تكنوبوك
يعتبر نظام "ديب فيس" أو نظام التعرف العميق إلى الوجه الذي يحدد هوية الأشخاص الموجودين في صورة ما بمجرد نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، من أحدث الوسائل التي تتبعها الدول والمؤسسات لتعقب الجماهير.
غير أن هذا النظام أصبح شائعا أكثر من أي وقت مضى، وذلك في الواقع دليل واضح على أن شبكات التواصل الاجتماعي تعمل على جمع أكبر مجموعة من البيانات للتعرف إلى الوجوه.
ولهذا قامت إيوا نواك التي تخرجت مؤخرا في قسم التصميم بأكاديمية الفنون الجميلة في وارسو، وأحد مؤسسي نوما للتصميم، وهي شركة تديرها مع شريكها ياروسلاف ماركوفيت، بوضع سلسلة من الأفكار لحل هذا المشكل.
فبفضل نظارات الإضاءة التي ابتكرها المعهد الوطني للمعلوماتية في اليابان لإحباط عملية التعرف إلى الوجوه، استلهمت نواك فكرة تصميم مجوهرات للوجه تستخدم للغرض نفسه.
وتتكون قطعة المجوهرات هذه من قرصين نحاسيين يوضعان على الخد وقطعة طويلة من النحاس تمتد على الجبهة، بالإضافة إلى بعض الأسلاك التي تتيح لك تثبيت القطعة بأكملها على الأذنين، تماما مثل النظارات.
وقالت نواك "لقد ذهلت جدا من قدرة هذا النظام على تحديد جنسنا وعمرنا ومزاجنا، فحتى لو كانت وجوهنا مغطاة جزئيا، فإن هذا النظام سيكون قادرا على التعرف إلينا".
وقامت نواك بإعادة تصميم هذه القطعة عدة مرات، كما استخدمت الورق لمحاكاة شكل المجوهرات، ثم اختبرتها عن طريق التقاط صور ثم قامت بتحميلها على موقع فيسبوك.
مؤخرا، حصلت هذه القطعة على جائزة مازدا ديزاين في مهرجان لودز للتصميم.
وأوردت الكاتبة أن نواك لا تخطط حاليا لإنتاج هذه القطعة، لأنها تعتبرها عملا فنيا وليس منتجا. وفي الآونة الأخيرة، طُلب من شركة نوما تقديم وعرض مشاريعها في المتحف الوطني بالصين.
وعلى الرغم من اختيار المتحف لقطعتين صممتهما نواك وهما قلادة وزوج من العدسات، فإن النظارات قد وقع رفضها. وبعد أسبوعين، جاءها الرد بأنه لا يمكنهم قبول هذه القطعة لأسباب سياسية.
وما زالت نواك تشعر بالفضول حول موضوع الخصوصية وكيف تستمر التكنولوجيا في التغلغل أكثر في حياتنا اليومية، ولكنها مع ذلك حولت اهتمامها إلى مشاريع أخرى.