الحدث - إسراء أبو عيشة
نظم مركز بيت المقدس للأدب، والدائرة الثقافية في بلدية البيرة، ندوة عن الأستاذ الراحل سميح حمودة وذلك تكريما له في مسرح إسعاد الطفولة التابع لبلدية البيرة.
وأشارت الكاتبة منى النابلسي لـ "للحدث"، أن الندوة بدأت بعرض فيديو تناول محطات من سيرة حياة سميح حمودة، وتلاها كلمات رثاء قدمها الأستاذ صابر زيادة، وبلدية البيرة بكلمة ألقاها السيد ضياء معلا، ذكرا فيها بدور الراحل الفعال في النشاطات الثقافية التي تنظمها البلدية، وقدم درع تكريم لعائلته.
وتحدثت الكاتبة منى النابلسي عن سميح حمودة، بأنه الإنسان القوي المثابر الذي تمكن من إنجاز دراسة تاريخية في الوعي والثورة والذي استطاع من خلالها لعب دور بارز في وعي الحركات الإسلامية وفي الوعي الفلسطيني. وأضافت أنه اضطر إلى ترك شهادة الدكتوراه، إلا أنه استحقها بأعماله وأبحاثه، وأنه أحد الشخصيات التي تعتبر قصص حياتهم ملهمة للأجيال القادمة.
وقال الأستاذ علي موسى، إن "الأستاذ سميح حمودة، كان باحثا عميقا متشعبا، ليس بمعنى التعمق في العمل البحثي والتشعب في الاهتمامات البحثية والجمهور المستهدف فحسب؛ بل كان باحثا في كل نشاط يمارسه، وبالمعنى العميق للبحث: أي كونه دائما طالب علم كما وصف نفسه ذات مرة".
وأفاد موسى، أن سميح حمودة كان يحضر لخطبة الجمعة وللمساق والحصة الصفية والمقال والدراسة والكتاب بنفس الجدية والاهتمام والشغف والحرص على الدقة والمنهجية العلمية والبعد عما يمس بالمعرفة وأصالتها.
وأضاف موسى، أن جزءا من تميزه البحثي بأنه استطاع تشجيع وتدريب عدد من طلابه في الجامعة، ومن يشاركونه الاهتمامات البحثية والمعرفية على التقدم في مجالات البحث المختلفة، بل شاركهم في مصادره، وفتح لهم أبواب مكتبه ومكتبته وأرشيفه. وكان يساعدهم على التعلم من خلال الممارسة والتجربة، وحتى الوقوع في الأخطاء قبل أن يراكموا الإنجازات.
وبين موسى اهتماته البحثية، والتي يمكن تصنيفها إلى أصناف أربعة: المكان الفلسطيني، الإنسان الفلسطيني، الوثيقة والأرشيف في فلسطين، الفكر والممارسة السياسية الفلسطينية.
المكان الفلسطيني: كتب عن رام الله العثمانية، مخيم قدورة واللاجئين فيه، البيرة، لفتا وقالونيا، قضايا الوقف الإسلامي، بيوع الأراضي والصراع على الأرض، مساجد حيفا ويافا والمساجد الأثرية وبعض مشاريع الترميم والإعمار، مكتبات القدس، المقدّسات، كما اهتم بقضية أملاك الغائبين (من خلال ترجمته لكتاب مايكل فيشباخ "سجلات السلب").
الإنسان الفلسطيني: سير ومواد تتعلق بعدد من الفلسطينيين من مواقع اجتماعية وفكرية وسياسية وحقب مختلفة.
الوثائق والأرشيفات الفلسطينية: جمع ما يشبه أرشيفاً مصغراً من وثائق أصلية ومصورة تتقاطع مع العديد من المجالات البحثية في السياق الفلسطيني.
الاهتمامات الفكرية (الإسلام والعالم، فلسطين، الحركات الإسلامية الفلسطينية، الصهيونية، الولايات المتحدة).
وأشار إلى أن ما يجمع المحاور الأربعة السابقة (المكان الفلسطيني، الإنسان الفلسطيني، الوثيقة والأرشيف، الفكر)؛ هي فلسطين كأرض وشعب وتاريخ وفكرة، وهذه المركزية والتعددية في آن تنطبق على جوانب وملامح شخصيته المختلفة وتقاطعها في نقطة واحدة: البحث والمعرفة.