الحدث ـ محمد بدر
يتحدث الضابط الكبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، من أصول بدوية، وحيد الهزيل، عن خيبة أمله في تحقيق ما أسماها المساواة بين المواطنين في "إسرائيل"، مشيرا إلى أن هذه القناعة توصل لها رغم خدمته عشرات السنوات من أجل أمن "إسرائيل" وتعرضه للإصابة خلال اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين وعرب.
يقول الهزيل إنه عمل لفترة طويلة في منطقة مستوطنات غلاف غزة وتحديدا مستوطنة "كيرم شالوم"، وفي عام 2008، شارك في صد هجوم نفذه مقاومون بسيارات مصفحة، حيث كان حينذاك يشغل نائب قائد كتيبة دورية الصحراء، وأصيب في هذه العملية وحصل على ميدالية رئيس الأركان.
ويضيف الهزيل، أنه في عام 2012، لعب دوراً رئيسياً، كقائد للكتيبة الصحراوية، في إحباط محاولة تسلل من قبل ناقلة جنود مصفحة مصرية تحمل "إسلاميين" كانوا ينوون تنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية.
وفقا للهزيل، في 25 يونيو 2006، اشتبك مع مجموعة من المقاومين الفلسطينيين بعد أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بالقرب من مستوطنة "كيرم شالوم".
ويصف الهزيل نفسه بأنه كان المدافع الأول عن مستوطنة "كيرم شالوم"، قبل أن يتقاعد من الجيش الإسرائيلي قبل أربعة أعوام فقط.
ويضيف الضابط الإسرائيلي المتقاعد، أنه قرأ قبل عامين عن حاجة مستوطنة "كيرم شالوم" إلى استيعاب إسرائيليين وعائلات إسرائيلية للسكن فيها، وهو ما دفعه للاتصال على الأرقام المخصصة للاستفسار حول ذلك، لكن وبمجرد سماع الموظف لاسمه، والتأكد من أنه عربي، رد عليه بالقول: هذا المكان غير مناسب لك. ويرى الضابط الهزيل، أن الخدمة لمدة 23 عامًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تحقق له المساواة.
ويؤكد الضابط البدوي أنه وبسبب إصراره على الاستيضاح عن سبب الرفض، بدأوا باختراع الحجج التي كان أبرزها أن هذه المستوطنة لا تتناسب اجتماعيا معه، وعندما رد عليهم بأنه عمل في المنطقة لسنوات طويلة، ويدرك طبيعة الحياة فيها، قيل له: سنعود لك بإجابة. وما زال في انتظار الإجابة حتى يومنا هذا.
ويقول الهزيل في مقابلة صحفية، إنه بدأ يعتقد أنه لا يمكن أن تتحقق المساواة في "إسرائيل" خاصة بعد قانون القومية، مضيفا "كنت فخورا بخدمتي في الجيش لمدة 23 عامًا، ولكن من المشكوك به أن أقوم بالخدمة في الجيش مرة أخرى بعد كل ما حصل".
صحيفة معاريف أجرت مقابلة مع القائمين على المستوطنة، ورغم أسفهم بسبب المشاعر التي تولدت لدى الهزيل لرفضهم أن يكون من سكان المستوطنة، إلا أنهم لم يبدوا أي استعداد للموافقة على مسألة كهذه.