الحدث إسراء أبو عيشة
اعتمدت لجنة التراث العالمي الخطة الإدارية الحفاظية للموقع التراثي العالمي "بتير"، والتي أعدتها وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بعنوان "فلسطين أرض العنب والزيتون"، وذلك ضمن جلستها الـ43 المنعقدة في العاصمة الأذرية باكو.
وقال مدير عام التراث العالمي في وزارة السياحة والآثار، أحمد الرجوب، إنه تم تسجيل قرية بتير من قبل دولة فلسطين عام 2014 كحالة طارئة، ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطف؛ وذلك بسبب جدار الفصل العنصري والتمدد الاستيطاني في المنطقة.
وأشار الرجوب، أن من شروط تسجيل أي موقع على قائمة التراث العالمي في اليونيسكو؛ أن يكون ضمن نظام إداري واضح، وهذا النظام أو الخطة يجب أن تشرح كيف سيتم الحفاظ على القيم العالمية الاستثنائية للموقع الذي سيسجل ضمن قائمة التراث العالمي، لكن موقع بتير في ذلك الحين، لم يخضع لهذه الشروط؛ وذلك لأنه إذا وجدت مسببات طارئة وخطيرة يتم التجاوز عن هذه الأمور، ويتم عمل الخطة فيما بعد كما حدث مع قرية بتير التي وجدت الدعم بعد التسجيل، حيث تم إعداد الخطة الإدارية الحفاظية للموقع فنيا وماليا، وتم إنشاء خطة تشاركية شاملة للحفاظ على الموقع وتنميته من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأوضح الرجوب، أن إعداد هذه الخطة الإدارية الحفاظية استمر سنة ونصف من قبل الجهات ذات العلاقة والمختصة في التراث العالمي، مثل سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة ووزارة الحكم المحلي وبلدية بتير وبلدية بيت جالا ومجلس قروي حوسان ومكتب اليونسكو في رام الله، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني العاملة في السياحة أو تلك التي تعمل في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني. معتبرا أن هذه الخطة إنجاز فلسطيني مهم.
وأضاف الرجوب، أنه من المقرر اعتماد هذه الخطة والتي تشكل أداة قانونية تخطيطية مهمة، للحفاظ على قيم الموقع وسلامته خلال العشر سنوات القادمة، والتي تحتوي على مشاريع تتعلق في تنمية السياحية، كما أنها تسعى إلى تعريف المجتمع المحلي على أهمية الموقع وكيفية التعامل معه، بالإضافة إلى إنشاء مشاريع لها علاقة "بالإدارة والتخطيط، والحفاظ والحماية والسياحة وإدارة الزوار، ورفع الوعي والمشاركة المجتمعية وتحسين البنية التحتية للموقع"؛ وذلك من خلال تعاون جميع الشركاء أجل تطوير الموقع وإخراجه من قائمة الخطر.
وبين الرجوب، أن قرية بتير تعتبر قرية زراعية في المقام الأول، وجميع المشاريع القائمة هي موجودة كجزء من تطوير المنطقة والحفاظ عليها؛ لأنها تعتبر ممارسات تقليدية سواء ما يتعلق بالمدرجات الزراعية أو الحدائق الموجودة، والتي تعتبر من أهم العناصر الموجودة بالموقع التراثي العالمي من حيث الحفاظ على نظام الري التقليدي بتفاصيله من نظام توزيع ونوعية النباتات التي تزرع.
تعتبر قرية بتير الريفية الفلسطينية، تاريخا بأهميتها؛ وذلك بسبب وقوعها على الطريق التاريخي الذي يربط الساحل الفلسطيني بالقدس بشكل أساسي، ويوجد فيها أيضا العديد من الخرب القديمة التي تعود إلى العصور القديمة مثل: البرونزي، الكنعاني، الروماني، ويشكل وجود المياه فيها العنصر الأساسي لقدوم السكان إليها والتوطن فيها، وما يميز سكان بتير في تلك الفترة هو أنهم تمكنوا من تطويع الطبيعة لخدمتهم من خلال زراعة المرافق الجبلية على شكل مدرجات.
وتصنف بتير على مخطط المكان الفلسطيني كمنطقة غنية بالتراث الطبيعي "التنوع البيولوجي"، ولها أهمية ثقافية وطبيعية، وما يميز هذه القرية هو وجود نظام "الجنان" وهو عبارة عن مدرجات زراعية للزراعة المروية، ويعود لآلاف السنين وما زال أهل القرية يستخدمون نفس النظام.