رام الله- الحدث/ خاص:
العاصفة الثلجة "هدى" تودي بحياة الرضيعين رهف أبو عاصي 4 شهور، وماهر اللحام وكلاهما من خان يونس، جراء البرد الشديد وتتسبب بوفاة مواطن إثر حادث سير على مدخل مدينة اليامون، وحالة وفاة أخرى في محافظة جنين بسبب ارتفاع شدة البرودة، وتصيب العشرات من المواطنين وأفراد قوات الأمن بكسور ورضوض جراء التزحلق، من بينها جروح متوسطة، وسقوط بعض أسقف الغرف المنزلية في سلوان وتصدع غيرها في مخيم الجلزون، وتغرق عشرات المنازل جنوب قطاع غزة، وتلحق أضراراً جسيمة بحقول الخضروات، ونفوق عشرات آلاف طيور الدجاج، إضافة إلى تردي الأوضاع الصحية والمعيشية للأسرى في معتقلات وسجون الاحتلال بسبب المنخفض ومنع سلطات الاحتلال إدخال الأغطية والحرامات.
في حين تعاملت طواقم الدفاع المدني مع 2332 حالة نداء استغاثة في محافظات الضفة الغربية، فإن الشرطة تعاملت مع 1500 حالة خلال المنخفض، أغلبها سحب مركبات المواطنين ونقلهم إلى أماكن سكناهم. وفي كل الأحوال تم الإعلان عن تعطيل جميع المؤسسات الرسمية من يوم الأربعاء وحتى يوم الأحد بسبب الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة التي لم تعهدها محفاظات الوطن.
وأجمع مواطنون من مختلف المدن والمحافظات على الاستعدادات المشتركة والتعاون التام في تنفيذ الخطط وآليات التنفيذ بين كافة جهات الاختصاص، وبالذات البلديات ومؤسسات المحافظات وشركات الكهرباء والدفاع المدني والأجهزة الأمنية والشرطة وغرف العمليات المركزية والمتطوعين من مواطنين ومؤسسات وشركات القطاع الخاص والمجتمع المدني.
حيث يرى د. عبد الرحمن التميمي- رام الله، حسن أداء الدوائر الرسمية وغير الرسمية أثناء العاصفة الثلجية درس مهم وهو أن التخطيط المسبق والتنسيق بين كافة اأطراف هو الطريق الأقصر واأفضل واأجدى لمواجهة الأزمات، بعكس ما جرى في العام الماضي حيث كان أشبه بفزعة.
في حين أشادالمواطن عماد أسعد بالمتطوعين، منوهاً إلى أن العاصفة جاءت أقل من المتوقع الذي تم الحديث عنه بمبالغة، معتقداً أن ضعف تأثير العاصفة هو السبب، ولكن بالمجمل العام كان الأداء جيداً، وهذا ما لمسناه خلال عمل فرق الطواريء، حيث كانت الشوارع، بما فيها الشوارع الفرعية، سالكة بالرغم من العاصفة، وبإمكان الشخص ممارسة حياته بشكل طبيعي، وهذا تطور وفارق نوعي عن العاصفة في العام السابق، فكان للبلديات ولوزارة الأشغال وللدفاع المدني والشرطة والمحافظة وشركة الكهرباء والمؤسسات الأهلية والمتطوعين الدور الإيجابي الذي سيسجل لهم ويقدرون عليه.
فيما يؤكد المواطن جاد الطويل من البيرة علىالاستعدادات ومشاركة جماهيرية أوسع ومراقبة أدت إلى تحسن الأداء بشكل ملحوظ لشركة الكهرباء واتضح هذا بعدم انقطاع الكهرباء، والبلديات، مشيداً بأداء طواقم ومتطوعي بلدية البيرة واللجان والمؤسسات والشرطة والدفاع المدني والأجهزة الأمنية كان واضحاً مشاركتها وتدخلها من خلال التواجد والعمل في الشوارع والأحياء ومساعادة الأسر التي واجهت إشكاليات لوجستية أو حتى في توفير المواد الاستهلاكية، كما أن عدم انقطاع الكهرباء أدى إلى سرعة تواصل المعلومات والصور والأخبار إلكترونياً عبر وسائل وسائط التواصل الاجتماعي. لكنه ينتقد عدم وضوح العطلة للموظفين واستمرار حركة السير، الأمر الذي مثل المشكلة.
ويتفق المواطن حازم القواسمي، مع الأخرينحول استعدادات البلدية قبل العاصفة التي كانت أفضل بكثير وحاولت عدد من البلديات شراء أو استيراد المعدات والآلات اللازمة للتعامل مع الثلوج مثل كاسحات الثلوج. أما بالنسبة لأداء البلدية خلال العاصفة فهناك أيضاً فرق شاسع عن العام الماضي. ربما لأن عدداً من رؤساء البلديات هذا العام منتخب ديمقراطياً، ولهذا يشعر بالمسؤولية بشكل أكبر.
وبالمجمل العام قال: "استطاعت كافة الجهات التفاعل مع المواطن واحتياجاته وخاصة حالات الطوارىء، فهناك محافظون مثل محافظ رام الله د. ليلى غنام كانت على رأس عمل طواقمها خلال العاصفة وحتى اليوم، وتنتقل في الميدان من منطقة إلى أخرى وتزور المستشفيات والعيادات وتتفقد احتياجات المواطنين".
وأشاد بشركة الكهرباء التي كان أداؤها هذا العام أفضل، وقال: "ربما الانتقاد الشديد من خلال المواطنين العام الماضي جعل البلدية والمؤسسات الأخرى تحسن من أدائها خوفاً أيضاً من غضب المواطنين".
كما تفاعلت الشرطة والدفاع المدني والأجهزة الأمنية، إيجابياً هذا العام وبشكل أفضل بكثير من العام الماضي وكان حضورهم في الميدان واضحاً وجلياً لا يستطيع أحد أن ينكره، وربما تعاون جميع الأجهزة الوطنية ساعد في تحقيق هذا النجاح هذا العام للحد من الكوارث التي قد تحصل من العاصفة الثلجية.
وبرأي المواطن محمد صافي، فإنالخدمات التي تم تقديمها كانت جيدة وسريعة، حيث باشرت جرافات البلدية بإزالة وتنظيف الشوارع من الثلوج من الساعات الأولى لتساقط الثلوج، الكهرباء لم تنقطع أبداً هذا العام.
ويعتقد أن هناك تطوراً نوعياً في الخدمات التي تقوم بها الجهات المختصة، حيث كانت هناك غرفة عمليات خاصة بسيارت الدفع الرباعي على مدار الساعة لمساعدة المواطنين وتقديم الخدمات، والكهرباء لم تنقطع في منطقتنا أبداً خلال العاصفة.
ولم تختلف المواطنة هبة أصلان، مع الآخرين، وترى أن العاصفة الثلجية السابقة جعلت الجميع على أهبة الاستعداد لمواجهة المنخفض، فالمواطنون احتاطوا واشتروا كافة حاجياتهم، والجهات الرسمية بما فيها الدفاع المدني والبلديات وشركة الكهرباء كذلك برهنوا على أن جهوزيتهم كانت عالية حيث لم تسجل حوادث مثل العام الماضي، والكهرباء كذلك، كذلك غرف الطوارئ والعمليات تنم عن وعي كبير وجهوزية للتعامل مع جميع الحالات، وهذا يحسب للشباب الفلسطيني الذين جهزوا غرفاً للطوارئ تقريباً في معظم المدن والبلدات الفلسطينية ورأيناهم في الشوارع يساندون المواطنون.
بينما أجرى المواطن غسان طه، مقارنة بين أداء الجهات الرسمية خلال العاصفة الثلجية العام الماضي مع هذا العام، وقال: "بالطبع كان أداء العام الماضي متدنٍ وخجول، ولم تتم محاسبة المقصرين لا إعلامياً ولا شعبياً. وهذا التقصير هز ثقة الشعب بقدرة هذه المؤسسات على التعامل مع العاصفة الثلجية هذا العام، وخلق عندهم “فوبيا الثلج”، ما دفعهم قبل وصول العاصفة للهجوم على المحلات التجارية للتزود بالمواد الغذائية والوقود".
ويؤكد أنه بالطبع أداء هذا العام كان في تحسن كبير ملموس، ولا شك أن الشعب لاحظ التحرك السريع لكافة عناصر الطوارىء التابعة لهذة الجهات في توفير الخدمات اللازمة للمواطنين. ليس فقط في إزالة الثلوج من الشوارع الرئيسية، لا بل في تقديم المساعدة للمواطنين العالقين بسياراتهم على الطرقات، وتزويد بعض بيوت المواطنين بالوقود والمواد الغذائية. علاوة على ذلك، لم ينقطع التيار الكهربائي في هذه العاصفة، وهذا بحد ذاته تطور ملموس عن العام الماضي ويسجل لشركة الكهرباء.
والحق يقال، الكل هذا العام سعيد بالثلج الأبيض الجميل، وزادت الساعدة بالدفء والإضاءة وإمكانتية التنقل في السيارة على الشوارع الرئيسية والفرعية.
مؤسسات المحافظات، إشراف ومتابعة وتنسيق وإشادة بالجهد المتميز لكافة الطواقم
بدورها أشادت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام بالجهد المتميز والواضح الذي تبذله كافة طواقم المؤسسات العاملة خلال المنخفض: "الأجهزة الأمنية والشرطية وطواقم البلديات والهلال الأحمر والدفاع المدني والأشغال العامة" وأشرفت على أدائهم في سبيل خدمة المواطن في المحافظة وللحفاظ على سلامته في الأجواء العاصفة.
وأكدت غنام على جهوزية مجلس طوارئ المحافظة بكافة أركانه للتدخل الفوري في حال أي طارئ، وقالت: "أن حالة الرضا التي يتحدث عنها المواطنون حول الأداء هو مفخرة لكل فلسطيني خصوصاً وأننا جميعاً نعمل لخدمة المواطن ونسعى لتقديم كل ما يلزم له لتكون المخرجات كما نتمناها جميعاً لتليق بشعبنا ومؤسساتنا التي وبالرغم من إمكانياتها المحدودة إلا أنها تصر على تقديم أفضل أداء ممكن".
في حين أكد محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب عدم وجود أي مشكلة يمكن أن تسجل على أنها خطيرة أو بحاجة إلى فتح للشوارع من قبل آليات متخصصة باستثناء المناطق المرتفعة المحيطة بالمدينة، وقال: "كان هناك عمل حثيث من أجل الإبقاء على الشوارع مفتوحة دائماً من خلال التوزيع الجيد للآليات والمنتشرة في جميع أطراف المدينة وعلى قمم الجبال المحيطة بمدينة نابلس".
في حين يؤكد نائب محافظ قلقيلية حسام أبو حميدة، أنهمقاموا بالكثير من الإجراءات الوقائية قبل اقتراب المنخفض كتنظيف جميع مصارف المياه، وتحديداً العبارات الغربية المحاذية للجدار والتي كن ينتج عنها في السنوات الماضية الضرر الأكبر لمنازل بعض المواطنين وعلى جزء كبير من القطاع الزراعي، وقال: "إجمالاً الأمطار وفيرة وغزيرة ولم يسجل لدينا أي أحداث في المحافظة".
ولكن محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، يؤكدأن المضارب البدوية هي الأكثر تأثراً بموجة الشتاء والبرد القارص لكنه لم يسجل أي أضرار بشرية، لافتاً إلى أن المياه غمرت بعض المزارع وبيوت أصحابها حيث تم أخلاء ثلاث عائلات من المزارعين.
لكن مساعد محافظ جنين منصور السعدي، أشار إلى أنهملم يعلنوا حالة الطوارىء في المحافظة، واصفاً الأوضاع بالجيدة جداً وتحت السيطرة، وقال: "سيطرنا تماماً على فتح مجاري المياه والسيول بالتعاون مع وزارة الأشغال وقوات الأمن الوطني، ولكن كان هناك حالات انقطاع في التيار الكهربائي وتمت معالجتها بشكل سريع بجهود طواقم شركة كهرباء الشمال والطواقم الأمنية الأخرى".
وأكد وقوع حادث سير جراء الأحوال الجوية على مدخل مدينة اليامون أسفرت عن حالة وفاة، وتسجيل حالة وفاة في محافظة جنين بسبب ارتفاع شدة البرودة، إضافة إلا أن هناك 12 حالة اختناق جراء التدفئة التقليدية وصلت الهلال الأحمر، تم إنقاذها ومعالجتها بواسطة الطواقم الطبية التابعة للهلال الأحمر.
وأشار إلى تكبد القطاع الزراعي خسائر جراء الأضرار التي لحقت بالبيوت البلاستيكية ونفوق في مزارع الدواجن بسبب شدة الرياح.
البلديات.. أداء متميز
وكشف رئيس بلدية رام الله موسى حديد، عن أنهتم استخدام 29 آلية ثقيلة من خارج البلدية، و7 آليات من البلدية، وتمت الاستعانة ب12 سيارة دفع رباعي، وإنشاء 5 غرف عمليات فرعية في المدينة، في كل غرفة عملت فرقتا طوارئ على الأقل. وعمل خلال الـ 100 ساعة أكثر من 100 من كادر البلدية، بالإضافة إلى عدد من المتطوعين أفراداً ومؤسسات.
وأثنى على مشاركة الاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات الذي وضع 12 سيارة دفع رباعي تحت تصرف غرفة العمليات المركزية لبلدية رام الله، طيلة فترة الطوارىء، وكذلك لشركات المقاولات والمقاولين الذين وضعوا آلياتهم الثقيلة تحت تصرف البلدية.
وقال: "إن البلدية اتخذت العديد من الخطوات، منها إزالة الأخطار التي واجهتنا في العاصفة الماضية والجزء الآخر له علاقة بمنهجية وخطة العمل لمواجهة العواصف المقبلة، وهذا ما أثبت نجاعته في العاصفة الأخيرة عندما قامت البلدية بتقسيم المدينة إلى 5 مربعات، وكل مربع كان هناك غرفة عمليات ميدانية تقوم وتباشر على جميع الأعمال المطلوبة منها في هذا الحي الجغرافي المسؤولة عنه من خلال توفير طاقم ومعدات وآليات الدعم اللوجستي الكامل لهذه الغرفة التي كانت باتصال دائم مع غرفة العمليات المركزية التي تتلقى كل المعلومات وتحولها على المناطق كل واحد وفق اختصاصه، وحتى في نفس الغرف الميدانية كان هناك أكثر من تخصص لمعالجة الأمور التي تطرأ".
وأشار موسى إلى أن وعي المواطنين الذي كان له دور كبير في تحقيق نجاح البلدية والمدينة بشكل عام، الأمر الذي انعكس على الشارع في معظم أوقات العاصفة باستثناء الساعات الأولى من الثلجة، حيث أن طبيعة تراكم الثلوج والهطول كانت مفاجئة كونها لأول مرة تحصل ببدء هطول الثلوج وتراكمه بشكل سريع جداً ما أدى إلى حالة من الارتباك، على الرغم من تحذيرات البلدية الالتزام بالبيوت قبل ظهر يوم الأربعاء ولكن لم يلتزم جزء من المواطنين بهذه التحذيرات.
وأكد أن شركة الكهرباء مشكورين كانوا بجاهزية عالية لاستقبال هذا المنخفض، وأيضاً بدورهم قاموا بتقسيم منطقة عملهم وامتيازهم إلى مربعات وتم وضع فرق طوارىء جاهزة للتعامل مع أي حالة في هذه المربعات، وقاموا بأعمال صيانة في الفترات الماضية.
وقال: "نحن في مدينة رام الله وحسب الخطة التي تم وضعها كان عندنا ما بين 130 إلى 150 كيلو متر من الطرق، ويجب الأخذ بالاعتبار أن الآلية تقوم بفتح الشارع أكثر من مرة وكان في تراكم للثلوج بشكل مستمر، وبالمجمل فإننا نتحدث عن حوالي 400 كيلو متر تمكنت الآليات من فتحها، مؤكداً أن عدد نداءات الاستغاثة التي تعاملت معها البلدية حوالي 450 نداء واتصال، إضافة إلى الشكاوى والمعلومات التي كانت ترد لغرف العمليات الميدانية المباشرة من السكان المحيطين هناك، إضافة للاتصالات التي كانت تردنا عبر الشبكة الموحدة لغرفة العمليات المركزية التي تقودها محافظة رام الله وتشترك فيها كافة الأجهزة الأمنية وشركاؤنا في غرفة العمليات المركزية".
وأكد موسى أن معظم الاتصالات التي وردت لغرفة العمليات في رام الله كانت حول مركبات عالقة بسبب عدم التقيد بالإرشادات، وقال: "كانت هناك مركبات تتوقف في أماكن ولا تستطيع التقدم، وكانت طواقمنا تساعدهم إما بإخراج المركبة من مكانها، وإن لم نتمكن من ذلك بسبب خطورة الوضع كنا نقوم بنقل ركابها إلى بيوتهم ريثما يتم الانتهاء من حالة الثلج أو الانجماد. وهناك بعض الحالات المتعلقة بالحالات الإنسانية ونقص في التموين، لكنها قياساً بالسنة الماضية فهي حالات لا تذكر".
بدوره أعلن مدير البلدية زياد الطويل، أن انتهاء طواقم البلدية من فتح 97% من شوارع المدينة الرئيسية والفرعية، والتي بلغت أطوالها 122 كيلو متر، وذلك من خلال 456 ساعة عمل متواصلة للآليات منذ بدء العاصفة الجوية العميقة، بمشاركة 115 من كوادر البلدية والمتطوعين والمؤسسات الشريكة بمساندة 21 آلية، مشيراً إلى تلقي غرفة عمليات الطوارئ في البلدية 32 نداء استغاثة، معظمها حالات إنسانية وطلب خدمات من قبل المواطنين وسحب سيارات عالقة، حيث تم التعامل مع 163 سيارة عالقة، ونقل 13 مريضاً إلى المستشفيات، وثلاث حالات ولادة، وإخلاء منزل نتيجة سقوط سقف من الصفيح لأحد المخازن الملاصقة له.
وقال: "إن البلدية عملت ضمن خطة مدروسة، حيث قسمت المدينة إلى 13 دائرة جغرافية تم توزيع الآليات والكوادر البشرية عليها، وكانت البلدية قد عملت قبيل المنخفض على معالجة وصيانة عبارات تصريف مياه الأمطار، وإزالة مخلفات البناء عن الأرصفة والشوارع، بالإضافة إلى تقليم أغصان الأشجار القريبة من خطوط الكهرباء".
وفي نفس السياق، أعلن رئيس بلدية بيتونيا، ربحي دولة، عن فتح جميع الطرق الرئيسة والفرعية ومداخل المنازل الفرعية بشكل كامل، وقال: "منذ الساعات الأولى للمنخفض تحركت طواقم البلدية وفرق المتطوعين وفق الخطة الموضوعة من قبل البلدية، والتي تم بموجبها تقسيم المدينة إلى مربعات، حيث قامت عشر آليات بفتح الشوارع، وبالمقابل كان المتطوعون يزيلون الثلوج من أمام المخابز والصيدليات والمرافق العامة في المدينة".
وأكد أنه لم تسجل أية إصابات خلال المنخفض، إلا حالة واحدة نتيجة التزحلق، وكانت عملية فتح الطرق تتم بسلاسة، نتيجة لروح التعاون والمسؤولية التي تحلى بها المواطنون خلال العاصفة.
الدفاع المدني يتعامل مع 2290 حالة تقديم مساعدة
من جهته، قال مدير عام الدفاع المدني، اللواء محمود عيسى: "إن الجهاز تعامل مع 2290 حالة تقديم مساعدة منذ بداية المنخفض الجوي في محافظات الضفة، مؤكداً أن أبرز حوادث المساعدة تمثلت في تحرير مركبات عالقة، حيث سجل التعامل مع 1159 حالة، فيما تم التعامل مع 183 حالة تصريف مياه من منازل ومنشآت، كما وصل عدد حالات إنقاذ محاصرين من أماكن مغلقة إلى 187 حالة، بينما وصلت حالات فتح الطرق المغلقة إلى 193 حالة، و144 حالة إزالة أجسام متساقطة وأعمدة كهربائية، في حين وصلت حالات إزالة الأشجار عن الطرق إلى 137 حالة، وكان هناك 120 حالة نقل مرضى إلى المستشفيات، و54 حالة فتح عبارات مياه، والتعامل مع 48 حادث سير، وبلغت الحرائق التي تعاملت معها الطواقم 52 حالة، وحالات الإنقاذ من المصاعد العالقة 23 حالة، وتم التعامل مع 32 حالة من الانهيارات الترابية والصخرية، التي نتج عنها عشرات الإصابات.
وأكد: "أن محافظة رام الله والبيرة كانت صاحبة الحصة الأكبر في الحوادث التي تعاملت معها، وهي 1263 حالة، تلتها محافظة الخليل 238 حالة، وكانت طواقم سلفيت قد تعاملت مع 140 حالة، ومحافظة جنين تعاملت مع 141 حالة، ومحافظة أريحا تعاملت مع 125 حالة مساعدة، وتم التعامل مع 80 حالة في محافظة طولكرم، و73 حالة في محافظة قلقيلية، ومحافظة القدس سجلت التعامل مع 90 حالة، وكان لمحافظة طوباس التعامل مع 62 حالة، ومحافظة بيت لحم تعاملت مع 63 حالة، ومحافظة نابلس تعاملت مع 48 حالة فقط.
الجاهزية العالية شكلت ضمانة للتعامل بمهنية عالية
وأكد وزير الأشغال العامة والإسكان، د. مفيد الحساينة، أن الوزارة، وضمن جاهزيتها لطوارئ المنخفض الجوي، تواصلت مع المحافظين وهيئات الحكم المحلي والدفاع المدني والشرطة من أجل رفع درجة الأمان والسلامة للمواطن الفلسطيني، مشيراً إلى أن الجاهزية العالية لدى كافة الجهات شكلت ضمانة للتعامل بمهنية عالية من طوارئ المنخفض.
وقال الحساينة إنه تواصل على مدار أيام المنخفض مع مديري مديريات الأشغال العامة والإسكان في المحافظات أثناء تواجدهم في غرف طوارئ المنخفض، مؤكداً أنهم جميعاً يمثلون فريق عمل واحد، وأن الإمكانيات المتاحة، طواقم وآليات، وجدت لخدمة شعبنا أولاً وأخيراً، مؤكداً مواصلة وزارة الأشغال العمل على إزالة الثلوج في كافة المواقع.
فلسطين باتت تحتل موقعاً متميزاً بين الدول ذات الخبرات في التعامل مع العواصف الثلجية
وأكد رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، د. عمر كتانة، أنموجة الثلج والمنخفض مرت بسلام بفضل جهود التنسيق الكامل بين كافة الجهات، من مؤسسات ودفاع مدني وبلديات وقيادات أمنية وقطاع خاص ومؤسسات إعلامية، ساهمت جميعها في أن تحتل فلسطين موقعاً متميزاً بين الدول ذات الخبرات في التعامل مع هذه العواصف الثلجية.
وقال: "لم يكن هناك إلا بلاغات طفيفة حول انقطاع التيار الكهربائي، وتم التعامل معها، فالطواقم الميدانية متواجدة في كل الأماكن، وتعمل ضمن أنظمة متزامنة وطريقة التواصل معها ممتازة، وكانت هناك بعض الحوادث، لكنها لم تكن ذات معنى في الضفة الغربية، حيث كان هناك بعض الانقطاعات في التيار الكهربائي في قرى صغيرة وتم التعامل معها، ومرد ذلك للتحضير الجيد، حيث تم تقليم الأشجار وإزالة ما قد تشكل خطراً على الأحمال وشبكة الكهرباء".
لوحة مشرفة على كل الأصعدة
من جهته، يؤكد الناطق باسم الحكومة، د. إيهاب بسيسو، على الدور الواضح والملحوظ للحكومة، والاستفادة من الدروس الماضية، وتحديداً في العاصفة الثلجية العام الماضي، وقال: "كان هناك استعداد لدى كافة الطواقم الفنية والإدارية والبلديات والدفاع المدني والشرطة وقوى الأمن الوطني وحرس الرئيس، وكان هناك بالفعل لوحة مشرفة على كل الأصعدة، وكذلك على صعيد المتطوعين من أبناء شعبنا الذين أوصلوا رسالة مهمة جداً على صعيد الوحدة الوطنية والتفاعل الوطني".
ويعتقد بسيسو أنه كان هناك مشهد لافت ولوحة مهمة جداً، وقال: "نريد التنويه إلى دور كافة الجهات التي استفادت من معيقات العمل العام الماضي، فقد كان هناك دور لجميع القوى وفق الخطط التي تم وضعها استعداداً لهذه العاصفة الثلجية من قبل، ووفق الرؤية وآليات التنفيذ" .
وأكد على أنه من المهم جداً الإشارة إلى كيفية تجهيز كاسحات الثلوج من قبل قوى الأمن الوطني والقوى الوطنية والأمنية بشكل فاعل وفق الإمكانيات المحدودة، وكان هناك العشرات من كاسحات الثلوج التي مارست دوراً مهماً جداً في فتح الطرقات، وكذلك الأمر فيما يتعلق بدور وزارة الأشغال والصحة.
وقال: "قدمنا لوحة تليق بنا وبشعبنا وبفلسطين، وربما كانت هناك بعض الإشكاليات، ولكن الصورة بمجملها كانت إيجابية، ولا ننسى الدور الذي مارسته وسائل الإعلام المختلفة في تعزيز التوعية المباشرة، وأعتقد أننا استخلصنا العبر من العام الماضي، وطورنا آليات تستطيع أن تواجه العاصفة، وعلينا أن نكون دائماً مستعدين لتخفيف المعاناة عن أهلنا".
خسائر القطاع الزراعي
أكد وكيل الوزارة، م. عبدالله لحلوح، أن الأضرار كانت في قطاع الإنتاج النباتي، وخاصة في البيوت البلاستيكية المحمية، حيث تم حصر حوالي 800 دونم حتى الآن، تضررت بتمزيق البلاستيك من الرياح العاتية التي رافقت المنخفض، ويقدر عدد الجمال المتضررة في هذه البيوت بحوالي 1200 جمل، مع حصول أضرار للمحاصيل المزروعة داخل هذه البيوت (الفاصوليا، الخيار، الكوسا، البندورة، ...).
وقال: "تتفاوت نسب الأضرار حسب المحصول، إضافة إلى غرق بعض البيوت البلاستيكية بالمياه نتيجة تدفق مياه الأمطار لداخلها، وعددها 6 بيوت بلاستيكية، وهناك مزرعة نباتات طبية في منطقة الكفير حصلت فيها أضرار نتجت عن تلف البلاستيك، وتأثر المحصول فيها بنسب متفاوتة. وكذلك تأثرت بعض المحاصيل المكشوفة من البرد، مثل الخس واللسينة والملفوف والفراولة الأرضية، وتركزت الأضرار في مناطق برقين، قباطية، الجلمة، دير أبو ضعيف.
أما فيما يتعلق بالإنتاج الحيواني، فكانت الأضرار طفيفة، وتمثلت بتدفق المياه إلى داخل بعض المزارع ووصول المياه للأعلاف، وتحديداً مزارع دواجن ومزرعة أغنام ومزرعة أبقار.
وقال مدير مديرية الزراعة في طوباس، المهندس مجدي عودة: "تضررت المناطق على حدود الأغوار، خاصة في الأغوار الشمالية وفي منطقة الفارعة وطمون، ضرراً كبيراً من الصقيع خاصة، وتحاول طواقمنا الميدانية حصر الأضرار وإعطاء رقم بالخسائر وحجم الضرر، وقد أثر الصقيع على المحاصيل المكشوفة المروية بحوالي 80% لغاية الآن حسب تقديراتنا.
وأوضح أن المحاصيل المتضررة هي محاصيل الخضار المروية المكشوفة، وأكثرها محصول الكوسا (1500 دونم في منطقة بردلة لوحدها) وبعض المناطق تضرر فيها محصول البطاطا، ويتوقع ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية بعد أن تعرضت بعض أنواع المحاصيل المكشوفة إلى ضرر كبير.
نفوق 10000 دجاجة نتيجة الاختناق في مزرعة دواجن مغلقة جنوب محافظة طولكرم
كشف الدفاع المدني في محافظة طولكرم أن طواقمه تعاملت مع حادث في مزرعة دواجن "بركس مغلق"، تقع بين قرية كفر صور وشوفة جنوب المحافظة، تعمل باستخدام الكهرباء، حيث حدث خلل في أمانات البركس أدى إلى انعدام التهوية داخله، ما أدى إلى نفوق 10000 دجاجة في عمر الشهر من أصل 14000.