رأي الحدث
مقتلُ الرجل بين فكَّيه. عندما انبرى الساسة والقادة من الصف الأول و “شمَّروا” عن أذرعتهم داعمين لإيجاد المستوطنين الثلاثة “المختفين”، لم ينتبهوا، أو انتبهوا، قصداً أو عن غير قصد، أنهم ورّطونا بمصطلحاتهم التي استخدموها عندما خرجوا علينا بتصريحاتهم أنهم يستنكرون “اختطاف” المستوطنين الثلاثة، ويتوعدون بمحاسبة “الخاطفين”، في استعداد طوعي لجلد الذات.
أيُّها الساسة، المستوطنون حتى اللحظة قد “اختفوا” ولم “يُختطفوا”، حتى الأمين العام للأمم المتحدة يستخدم مصطلح “المختفين” (missing)، فلكل مصطلح مدلولات. “الاختطاف” ينطوي على افتراض مسبق أن فعلاً جُرمياً قد وقع وأن هنالك استعداداً لتقبل الاتهام على أساس ذلك الافتراض، في الوقت الذي يتم التجاهل فيه بشكل تام نقل السكان المدنيين إلى الأرض المحتلة عام 67 (حالة المستوطنين) والذي يُشكل بحد ذاته جريمة حرب في القانون الدولي. أمّا “الاختفاء”، فليس له مدلولٌ سوى أن هنالك مجرمي حرب في منطقة محتلة غير خاضعة لسيطرتنا قد “اختفوا”، دون جلد للذات، أو إعطاء مبررات لشن هجوم علينا.
باختصار، هنالك مجرمو حرب “اختفوا”، وهذه ليست مشكلتنا، وننصح من يجدهم بأن يُسلمهم إلى القضاء الدولي لمحاكمتهم كمجرمي حرب!