فيروز قالت إنها تُحب السيد حسن نصر الله. واضطرب لبنان على إثر تصريح السيدة فيروز. السيدة فيروز مسيحية، السيد نصر الله شيعي، وتصريح فيروز بأنها تحب السيد نصر الله في ظل أجواء طائفية محتقنة في لبنان، وفشل سياسي في تشكيل الحكومة، وتوقع فراغ سياسي في رئاسة الجمهورية، وتفجيرات متتالية تطال أهدافاً لحزب الله، وتدخل عنيف لحزب الله في سوريا، كان تصريحاً جريئاً ومفاجئاً لكل الأقطاب السياسية في لبنان ولجمهور فيروز.
لكن الأمر طبيعي، فلو وجدت فيروز في فريق 14 آذار (سعد الحريري، وليد جنبلاط، سمير جعجع وغيرهم) من يُقارع كاريزما السيد حسن لفكرت في الأمر، لكن المقاربة خاسرة بين السيد حسن وبين خصومه السياسيين، فالسيد نصر الله يملك رصيداً غير قليل من محبة النساء، وفيروز سيدة ومرهفة. لكن حتى ألد خصوم السيد حسن يعلم أنه رجل مواقف. والرجلُ موقف، إذا لم يقف سقط، والساقط في المذهب الحنفي لا يعود. وحتى الآن لم يسقط السيد نصر الله في مواقفه، على أقل تقدير في أعين مؤيديه ومناصريه، ولدى جمهوره من النساء. أمّا التركيز على ما قالته فيروز، فإنما يعكس حدة الاستقطاب والتجاذب المتزايدين في لبنان، واللذين قد “يقطمان” خاصرته، وخاصرة دول عربية أخرى تُعاني من استقطابات وتجاذبات مشابهة.
على ما يبدو أنه حتى المحبة في عالمنا العربي صارت مسيسة وتثير اضطرابات، حتى عندنا انقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي أحاديث الناس بين مدافع عن السيدة فيروز وآخر غاضب منها، لكن اللافت أن صوت العقل مغيبٌ، فلم يقل قائلٌ بأن ندع كلاً وقلبه وهواه وشأنه، لعلّ المحبة في أجواء الميلاد والأعياد تخفف من الاحتقان والكراهية السياسية التي تعصف بعالمنا العربي.
السيد نصر الله آثر أن يرد على تصريحات فيروز في خطابه الأخير يوم الجمعة الماضية بشكل غير مباشر، جاء ذلك في إطار حديثه عن فكرة تشكيل حكومة لبنانية محايدة وقال ما معناه: عن أي حكومة محايدة نتحدث، ولبنان لا يحتمل أن يحبَّ فيه أحدٌ أحداً.
على أي حال، فقد وصل السيد نصر الله صوت السيدة فيروز وأغنيتها: “عندي ثقة فيك، عندي ولع فيك، وبكفي”!