الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مظاهر "ربيعية" وسط الشتاء تقلق خبراء البيئة في فلسطين

2015-01-11 10:59:41 AM
 مظاهر
صورة ارشيفية
الحدث- رام الله

وهو يشاهد الأزهار البريّة، المنتهية رؤوسها بورود لونها "أحمر قانٍ"، تنتشر على مساحات واسعة من الأراضي المجاورة لمنزله انتابت الفلسطيني محمد سليم فرحة ممزوجة بـ"الدهشة".
 
فهذه الزهور المعروفة بـاسم "شقائق النعمان"، والمرتبط نموها بقدوم فصل الربيع، الذي يبدأ فلكيا عند الاعتدال الربيعي (الذي يكون عادةً في 21 مارس/آذار)، أثارت استغراب سليم (45 عاما).
 
ويقول سليم لوكالة الأناضول، إنّه شعر بارتياح لرؤية الزهور البرية، التي تبعث رؤيتها على الراحة النفسية، إلا انتشارها في فصل الشتاء، وتحديدا في يناير، وقدوم فصل الربيع مبكرا لهذا العام قبل أوانه، أصابه بـ"الحيرة".
 
ويتابع:" جميل أن ترى فصل الربيع في الشتاء، والأزهار البرية منتشرة في كل مكان، لكنه في ذات الوقت أمر مثير".
 
ويشعر الحاج الخمسيني فايز أيوب، بفرحة، وهو يلمح مساحات الأرض شرق مدينة غزة، المغطاة باللون الأخضر، والزهور البرية.
 
ويُضيف: " الكثير من النباتات البريّة، والزهور، ظهرت مبكرا هذا العام، إنّه مشهد يبعث على السرور".
 
ويبدو المشهد، في الضفة الغربية، أكثر وضوحا، إذ تنتشر الزهور البرية بكثافة في المناطق الريفية، وبين الجبال.
 
غير أنّ نمو أزهار الربيع المبكر، وتفتح الأزهار البرية في غير موعدها، لا يبدو مفرحا بالنسبة لعماد الأطرش الرئيس التنفيذي لجمعية الحياة البرية الفلسطينية (تتخذ من بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم جنوبي الضفة الغربية).
 
ويُضيف الأطرش في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، إنّه من الغريب القول إنّ المشهد الجميل، والرائع الذي تشكلّه الزهور البرية، في الشتاء، أمر يبعث على القلق.
 
ويتابع:" للأسف، هذا الظهور المبكر، يرتبط بظاهرة التغير المناخي، وحسب دراسات معمقة لجمعية الحياة البرية، فإنّ هذا النمو السريع في الأزهار البرية، وظهورها في غير محلها، ناتج عن تغيرات في المناخ، وارتفاع درجات
الحرارة".
 
ويرى الأطرش، أن ذوبان الجليد، في الكثير من مناطق العالم، وارتفاع درجات الحرارة، أدى إلى تغير المناخ، واضطراب سقوط الأمطار.
 
وقد طرأت تحولات واسعة، على الغطاء النباتي في الأراضي الفلسطينية، بحسب الأطرش، تؤثر وفق تأكيده على طبيعة المناخ في فلسطين، والحياة البرية فيها.
 
ويستدرك بالقول:" المناخ يتغير، والربيع يأتي هذا العام مبكرا، وفي الأعوام المقبلة، قد لا نشهد أي ربيع، مع ارتفاع الحرارة، وهو ما قد يتسبب بخلل في الحياة البرية، وحياة الطيور وهجرتها، الأمر ليس عاديا، بل إنه مربك، فالكثير من النباتات ظهرت في غير موعدها".
 
والتوقيت المثالي لنمو الأزهار البرية في فلسطين، هو نهاية شباط/ فبراير، ويلفت الأطرش، إلى أن الأمر يحتاج إلى دراسات معمقة، لمعرفة ما قد يصيب الغطاء النباتي من تحولات مستمرة.
 
ويُضيف الأطرش:" منطقة الشرق الأوسط، كلها تشهد حالات مناخية يمكن وصفها بالمتطرفة، من انحباس مطري، إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة، وذوبان لأنهار الجليد، وهذه العوامل كلها تؤدي إلى تغير في الغطاء النباتي".
 
وأكد الأطرش، أن ثمة خطر على الحياة البرية، وأنواع الزهور المختلفة في الأراضي الفلسطينية، مع تغير المناخ عاما بعد آخر.
 
ويقول كتاب صدر حديثًا حول التنوع الحيوي عن جمعية الحياة البرية: إن نباتات فلسطين العضوية الطبيعية تتمثل بـ 128 عائلة نباتية، بينها 14 من السرخسيات و124 من النباتات الزهرية.
 
ومن أهم هذه الزهور البرية، شقائق النعمان وما تعرف بـ "الدحنون"، وهي من الأزهار البرية لها فروع مزغبة تنتهي برؤوس تحمل وردة غالباً ما تكون حمراء وفي داخلها بذور سوداء.
 
ومن الأزهار البرية، النرجس البري، والأقحوان، إضافة إلى نبتة تُسمى بـ"عصاة الراعي"، والسوسن.
 
وتنتشر بعض النباتات التي يقوم الفلسطينيون، باستخدامها كوجبات غذائية، ومن بينها (الخبيزة)، وهي نبتّة صغيـرة برية خضراء، إضافة إلى نبتة الرجلة (البقلة)، والحمصيص وهي نبتة تشبه (الملوخية).