الحدث- أحمد أبو ليلى
لا يترك جهاز الموساد الإسرائيلي مكاناً في العالم أو قطاعاً مجمتعياً ذي علاقة بدينامكية متوقعة بين أفراده والمجتمع كالإعلام أو الفن أو التكنولوجيا وحتى قاعات العرض والمتاحف إلاَّ وكان له حضور فيه، بنسائه أو برجاله.
آخر من وجهت لهم صفعة التجسس كانت يانا بيل، المرأة الجميلة التي تملأ صورها محرك البحث "جوجل"، والتي دفعت للاستقالة من منصبها كرئيسة تنفيذية لمتحف Serpentine، في لندن، والذي شغلته منذ عام 2016.
وتأتي استقالتها كما قالت في بيان صحفي صادر عنها إثر "الهجمات الشخصية السامة" بسبب علاقتها بشركة خدمات تقنية إسرائيلية عبر امتلاكها أسهم في مجموعة Novalpina Capital Group وهي شركة خاصة أسسها زوجها.
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد كشفت عبر تقرير لها ذكرت فيه أن شركة Novalpina تمتلك حصة الأغلبية في شركة تكنولوجيا الإنترنت الإسرائيلية NSO Group Technologies، والتي وجهت لها انتقادات عدة من منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان.
ومن المعلوم أنّ منتجات مجموعة NSO الإسرائيلية لتطوير برامج التجسس تُستخدم من قبل حكومات للتجسّس على شخصيات عدّة. وهناك مزاعم تؤكد بأنّ أحد برامجها قد استخدم في «اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي» في إسطنبول، بالإضافة إلى تورّطها في «هجمات تقشعر لها الأبدان ضد مدافعين عن حقوق الإنسان في انحاء العالم»، بحسب تعبير «منظمة العفو الدولية» التي طالبت وزارة الحرب الإسرائيلية بسحب رخصة التصدير منها.
ومن بين البرامج التي طورتها الشركة برنامج Pegasus الذي تم بيعه إلى "الأنظمة الاستبدادية" بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وهو برنامج تجسس يستخدم لمراقبة الاتصالات بين الأفراد.
وصرحت بيل قائلة: "لقد قررت أنني قادر على مواصلة عملي في دعم الفنون ، والنهوض بحقوق الإنسان وحرية التعبير من خلال الابتعاد عن دوري الحالي."
وتأتي استقالة بيل في اليوم الذي تم فيه تعيين موعد إطلاق معرض سربنتين لهذا العام، الذي صممه المهندس المعماري الياباني جونيا إيشيجامي.
في الوقت ذاته، أصدر معرض لندن بيانًا هذا الصباح يؤكد أنه قبل استقالة بيل "بمزيج من الامتنان والأسف".
يُشار إلى أن يانا بيل منذ توليها مهمتها في المتحف قد ساهمت في تعزيز صورته المجمتعية، ووضعه المالي، وزيادة الدعم والتبرعات، والإشراف على المعارض الرائدة ، وتوسيع برنامج Serpentine دوليًا.