الحدث العربي والدولي
نفى مركز دراسات الوحدة العربية في بيان له، ما نشر في صحيفة «القدس العربي» أول أمس السبت، حول قيام المركز بقرصنة مذكرات الدكتور جورج حبش وبمصادرة الحقوق الأدبية والمعنوية والتاريخية لزوجة الحكيم، وبالتواطؤ مع محرر الكتاب لانتزاع حقوق العائلة، محتفظا بحقه في الرد تجاه الصحيفة بالافتراء والتشهير.
يأتي هذا التشهير عشية انعقاد ندوة في بيروت حول كتاب «صفحات من مسيرتي النضالية: مذكرات جورج حبش»، التي ينظمها مركز دراسات الوحدة العربية للحديث عن المذكرات واحياء لذكرى الحكيم والدعوة لاستمرارية نهجه الثوري المقاوم.
وأكد المركز في بيانه، أنه تعاقد مع السيدة هيلدا حبش وتسلم النص منها باتفاق رسمي موقع منها ويكفل لها الحقوق المادية والأدبية والمعنوية، وهي من كلفت المحرر الدكتور سيف دعنا بتدقيق وتحرير الكتاب وبكتابة تقديم له. وبحسب أصول النشر تم توثيق اسم المحرر وكاتب التقديم على الكتاب. وكانت السيدة حبش، التي كتبت مقدمة الكتاب وخاتمته وفصلاً عن اعتقال الحكيم في فرنسا، قد نشرت المقدمة في عدة صحف ومواقع إلكترونية فور صدور الكتاب.
وأشار المركز، إلى أنه يثمن جهود السيدة هيلدا حبش لتعاونها في كل مراحل إنتاج الكتاب ومراجعته قبل الطبع حتى تم إصدار النص الأخير للحكيم إلى القراء في ذكرى رحيله بشكل يليق بهذا الإرث الفلسطيني الهام، وبحسب اتفاق الطرفين، لتبقى مسيرة الحكيم حاضرة تلهم أجيال الثورة الفلسطينية المستمرة.
وأوضح المركز، أنه يترفع عن الدخول في أي سجالات حول هذا الموضوع، إكراما للدكتور حبش، مع الإشارة إلى أن المركز يملك ما يكفي من الوثائق للرد على هذه الافتراءات ودحضها. وبعد نشر بيان التشهير بالمركز على صفحات «القدس العربي» ووسائل التواصل الاجتماعي؛ غيّرت الصحيفة بعد ساعات العنوان والمحتوى مما يعني أن هناك حملة مقصودة للنيل من سمعة الدكتور سيف دعنا وسمعة مركز دراسات الوحدة العربية والتشهير بهما.
وكانت «القدس العربي» قد نشرت بيانا منسوبا إلى السيدة حبش، وردت فيه اتهامات لمركز الدراسات والدكتور دعنا بـ«قرصنة» مذكرات الحكيم. وبحسب ما نشرته الصحيفة – ولم يكن بالامكان التأكد من صحته – فإن مركز دراسات الوحدة العربية متهم «بالتواطؤ لانتزاع حقوقها التاريخية والمعنوية والأدبية»، وأنه تمت الدعوة الى «عقد ندوة في بيروت لإشهار الكتاب يتصدرها سيف دعنا على إدعاء أنه المحرر وبمشاركة الجبهة الشعبية، مع الأسف، دون إعلامنا بذلك مطلقاً أو حتى دعوتنا كعائلة، نحن أصحاب التجربة التي عشناها إلى جانب الحكيم بكل منعطفاتها التاريخية، والموثقين لها، والتي قدمناها للمركز كوثيقة تاريخية مانحين إياهم ثقة لا يستحقونها على الإطلاق».
يشار الى انه خلال فترة اعداد كتاب المذكرات للنشر، وقع مركز دراسات الوحدة العربية اتفاقا تتضمن تفاصيل كاملة حول كيفية التعامل مع المحتوى بالاضافة الى ملف الحقوق المالية. وكذلك جرى تبادل رسائل مفصلة حول الأمر بين السيدة حبش من جهة وبين إدارة المركز والدكتور دعنا من جهة ثانية.
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن مستشار أمير قطر عزمي بشارة، استخدم صحيفة القدس العربي لتمرير بيان منسوب إلى السيدة حبش، بعدما عمل بمساعدة شخصيات فلسطينية وعربية على التواصل مع عائلة الحكيم بحجة توفير الدعم المالي لها. إلا أن الهدف الفعلي لا يتعلق باستغلال إرث حبش فحسب؛ وإنما توجيه رسالة قاسية الى مركز دراسات الوحدة والى الدكتور دعنا، بعد فشل محاولاته المتكررة لوضع يده على المركز. وآخرها قبل أشهر عندما عرض، عبر شخصيات كانت على صلة بإدارة المركز، "انتشاله" من أزمته المالية مقابل تغييرات في إدارته وفي برنامج عمله، وأن يتخذ المركز موقفاً يناصر قطر في نزاعها مع السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت، أن بشارة تحدث مرارا عن أنه أقنع أمير قطر السابق حمد بن خليفة بتقديم الدعم المالي للمركز، كما عمل على إقناع المدير السابق للمركز خير الدين حسيب بمنحه منصب المدير العام للمركز، وهو ما حصل لفترة قصيرة قبل أن يصطدم مع حسيب، ليغادر ويتفرغ لعمله الجديد مستشارا لأمير قطر الحالي تميم. ومنذ ذلك أطلق بشارة مشروعه الخاص بإنشاء مركز الدوحة للسياسات ووضع خطة هدفها جذب الباحثين والإداريين من مركز دراسات الوحدة ومؤسسات فكرية وثقافية عربية، بتقديم مغريات مالية كبيرة.
يشار، أن بشارة على خلاف مع رئيس المركز بسبب موقفه من القضايا السياسية والإشكالية في المنطقة، وقد وجد ضالّته في التعرض لمركز دراسات الوحدة ورئيسه من خلال استغلال ملف مذكرات حبش، وأنه يهدف إلى تدمير استقلالية كافة المؤسسات الفكرية والثقافية والبحثية العربية.