الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفسيفساء في علاج أطفال التوحد

2019-06-25 11:39:59 AM
الفسيفساء في علاج أطفال التوحد
الفسيفساء في علاج أطفال التوحد

 

 

الحدث - علا جبرة

شكل فن الفسيفساء لوحات جدارية وأرضيات للعديد من المعابد والقصور والمباني القديمة لتوثق الكثير من الأحداث عبر العصور القديمة، وتصنع الفسيفساء باستخدام قطع صغيرة من الرخام والأحجار والبلور والجرانيت والأخشاب والأصداف، التي يتم رصفها جنباً إلى جنب، لتعطي الشكل أو الرسم المطلوب، وأقدم ظهور لهذا الفن كان منذ العصر الحجري المتوسط (10000_7500ق.م)، واستخدم فيما بعد كزينة بناء لدى الحضارة السومرية من خلال إلصاق الحجارة الصغيرة في الطين حيث رصت بإحكام إلى جانب بعضها بغرض التقوية والتزيين.

الأسير المحرر وطالب علم النفس في جامعة بيرزيت عبد شريحة، تعلم فن الفسيفساء منذ عامين تقريباً بفضل تخصصه في علم النفس الذي يدمج الكثير من الفنون في العلاجات النفسية، ومن هنا بدأ مشواره في استخدام هذا الفن لتطوير مهارات الأطفال في حصص الفن بالمدارس.

يقول شريحة، "في الوقت الحالي أنا أعمل على تعليم الفسيفساء للأطفال من 6 إلى 18 سنة في بعض المدارس كالمدرسة الإنجيلية في رام الله وتجهيز كامل الأدوات المستخدمة، مع الأخذ بعين الاعتبار محتوى اللوحة نفسها من حيث الأشكال والألوان، لأن لكل واحدة منها آثارها النفسية على الأطفال، وإن استخدمت بالشكل الصحيح ستساعدهم على تفريغ طاقاتهم وتطوير قدراتهم على التركيز بشكل كبير بما أن لا مناهج متوفرة ضمن حصص الفن في المدارس بهذا الخصوص". مؤكدا، أن الأطفال أظهروا اندفاعهم وإقبالهم للتعلم.

 وأضاف شريحة، أنه يعمل من خلال الفسيفساء على تنمية القدرات العقلية لأحد أطفال مرض التوحد، وهو ما قد يساعد حواسه على الإدراك بشكل أكبر، خاصة باختيار الألوان المناسبة التي ترفع مستويات التركيز، التعلم، الفهم والتذكر، وكل هذا بحاجة لأساس علمي.

ويعمل عبد شريحة حالياً على إنجاز بحث دراسي لفهم تأثير كل منها على أطفال التوحد فيصبح مستعداً على تطبيق هذا العلاج على العديد من الأطفال المصابين بمرض التوحد.

ويشير عبد شريحة، أنه في معمله الصغير لعمل الفسيفساء وبأدوات بسيطة في منزله في سردا شمال رام الله؛ وجد في ن هذا الفن تعبيراً عن ذاته وهروباً من ضجيج الواقع، والأهم من هذا كله عملاً يستطيع من خلاله خدمة مجتمعه.