الحدث - إسراء أبو عيشة
"وادي الشعير"، هو واحد من المهرجانات العديدة التي تقام في فلسطين، وخاصة في فصل الصيف، ويتميز هذا المهرجان بطابعه الريفي الخاص المرتبط بالأرض بتقاليد الريف من الزراعة والحصاد والأغاني الشعبية وغيرها، حتى أصبح هذا العام مهرجانا وطنيا لكل الفلسطينيين وليس فقط لمنطقة الشمال وقرى وادي الشعير.
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، نهاد أبو غوش، إن هذا المهرجان بنسخته الثامنة تحول من مهرجان تنظمه مؤسسة واصل للشباب، إلى مهرجان يتم بالشراكة بين كل أطراف المجتمع المحلي من المحافظة ووزارة الثقافة وإلى الأجهزة الأمنية والبلديات، وحتى أصبح التجار ورجال الأعمال في هذه المنطقة يهتمون في نجاح هذا المهرجان، والذي أصبح طقسا سنويا ثابتا.
وبين أبو غوش لـ"الحدث"، أن الكثير من المغتربين يحددون مواعيد عودتهم لفلسطين بالتزامن مع المهرجان؛ لأنه أصبح مهرجانا للعائلة الفلسطينية وليس فقط للشباب، فالطفل يجد ما يريد والشاب والجد والجدة؛ حيث يوجد على هامش المهرجان معروضات لأشغال يدوية وحرفية وصناعات تقليدية، وكذلك يتخلل المهرجان مسابقات ثقافية لشعراء وأدباء فلسطينيين.
وأوضح أبو غوش، أن هذا المهرجان يأتي للتأكيد على الهوية الفلسطينية، التي تريد الرواية الصهيونية أن تنفي وجودنا وعلاقتنا مع هذه الأرض، بعلامات مؤكدة من خلال طرح التراث الفلسطيني الذي يزيد عمره عن مئات السنين، وأيضا إظهار الثقافة والفن الفلسطيني بشكل أوضح وأكبر، لأن كل هذه الأمور تشكل القيم الإيجابية التي راكمها الإنسان الفلسطيني.
وأشار أبو غوش، أن هناك حوالي 300 شخص قاموا بالإعداد لهذا المهرجان، سواء في العلاقات العامة والإشراف ولجان التنظيم وجمع التبرعات وتجميد الأموال وتوزيع الدعوات، لإنجاح هذا المهرجان. مضيفا، أن المهرجان حرص من خلال العروض على أن يمثل كل فلسطيني؛ فكانت هناك محاولات كثيرة لجلب فرق فلسطينية من المهجر، وأيضا يتخلل المهرجان مجموعة من العروض الفنية.
وأكد أبو غوش على ضرورة الاهتمام من قبل القائمين على المهرجانات بالجانب المحلي ومعرفة تراث المنطقة وملابسها وأغنياتها، ومعرفة إذا كان من الممكن أن تتطور هذه الجوانب المحلية لتصبح وطنية تتكامل مع المناطق الأخرى، فمثلا مناطق الجنوب يغلب على طابعهم وتراثهم الجانب البدوي، أما الشمال تتجه إلى الدبكة الشعبية التقليدية، وكلما اقتربنا من الحدود السورية واللبنانية، أصبح تراث تلك المناطق قريبا منهم، فالتراث الفلسطيني فيه تعددية، لذلك يجب الاهتمام بالمحلي أولا ومن ثم تطويره للوطني لكي يصبح متكاملا.