الحدث- أ. ف. ب
كشف علماء مختصون في فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "الإيدز" أنهم عثروا على أدلة تسمح لهم بتحديد كيف يتحايل الفيروس على فحوص التشخيص بعد تناول المريض أدوية.
ويمكن للفيروس الخامد أن يقوم بتحولات تسمح له بأن يتجنب رصده من قبل الجهاز المناعي، لكن التجارب المختبرية بينت أنه من الممكن تدريب الجهاز المناعي على رصد الخطر ثم القضاء عليه.
وتتطرق هذه الأبحاث المنشورة في مجلة "نيتشر" إلى الاستراتيجية المعروفة بـ"كيك أند كيل" (أي طرد الفيروس ثم القضاء عليه) والتي تعد من أبرز محاور علاج الإيدز خلال 33 عاما من الأبحاث في هذا المجال.
ومن المعلوم أن الفيروس المسبب لمرض الإيدز يتخفى في الخلايا اللمفوية المعروفة بـ"سي دي 4" المنتمية إلى الجهاز المناعي بعد ردعه من قبل المضادات الفيروسية، وبعد وقف العلاج، يعاود الفيروس انتشاره، مهددا المريض بشكل أكبر.
وتقضي استراتيجية "كيك أند كيل" بطرد الفيروس من الخلايا التي يتحصن بها بواسطة أدوية قوية ثم القضاء عليه عند ظهوره.
وحلل الفريق عينات دم من 25 مريضًا مصابًا بالإيدز كان 10 منهم قد بدأوا بالعلاج بعيد إصابتهم، في حين راح الآخرون (15) يتناولون الأدوية عندما صار الفيروس ينتشر انتشارا مزمنا.
واكتشف الباحثون أن هؤلاء الذين بدأوا بالعلاج مبكرا كانوا يحملون فيروسا من دون تحولات تقريبا، أما هؤلاء الذين خضعوا للعلاج في فترة لاحقة، فقد كانت فيروساتهم شديدة التحول مع تحولات تسمح لها بالتهرب من الجهاز المناعي.
وأخذ العلماء خلايا غير موبوءة وعرضوها للفيروس في حالتيه المتحولة والمحافظ عليها، ثم عرضت هذه الخلايا لأخرى موبوءة مأخوذة من مرضى يحملون فيروسات قادرة على التخفي.
وتمكنت الخلايا المناعية التي تعرفت سابقا على الفيروس بحالته "المحافظ عليها" من القضاء على 61% من الخلايا الموبوءة.
يذكر أنه ومنذ العام 1981 أصيب نحو 78 مليون شخص بفيروس الإيدز، بحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.