رأي الحدث
بقلم: رولا سرحان
عقد اليوم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف على وجه السرعة جلسة خاصة لمناقشة عملية اختفاء المستوطنين الثلاثة. وحضر الجلسة أمهات المختفين الثلاثة وشاركت فيها راحيل فرنكل، والدة أحد المختطفين، التي قالت إنها لم تتلق حتى اليوم أية معلومات عن وضع المستوطنين الثلاثة كما تحدثت عن أعمارهم التي تتراوح بين 16-19 عاماً وعن هواياتهم في الرسم والطبخ والكاراتيه وغير ذلك من الهوايات. حاولت راحيل تقديم صورة إنسانية عن هؤلاء الثلاثة واستنكرت استخدام الشبان اليافعين في تحقيق هدف أي كان وفي أي سياق من الصراعات المختلفة.
استمع مجلس حقوق الإنسان إلى أمهات المختفين الثلاثة، ولكنه لم يستمع إلى أمهات أربعة مواطنين مدنيين قتلهم الجيش الإسرائيلي وجرح عشرات واختطف مئات من الشبان الفلسطينيين باعتراف الإسرائيليين.
هل لثلاثتهم أمهات ولهم أحلام وهوايات ونحن لا أمهات لنا ولا أحلام ولا هوايات لأبنائنا، وكم طفل ويافع وشاب وكهل في السجون الإسرائيلية.
المعايير التي تطالب بها إسرائيل لمواطنيها عليها أن تعترف بها للمواطن الفلسطيني. ولا يجوز لها أن تخترق حقوق الإنسان الفلسطيني فتهدم بيته وتكسر أبوابه وتحطم محتوياته وتروع أطفاله وتعتقل شبابه وتوبخه وتطلق الرصاص عليه في حملة عقاب جماعي متجددة.
ولماذا لا يعقد مجلس حقوق الإنسان جلسة خاصة وتذهب أمهات الشهداء الأربعة والجرحى المعتقلين الأربعمئة والأسرى الخمسة آلاف وتتحدثن عن آمال وهوايات وأحلام أبنائهن.
العالم أعور ينظر بالعين المتبقية له لإسرائيل ومواطنيها فقط، ولا يرى أن هناك مواطناً فلسطينياً يخضع للاحتلال والعقاب الجماعي والقتل بدم بارد على أيد جيش نتنياهو. ورغم كل ذلك قلوبنا مع كل أم فاقدة وثكلى نحترم أحزانهن، وصرخاتهن ونتمنى أن لا يستخدم أبناؤهن في تحقيق هدف أياً كان وفي أي سياق من الصراعات المختلفة!!