الحدث - رولا حسنين
على وقع صدمة الفقد التي تلقتها عائلة طقاطقة صباح اليوم الثلاثاء باستشهاد نجلها الأسير نصار ماجد طقاطقة؛ كانت الأسئلة التي تُطرح لا أجوبة لها، إذ رحل الذي قيل بأنه أسير، وأضحى اليوم شهيداً، ارتحل حاملاً معه قضية آلاف الأسرى، الأحياء تحت الأرض والأحياء في المقابر الاحتلالية.
تلقت عائلة طقاطقة خبر استشهاد نجلها نصار (31 عاماً) بفاجعة كبيرة، إذ كانت العائلة قد فُجعت قبل سنوات بوفاة ربّ العائلة، مخلفاً وراءه زوجة صابرة و4 أبناء من الذكور و3 إناث، اليوم ينفتح جرح العائلة الذي لم ولن يندمل.
شريف طقاطقة ابن عم الشهيد نصار قال لـ "الحدث": تفاجأنا بخبر استشهاده، حيث يقبع نصار في تحقيق "نيتسان" منذ اعتقاله، ويواصل الاحتلال عزله.
وأضاف: اتصل محامي نصار مساء أمس، وأخبرنا أنه تم نقله إلى مستشفى الرملة نتيجة تردي وضعه الصحي، ثم لم تصلنا أية معلومة عن حالته الصحية، ليصلنا صباح اليوم خبر استشهاده، ما يعني أن الاحتلال لم يكترث بذلك وواصل عزله والتحقيق معه.
وأكد طقاطقة أنه وفقاً للمحامي، فإنه تم إعادة الشهيد نصار إلى العزل الانفرادي عقب مكوثه لوقت قصير في مستشفى الرملة. وعند ساعة العد الصباحي للأسرى كان نصار قد فارق الحياة.
لن يشهد نصار طقاطقة العدّ بعد اليوم، لن يصطف كما آلاف الأسرى في طوابير العدد، كسياسة تنغيصية على الأسرى تحاول إدارة السجون أن ترسّخ فيهم أنهم مجرد أعداد فقط، لم يعد نصار عدداً بين الأسرى، إنما أصبح عددا بين شهداء الحركة الأسيرة، وعدداً في قافلة شهداء فلسطين، اليوم بات نصار طقاطقة الشهيد الـ 220 في قائمة شهداء الحركة الأسيرة.
وأشار شريف طقاطقة لـ "الحدث"، أن والدة الشهيد نصار في حالة يرثى لها، إذ لم يُخيّل إليها أنها ستفقد نجلها، فماذا حدث؟ كيف استشهد؟ هل تعمد الاحتلال قتله؟ لماذا اعتقل وهذه المرة الأولى الذي يُعتقل فيها نصار؟ لماذا لم يراع الاحتلال أنه يعاني من التهاب في الرئتين ولا يتوجب اعتقاله في زنزانة لا مجرى للهواء فيها ولا تصلح للعيش الآدمي؟ لماذا مكث شهراً في التحقيق دون توجيه التهم له؟ أسئلة لا إجابات لها، أسئلة رحلت مع نصار.
وكان نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، أعلن نبأ استشهاد الأسير نصار ماجد عمر طقاطقة (31 عاماً) من بلدة بيت فجار في بيت لحم، في عزل معتقل "نيتسان"- الرملة صباح اليوم الثلاثاء، دون معرفة أي تفاصيل عن ظروف استشهاده.
وأوضح نادي الأسير أن الأسير نصار اُعتقل في 19 حزيران/ يونيو 2019، وما زال موقوفاً وقيد التحقيق، ورفض نادي الأسير أي ادعاءات تحاول إدارة السجون بثها حول ظروف استشهاد. هذا وأكدت عائلة الأسير أن نجلها لا يعاني من أية مشاكل صحية، وهذا الاعتقال الأول له.
وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن استشهاده وعن مصير كافة الأسرى في سجونها، خاصة أن الأسير طقاطقة اُستشهد وهو في فترة التحقيق، الأمر الذي يستدعي التوقف عند هذه الفترة التي ينفذ فيها المحققون أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
ولفت إلى أنه باستشهاد الأسير طقاطقة ارتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في معتقلات الاحتلال منذ عام 1967، إلى 220 شهيداً.