الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رسالة القسام إلى الإثيوبيين التوقيت والاستراتيجية

2019-07-10 07:20:29 AM
رسالة القسام إلى الإثيوبيين التوقيت والاستراتيجية
جندي اثيوبي يخدم في جيش الاحتلال يؤدي الصلاة أمام حائط البراق في القدس المحتلة

 

الحدث- إبراهيم أبو صفية

بخطوة عملية استثنائية، حولت كتائب القسام وجهة رسائلها إلى الإثيوبيين الذين يحتجون ضد عنصرية المجتمع والدولة بحقهم رغم وجودهم الكثيف في جيش الاحتلال وإن كان بمراتب متدنية.

وقال أحد قادة القسام في تصريح صحفي، إن إسرائيل لم تطالب بالجندي الإسرائيلي المحتجز لدى المقاومة أبراهام منغستو مع الإشارة إلى أنه من أصول إثيوبية، مؤكدا على أن الحكومة الإسرائيلية لم تدرج اسمه في المفاوضات.

 كما ونشرت الكتائب مقطع فيديو تحت عنوان (أبراهام منغستو مفقود طي النسيان)، تساءلت فيه عن سبب تخلي الاحتلال عن أحد جنوده، وهل من المقبول لدى جمهور الاحتلال التمييز بين الأبيض والأسود.

 وجاءت هذه الرسائل في وقت تشهد فيه دولة الاحتلال احتجاجات غاضبة مستمرة منذ بداية الشهر الحالي من اليهود الأثيوبيين (الفلاشا) بعد مقتل المستوطن " سلمون تيكاه"، برصاص ضابط شرطة الاحتلال خارج الخدمة في حيفا في الـ30 من يونيو.

التناقضات الداخلية

وقال الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر، إن المقاومة الفلسطينية تحاول اللعب على التناقضات داخل "إسرائيل" وهو جهد دعائي مشروع ومنطقي، ولكن يبقى السؤال والنقاش حول التجاوب لهذه الرسائل، على اعتبار أن الأوضاع الداخلية والاحتجاجات الإثيوبية قد تسهم أكثر باحداث انقسامات اضافية من جهة، وأن يزيد العداء ضد الحكومة التي لم تتبنى قضية المحتجز الإثيوبي المأسور لدى المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى. عدنان أبو عامر الاثيوبيين

وأوضح أبو عامر لـ " الحدث"  أن المقاومة تخوض معركة صامتة أي حرب نفسية مستخدمة كافة العمل الدعائي، وهذا يحتاج إلى تراكم وجهد أكبر حتى تتصدر المقاومة الاحداث الداخلية في  إسرائيل من خلال الضغط وتوسيع رقعة الانقسام والتباينات وإيجاد فوراق إضافية.

وبين أن الكتاب في إسرائيل يعتبرون بأن الاحتجاجات الإثيوبية قد كشفت النقاب عن أن المجتمع " الإسرائيلي" غير متجانس، وهذا ظهر من خلال عدم تبنى هذه الاحتجات وإنما وجود تناقضات في الرؤى والنظرة إليها، وكون أن الاعلام والصحافة بيد اليهود الغربيين لذلك لم يتم تبني الاحتجاجات الأثيوبية.

وأشار إلى أن الانقسامات الداخلية في " إسرائيل" تدفع إلى إنشاء دويلات داخل دولة، أي اليهود الأشكناز الغربيين دولة، و الشرقيين دولة، والأفارقة دولة، وهذا يعيد الصورة لما كان عليه اليهود في أوروبا والعيش في "غيتوهات".

الإثيوبيون في تزايد عددي

 ويبلغ عدد الإثيوبيين في إسرائيل حوالي 135 ألفا، ومن المتوقع أن يصل عددهم الى نصف مليون بعد سنوات قليلة. هذا العدد سيؤثر حتمًا على معادلة الربح والخسارة "الإسرائيلية" في ما يتعلق بالوجود الإفريقي بشكل عام في "إسرائيل".

 ويعتبر الإثيوبيين في " إسرائيل" أحد تركيبات " المجتمع الإسرائيلي" الإحلالي، والذي يحتوي على تركيبة تجعله دائما في خطر التفكك، نتيجة التفرقة العنصرية بين مركباته والتي ولدت مع نشأته. 

  وقال " الكاتب الإسرائيلي" يهودا شاحت تعليقا على احتجاجات الإثيوبيين "إن "المظاهرات العارمة التي تشهدها إسرائيل في الأيام الأخيرة مع اليهود من ذوي الأصول الإثيوبية، وقبلها الاحتجاجات التي يقوم بها اليهود الحريديم، وقبلهما الاعتداءات التي يتعرض لها العرب من الشرطة الإسرائيلية، كل ذلك يفرز أمامنا حالة من التفكك الاجتماعي والتفسخ الداخلي في إسرائيل، ويبدو أن هناك من يكسب من ذلك".

رسائل القسام

وعن رسائل القسام، قال الكاتب ياسين عز الدين، إن الكثيرين قد تنبهوا  إلى إمكانية اللعب على تناقضات المجتمع الصهيوني، في ضوء تظاهرات الفلاشا، وبعضهم اقترح بأن يكون هناك لجان إعلامية تلعب على هذه التناقضات بشكل محترف، وهو اقتراح في مكانه ويحتاج لجهد منظم والخبراء في المجتمع الصهيوني حتى لا يكون العمل عشوائيًا.

وأوضح في مقالته "المقاومة والانشقاقات في المجتمع الصهيوني" أن  للعمل المقاوم دور هام في إحداث تصدعات في بنيان المجتمع الصهيوني وهز ثقة المستوطنين بدولتهم.

وبين أن " مجتمع الاحتلال " قائم على أن  العدو المشترك يوحده وبالفعل أعمال المقاومة توحده على المدى القصير، لكن شعورهم بالهزيمة والعجز أمام المقاومة سيؤدي على المدى البعيد إلى تبادل الاتهامات ومحاولة كل مجموعة تحميل غيرها مسؤولية العجز.

 وأكد على أن  استمرار المقاومة على المدى البعيد سيصيب الصهاينة بإحباط وشعور بالعجز المزمن مما يؤدي لزيادة الانشقاقات والتصدعات الداخلية، لن تكون هنالك نتائج عاجلة وآنية بل لفترة زمنية طويلة حتى التماس الأثر.

يعيدنا ذلك إلى ما قاله المفكر العربي عبد الوهاب المسيري، "إن التناقضات الداخلية هي من تهدد طبيعة الدولة العبرية، مشيرا إلى أن نصف المهاجرين الروس لـ"إسرائيل" لم يكونوا يهودا، وكذلك الفلاشا الذين تم تهجيرهم لم يكونوا يهودا باعتراف الحاخامات أنفسهم"·

وأوضح في مقاله "المتسللون عبر الحدود سيكتبون نهاية إسرائيل" بأن ظاهرة تسلل العنصر الافريقي تهدد طبيعة الدولة العبرية، وهويتها، لقد أقاموها كي تكون دولة ليهود أوروبا البيض، ولكن اليوم ازداد عدد الأفارقة، وازدادت التفرقة العنصرية أيضا.