الحدث الفلسطيني
أطلق القيادي في حركة حماس صلاح البردويل مبادرة لإتمام المصالحة مع حركة فتح تضمنت عدة أطروحات.
وقال البردويل في مبادرته: " تعالوا نحدد ماذا يريد الوطن وماذا نريد، وما أهم أولويات أهدافنا، ونحدد معيار الصداقة والعداوة، ثم نبدأ الحوار الهادئ المسؤول".
نص المبادرة:-
" اخواننا في الوطن وخصومنا في اللغة والمفاهيم
استشعارا مني كمواطن فلسطيني، وأستاذ جامعي، ونائب منتخب، وعضو في قيادة حماس، بعقم الجدل القائم بيننا وبينكم، واختلاف المعايير والمفاهيم اللغوية، وانحراف دلالات الكلمات، ومرور الكلام المتبادل بيننا وبينكم من حواجز الكره والشنٱن، وبالتالي غياب العدالة في الحكم، والانحراف عن التقوى، وانكسار الميزان، واختلال القيم، وتفرق الكلمة، وضعف الصف، وتجهم القريب، وتملك البعيد رقبة قضيتنا، واحساسا مني بأننا نمضي في درب الوهن والهوان، ونسهل الذل على من سوانا من العرب المهرولين المطبعين، الذين أصبحت عروشهم اغلى من القدس والمقدسات، ومحاولة مني لردم الهوة وجسر الجسور التي حطمتها سنوات الكيد والخصام، فإنني اتقدم اليكم بهذا البيان :
قتلتم منا، وقتلنا منكم، واتهمتمونا في وطنيتنا، واتهمناكم، ولا تزالون ترموننا بالانقلاب على الشرعية، ونرميكم، وتستخفون بالمقاومة، ونستخف مفاوضاتكم، وتنازلكم عن الارض، وتعظمون تاريخكم ونصغر حاضركم، وما تزال رحى الخلف تطحننا وتطحنكم وتطحن شعبنا وقضيتنا؟ .
أما ٱن لهذا الفارس أن يترجل؟ ٱما ٱن لدم الشهداء أن يجمعنا؟ أما ٱن لواقع الألم أن يجمعنا؟ أما ٱن لوحدة الدين واللغة والقيم أن تجمعنا؟ .
صفقة القرن هي الفصل الأخير من المأساة إن لم نتدارك، وعندها لان حين مناص، ارني عرشك وسلطتك أرك عرشي وسلطتي !، وارسم إن استطعت خارطة وطن ابتلعته الأفاعي، أو ابك بكاء النساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال.
وقتها لن ينفع التلاوم، ولن يجدي اكتشاف الخائن من الأمين والصادق من الكاذب، والمخلص من غير المخلص.
أخي وبكل الحب والحزن والوجع الصادق اطرح عليك ما يلي :
أولا ـ تعال نطوي صفحة الماضي والله يتولى الحكم بيننا في ما مضى فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وهو ارحم بنا من انفسنا.
ثانيا - تعال نتحاور ولا نتجادل، متكامل ولا تتنافى، نتصالح ولا تتقاضى، نتكافأ ولا نتطاول، نتناصح ولا نتصيد، نتصافى ولا تتحايل، تتواجه ولا نتغابن.
ثالثا - تعال نحدد ماذا يريد الوطن وماذا نريد، وما أهم أولويات أهدافنا، ونحدد معيار الصداقة والعداوة، ثم نبدأ الحوار الهادئ المسئول.
رابعا - تعترف اني شريكك واعترف انك شريكي، لا تستغني عني ولا استغني عنك وانك بدوني اضعف، وأنا بدونك كذلك .
خامسا - نبدأ بوضع كل الأوراق التي اتفقنا عليها على الطاولة، وتراجعها ونؤكد إيماننا بجدواها، ونكمل ما نقص من ٱليات تطبيقها، ونستحضر كل حقوقنا، وكل الظلم الذي وقع علينا من عدونا وأن لا شرعية للاحتلال على أرضنا ونبني مشروعنا واستراتيجيتنا الصلبة.
سادسا - نتفق على شبكة أمان تحفظ العلاقة بيننا، وتديم التوافق بين الجميع صغارا كانوا أم كبارا في صندوق الانتخابات، حتى لا تطارد بعضنا بالأغلبية، أو بالتاريخ !.
سادسا - حوارنا المباشر دون وساطة أو شروط مسبقة خير ضمانة لتقريب النفوس وحل العقد وتجاوز الماضي المؤلم.
سابعا - الديموقراطية والانتخابات الشاملة وسيلة هامة لنظم الحياة السياسية والاجتماعية، ولكن روح التوافق والشراكة أجدى وأكثر دواما وأكثر صفاء النفوس.
ثامنا - فترة الحوار فترة سرية بعيدة عن الإعلام، تتوقف فيها كل أشكال الحرب الإعلامية والأمنية والاعتقالات السياسية بيننا .
تاسعا - نتائج الحوار تعرض على شعبنا في استفتاء شعبي لاقرارها، ومن ثم التنفيذ بتجرد.
عاشرا - نتنافس في خدمة الوطن والقضية وتنفيذ خطتنا التي اتفقنا عليها ولا يزايد أحدنا على الٱخر . نحن واياكم والفصائل وكل القادرين على العطاء من شعبنا .
حادي عشر : شعارنا الحرية والتحرير والعودة وتقرير المصير، وأيقونة جهادنا القدس، من أجلها نلقى الله مطمئنين.
أخيرا - الشروع في الحوار هذا الشهر دون تأخير، والله ولي التوفيق .