشرين الأول 2016 -خلال اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس- قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا.