الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المرأة السودانية.. تاريخ نشط وحاضر مغتَصب بالقانون

2019-06-19 10:51:43 AM
 المرأة السودانية.. تاريخ نشط وحاضر مغتَصب بالقانون
النساء في السودان

 

الحدث - سارة عمرو

شكل انتشار فيديو الشابة السودانية التي لقبلت بـ"الكندانة" وغنت بعفوية لـ"الثورة" في شوارع الخرطوم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مفاجأة للكثير من الناس الذين بدأوا يعتقدون بأن المرأة السودانية أصبحت في الخطوط الأمامية للاحتجاجات إلى جانب الرجال. لكن هذه المفاجأة قد تكون مرتبطة بصورة نمطية تشكلت في جزء يسير من عمر السودان، الذي كان للمرأة فيه أدوار بارزة ورائدة في العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية.

بعدما استلم الإسلاميون السلطة في عام 1989؛ شهدت حقوق المرأة سقوطًا ملحوظاً لا سيما بعد أحكام قانون النظام العام (الذي تم إقراره عام 1992 وتعديله في عام 1996)، حيث تم اعتقال النساء واحتجازهن وضربهن وسجنهن لارتدائهن ما يعتبر "ملابس غير لائقة"، مثل البنطال أو التنانير القصيرة، أو عدم تغطية رؤوسهن خلال تواجدهن في الأماكن العامة.

قبل عام 1989، وبعد النظر إلى الإنجازات التي حققتها المرأة في السودان، يتضح أن تطور حقوق المرأة توقف بعد تسلم الإسلاميين للحكم. ففي عام 1907 تم تأسيس أول مدرسة للإناث في السودان، وفي عام 1947 تم تأسيس أول النوادي النسائية "رابطة الفتيات المثقفات"، وتشكل "الاتحاد النسائي السوداني" في عام 1952، ونالت المرأة حق التصويت في عام 1953، ودخلت أول امرأة في البرلمان وهي فاطمة أحمد إبراهيم في عام 1965، الخ...، مما يدل على أنه مع التطور الشامل فيما يتعلق بحقوق المرأة في ذلك الوقت، بدأت السودان أيضًا في إظهار تطور كبير في جعل المرأة مشاركة ونشيطة في قضايا المجتمع.

ويرى الدكتور السوداني نصرالدين عبد البار، أنه بعد تطبيق أحكام قانون النظام العام في عام 1992، كانت النساء من المجتمعات الفقيرة هن أبرز ضحايا هذا القانون، وبالأخص اللواتي عملن كبائعات للشاي والطعام. فبعد فرارهن من مناطق النزاع؛ كن أكثر عرضة للخطر، ونادراً ما كان بإمكانهن دفع الكفالة عند القبض عليهن، على عكس النساء من الشريحة الغنية.

هناك العديد من الأسباب وراء وصف ما يجري في السودان بأنه "ثورة نسائية"، وأهمها ظهور العنصر النسوي في الحراك، مع الإشارة إلى أن النساء هن من ضحايا حكومة عمر البشير لأكثر من 30 عامًا. في مناطق النزاع خارج الخرطوم، كان قمع حكومة البشير ضد النساء أشد، حيث إن معظم انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المناطق ارتكبت ضد النساء وأطفالهن. وقال محققو الأمم المتحدة إنهم وثقوا اغتصاب 134 امرأة وفتاة في المناطق الشمالية من جنوب السودان في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2018. كما وتشير صحيفة Guardian أن الأطباء يعتقدون أن الجماعات شبه العسكرية نفذت أكثر من 70 عملية اغتصاب خلال هجوم على معسكر للاحتجاج في الخرطوم عاصمة السودان، قبل أسبوع. حتى في خضم الثورة، وعندما حاولت النساء إحداث تغيير نشط، كن ضحايا للاغتصاب وسوء المعاملة من قوات الدعم السريع في السودان.

كما ذكر من قبل، صدم الكثير من الناس من مشاركة المرأة في المظاهرات السودانية، وكانت وسائل الإعلام سريعة جدًا في نشر مقالات تحلل دور المرأة في المظاهرات، ولكن الغريب أن تعرض النساء للاغتصاب والقتل في غمرة الأحداث المروعة التي وقعت، لم يستدع الاهتمام اللازم من وسائل الإعلام، خاصة العالمية منها.

ويحاول النشطاء السودانيون التعويض عن هذا الإهمال من قبل وسائل الإعلام للانتهاكات بحق المرأة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تويتر والانستغرام لنقل صورة ما يجري من انتهاكات للفضاء الخارجي، ومن المهم القيام بمشاركة القصص المروعة التي لا تشاركها وسائل الإعلام الرئيسية حتى لو كانت تأتي من وسائل التواصل الاجتماعي.

على الرغم من أن هذا المقال يحاول تفسير المشاركة الفعالة للنساء في المظاهرات، إلا أنه من المهم التأكيد أنه لا يجب أن تشرح المرأة أسباب مشاركتها في أي نشاط أو حراك أو ثورة لأنها متأثرة ومؤثرة في المجتمع.