الحدث - رولا حسنين
يوم واحد يفصل مهند حمزة التميمي (17 عاماً) عن إنهاء مرحلة حاسمة في حياته الأكاديمية، ولكن هذا اليوم قد يمتد لعام أو ربما أكثر؛ ففي حسابات الاحتلال لا شيء يعادل فرحتهم بالتنغيص على الفلسطينيين وقهرهم.
الطالب في الثانوية العامة مهند، كان من المفترض أن يخضع يوم غد الأربعاء لآخر اختبار في مرحلة "الإنجاز" معلناً انتهاء المرحلة المدرسية، إيذاناً ببدء مرحلة أعلى، ولكن الاحتلال أقدم على اعتقاله فجر اليوم الثلاثاء، من منزل عائلته في قرية النبي صالح قضاء رام الله.
محمود التميمي عمّ الفتى مهند، قال لـ "الحدث": اقتحم جنود الاحتلال فجراً منزل شقيقي حمزة، وروّعوا مَن فيه، واعتلقوا نجله مهند، مع العلم أنه طالب في الثانوية العامة وعلى مشارف إنهاء اختباراته.
وأضاف: لا أعتقد أن فتى بعمر مهند يهدد أمن دولة الاحتلال ليتم اعتقاله وحرمانه من إكمال مرحلته التعليمية. معتبراً أن الاعتقال جاء لغرض الاعتقال فحسب ولتفويت الفرصة أمام مهند بخصوص إكمال دراسته، وأن ما يقوم به الاحتلال هو سياسة استهداف متواصلة بحق سكان القرية، وبشكل دوري، حيث لا ينفك الاحتلال باقتحام منازل المواطنين بشكل يومي.
وأشار التميمي، إلى أن مهند هو أسير محرر، حيث اعتقله الاحتلال العام المنصرم، وأمضى 7 أشهر في سجون الاحتلال، وعليه وقف تنفيذ، الأمر الذي يقلق العائلة في هذه الأثناء.
علماً أن مهند خضع في الآونة الأخيرة لعملية جراحية في عيونه، ويعاني من ضعف في النظر، الأمر الذي سيزيد مشكلته الصحية في حال استمر الاحتلال في اعتقاله.
ولا يتوقف الأمر على مهند، إنما شقيقه الأكبر سبق وأن اعتقله الاحتلال لعدة مرات ثم يفرج عنه بكفالة مالية، ما يعني أن الاحتلال في كثير من الأحيان لا تكون دوافعه أمنية في الاعتقالات، إنما مالية بجمع كفالات مالية، وكذلك إيصال رسائل تهديد وترويع للفلسطينيين، وفق ما قاله التميمي لـ "الحدث".
وما يزيد من قلق عائلة مهند التميمي، عدم معرفتهم أي معلومة عن اعتقاله وما هي حالته الصحية والنفسية، وكذلك ضياع مجهوده طيلة العام.
من جانبها، استنكرت وزارة التربية والتعليم في بيان لها؛ اعتقال الاحتلال الطالب مهند التميمي، وقالت: إن تواصل انتهاكات الاحتلال بحق المسيرة التعليمية والأسرة التربوية يأتي نتيجة الصمت الدولي المطبق تجاه هذه الممارسات، مشددةً على أن الاحتلال بذلك يضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تُجرّم انتهاك حق الطلبة في التعليم في ظل بيئة آمنة ومستقرة.
وجددت التربية دعوتها لكافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية والإعلامية المحلية والدولية؛ لتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الانتهاكات والعمل على لجمها.