طلبة بيرزيت يطورون برنامجا جديدا لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي (صورة)

الحدث - علا جبرة

إيماناً منهم بأهمية الطاقة الكهربائية في حياة الإنسان المعاصر، وأن حدوث أي خلل فيها قد يؤثر على مجالات الحياة المختلفة؛ ابتكر طلبة الهندسة الكهربائية في جامعة بيرزيت (موسى حسنا، مجدولين فرحات، ناتالي ملاعبه) برنامجاً يقوم على استعادة التيار الكهربائي في أقل وقت ممكن وضمان استمراريته.

قدم الطلاب الثلاثة برنامجهم كمشروع للتخرج من الجامعة بعنوان "الاستعادة الأمثل للطاقة في الشبكات المختلطة"، وبعد أربعة أشهر من البحث والتجارب المتواصلة وتعاون شركة كهرباء محافظة القدس بتقديم البيانات والتقارير المطلوبة وتحديداً في قسم التحكم والمراقبة؛ خرجوا بنتائج مكنتهم من اختراع برنامج يستطيع إعادة وصل الكهرباء حين انقطاعها عن منطقة معينة لأسباب مختلفة كالضغط على الشبكات ووقوع الأعمدة وغيرها، عن طريق تحديد الأماكن التي قطع فيها التيار والتفاصيل الكاملة عنها، وهنا يأتي دور برنامجهم الذي يبدأ بالبحث عن شبكات أخرى قريبة لإعادة وصل المنطقة بالطاقة في أسرع وقت ممكن.

استخدم الطلاب أجهزة الحاسوب خاصتهم لعمل التجارب المختلفة وتنصيب برنامجهم عليها. ويقول موسى حسنا،أحد مخترعي البرنامج لـ"الحدث"، إنه مع بداية العام الماضي بدأ مع زملائه في البحث عن مشكلة في نظام الطاقة الفلسطينية سعياً منهم لحلها من خلال ابتكار برنامج معين، "وبعد عملية البحث تبين لنا أن المشكلة الأكبر تكمن في انقطاع التيار الكهربائي والفترة الطويلة التي تستغرقها أنظمة الطاقة لإعادة تغذية الشبكات، لذلك عملنا على هذا الموضوع".

وأضاف حنا، أنهم واجهوا صعوبات عديدة أثناء عملية البحث ودراسة المشروع، تكمن في أن موقع قسم التحكم والمراقبة لشركة كهرباء القدس في "شعفاط" بالقدس المحتلة مما حال دون وصولهم لهذه المنطقة بسبب الاحتلال.

يشار، أن المشروع تم تحت إشراف أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة بيرزيت د.أحمد عليان الذي أكد على أهمية هذه المشاريع الريادية التي تبتكرها عقول الطلبة وبتكلفة بسيطة، لأنها قادرة على حل الكثير من المشاكل التي تواجه القطاعات الفلسطينية، لكن تطبيقها على أرض الواقع بحاجة إلى ميزانيات ضخمة، مضيفا، أن "الدول المانحة انتقائية في دعمها للمشاريع الشبابية، ولا تقدم الدعم للأفكار القادرة على حل المشاكل من جذورها، حتى نبقى بحاجة لها ولدعمها".

وأكد أصحاب فكرة "الاستعادة الأمثل للطاقة في الشبكات المختلطة"، على تمسكهم بالفكرة وأملهم الكبير بأنها سترى النور يوماً ما لتصبح برنامجاً مطبقاً في نظام الكهرباء الفلسطيني.