الحدث - رولا حسنين
كان صوت جرافات الهدم الإسرائيلية أعلى من صوت أنين المواطن غالب أبو وهدان وهو يتحدث إلينا ويقف شاهداً على هدم منزله من بين مجزرة الهدم التي نفذها الاحتلال في واد الحمص بصور باهر قضاء القدس المحتلة.
أبو وهدان أحد عشرات المواطنين الذين شردوا اليوم بفعل قرار الاحتلال هدم بناياتهم السكنية التي جاوز عددها 16 بناية، تضمّ أكثر من 350 فلسطينيا، فقدوا اليوم منازلهم التي أصبحت مساوية للأرض، لا تجمع العائلة ولا تقيها الحرّ.
يقول غالب أبو وهدان لـ"الحدث"، إن الاحتلال ارتكب جريمة بحق كل شيء جراء تنفيذه الهدم، حيث إن المنشآت تقع في منطقة مصنفة ضمن منطقة "أ" في اتفاقية أوسلو، أي خاضعة بشكل كامل لسيطرة السلطة الفلسطينية، ولكن الاحتلال كعادته يضرب كل شيء عرض الحائط أمام مخططاته التهويدية والتي تهدف إلى اقتلاع كل ما هو فلسطيني عن الأرض.
وأضاف: أنشأت بنايتي السكينة عام 2015 بتراخيص شاملة من السلطة الفلسطينية، منزلي يضم أكثر من 11 فرداً، اليوم أصبحنا في العراء، الاحتلال نفذ قرارات الهدم بلا تردد. منازلنا وتعب أعمارنا أصبحت في مهبّ الريح، الصخور الصلبة باتت رماداً وتراباً.
وأوضح أبو وهدان أنه لا يعلم مصيره وعائلته، فما زال الاحتلال يهدم المنازل في حيّهم، وهو أمام خيارين إما نصب الخيام على أنقاض الهدم، وإما الرحيل عن الأرض، وهذا ما يريده الاحتلال، ترحيلنا عن أرضنا وسلبنا حقنا.
وعن ردود فعل السلطة الفلسطينية على اعتبار واد الحمص يخضع لسيطرتها؛ أكد أبو وهدان أن زيارات خجولة من قبل مسؤولين في السلطة الفلسطينية جرت قبل أيام، ولكن دون فعل حقيقي على أرض الواقع، فالاحتلال لا يأخذ بعين الاعتبار أي شيء أمام قراراته.
يشار الى أن الاحتلال ومنذ فجر اليوم الاثنين، اقتحم حيّ واد الحمص في صور باهر، وشرع بهدم عشرات المنشآت عبر الجرافات العسكرية والقنابل المفجّرة، بحجة أنها قريبة من جدار الفصل العنصري.