خاص بـ "الحدث": أين ذهب الغاز في القدس؟

الحدث - آيات يغمور

احتقانٌ وصل أشده في منطقة القدس وتحديداً في بلدتي شعفاط وبيت حنينا، نتيجة الانقطاع شبه التام، لغاز الطهي.

تبدو الصورة لدى السواد الأعظم من المتضررين جراء انقطاع الغاز ورفض شركة "شمس"، المزود الحالي الوحيد لغاز الطهي، تزويدهم بما يلزم من احتياجاتهم اليومية، أشبه بكابوس يعيشونه منذ ثلاثة أيام، جعل حياتهم بعيدة كل البعد عن كل ما هو معتاد وطبيعي.

من بإمكانه تعبئة الغاز؟

ثلاثة أيام مضت، والغاز متاح فقط  لمن يريد تعبئة أسطوانة الغاز الموجودة في خارج  المنزل، بما يعني أن بقية المنازل لأهالي القدس وعددهم بالآلاف لا يمكنهم استخدام أسطوانات الغاز داخل المنزل وتحديدا لغايات التدفئة.

فبحسب إجراءات السلامة العامة المتبعة من قبل وزارة الطاقة الإسرائيلية، فإنه يمنع تركيب أو تخزين أسطوانات غاز داخل شقق سكنية، بل إن وزارة الطاقة الإسرائيلية تحث على الإبلاغ عن كل من يستخدم أسطوانة الغاز داخل المنزل.

موزعو الغاز يرفضون تزويد المواطنين به

آلاف المقدسيين يجرون اتصالاتهم على الأرقام المعهودة لديهم لمزودي الغاز، ليجدوا غالبيتها مقفلة دون إجابة، فالقرار القانوني بات يشل حركة الغاز في شركة "شمس" لتعجز هي الأخرى عن إيجاد تفسيرات ومبررات أمام المشتكين والمتضررين نتيجة عدم تزويدهم بالغاز.

فشركة "شمس" لا تستطيع تزويد المواطنين بالغاز ما لم يقوموا بالاستجابة لإجراءات السلامة العامة المفروضة من قبل وزارة الطاقة الإسرائيلية، وإلا فإن الشركة تعرض نفسها للمساءلة وبالتالي إلى خطر سحب الرخصة والإغلاق.

وعن هذا الأمر، علق أحد المزودين للغاز في شركة شمس لـ "الحدث" بالقول، إن الشركة آثرت عدم الاستجابة لإلحاح المواطنين بتزويدهم بالغاز كإجراء وقائي خوفاً من الإغلاق النهائي، فهناك مجموعة من الخطوات التي يجب على المستخدمين اتباعها ليكون حصولهم على الغاز قانونيا، باتباعهم إجراءات السلامة العامة.

وهذا ما حدث مع 8 شركات توريد وتوزيع الغاز في مدينة القدس، وبئر السبع ورهط، حتى الآن، حيث شددت وزارة الطاقة الإسرائيلية إجراءات السلامة العامة مع دخول فصل الشتاء.

وقد طال الإغلاق أيضاً شركة "أبو دياب" التي أغلقت أبوابها منذ حوالي الشهر، والتي كانت تعد المزود الآخر للغاز في الأحياء العربية في القدس إلى جانب شركة "شمس"، مما فاقم من أزمة نقص الغاز.

شكاوى المواطنين

يقول أحد المواطنين المتضررين، إن المشكلة في اختيار شركة "شمس" لتوقيت وقف تقديم خدماتها للمواطنين دون إنذار أو إبلاغ مسبق بتلك الإجراءات ما زاد من تذمر المواطنين وأدى إلى تصاعد احتجاجاتهم وسخطهم على الشركة.

وقال متضرر آخر: "إن الشركة قطعت الخدمة عن المواطنين دون تقديم أي حلول، كما أنها لم تعطهم فرصة لفهم الموقف القانوني من الأزمة، فقد كان حريا بها أن تقوم بإعطائهم التعليمات التي تلزمهم لنلتزم بإجراءات السلامة العامة.

وبحسب وزارة الطاقة الإسرائيلية، فإنه يحظر على شركة الغاز أن تزود الغاز للمستهلك دون أن تفحص المرفق وتتأكد من أن استعماله لا يشكل خطراً على الأرواح الممتلكات. وهو الأمر الذي لا تستطيع شركة "شمس" القيام به حاليا بسبب النقص في أعداد "الفنيين" المعتمدين المرخصين.