السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا تهاجر العقول الفلسطينية؟

2019-06-27 11:17:18 AM
لماذا تهاجر العقول الفلسطينية؟

يحقق الفلسطينيون العديد من الإنجازات العلمية والفنية والتكنولوجية وغيرها من المجالات على مستوى العالم وغالباً ما تكون خارج فلسطين، خاصة عند الدول المتقدمة التي تستقطب هذه الكفاءات عن طريق دعمها مالياً وتوفير البيئة الحاضنة لها.
اعتبرت منظمة اليونسكو أن  "هجرة العقول"  هي نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق في اتجاه واحد  ناحية الدول المتقدمة فقد بلغت نسبة المهاجرين الفسطينيين المهاجرين وتحصيلهم العلمي بكالوريوس فأعلى نحو 35.7% من إجمالي المهاجرين، 3.13 %من الأفراد بعمر (15-59)سنة يرغبون بالهجرة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
للاحتلال الإسرائيلي دور رئيسي لتفاقم هجرة الكفاءات الفلسطيينية لما يقوم به من اعتداءات مباشرة كالاعتقالات أو غير مباشرة كالحصار والمضايقات الإقتصادية على الفلسطينيين، إلا أن للانقسام الفلسطيني وأسباب أخرى دور في هذه الهجرة.
ما الذي تحتاجه العقول البشرية للبقاء؟
يقول المحلل الاقتصادي سمير عبدالله "العنصر البشري هو أهم عنصر في عملية الإنتاج والتنمية، وعندما لا يجد الشخص بيئة عمل مناسبة لتطور عمله ويبقى على حاله اضافة الى عدم اكتفائه براتبه الحاصل عليه وبناءً على ذلك فإنه  سيستغل أي فرصة للهجرة، وقلة فرص العمل فمثلاً المؤسسات التي توظف 50 شخصاً فأكثر لا تتعدى 1%، إضافة إلى غياب التحفيز النفسي والحث على الإبداع والخروج عن الأنماط العادية في العمل، وغياب العدالة والتعليم المستمر في بعض القطاعات والمؤسسات".

 

البحث العلمي هو  الحائط الذي يرتكز عليها أصحاب العلوم والمعارف في تطوير أنفسهم وقدراتهم، ولو نظرنا واقع البحث العلمي في فلسطين سنلاحظ  حالة من الضمور في هيكله البنوي على مختلف الأصعدة، بفعل تجاهله في المؤسسات التعليمية، وعدم توظيفه في مواطن صنع القرار، والسياسات المجتمعية.. خاصة وأن نظام التعيين الوظيفي في فلسطين  لا يسعى إلى استقطاب الكفاءات بقدر اعتمادها على المعارف و"الواسطة"، إضافة إلى نظام التسييس "إضفاء الطابع السياسي" داخل المؤسسات المختلفة، ومن هنا المنطلق فإن العقول البشرية التي تطمح لتطوير نفسها لا تجد محيطاً مناسباً ومريحاً لرغباتها، لذلك يطمح الكثير من الشباب الفلسطينين للهجرة.
يقول أحمد نبهان 23 عاماً خريج  الصحافة/ فرعي علم إجتماع من جامعة بيرزيت  "عندما تخرجت من الجامعة خضت فترة تدريبية، لكن فرصة العمل لم تكن بهذه السهولة فأغلب المؤسسات تطلب خبرة بالعمل لأكثر من عامين، ومؤسسات أخرى تعطي أجراً متدنياً، فهاجرت إلى الولايات المتحدة منذ سنة تقريباً للعمل"
تتنافس الجامعات الفلسطينية على استقطاب الطلبة بشكل سلبي تهدف 
 إلى جمع أكبر عدد من الطلبة دون  أي اتفاقيات مسبقة بينها لوضع خطط مشتركة حول احتياجات سوق العمل الفلسطيني والموازنة في التخصصات بناءً على ذلك يجد الخريجيون فرص عمل، كذلك فإن معدل البطالة بلغ 30.8% خلال عام 2018 من مجموع المشاركين في القوى العاملة.