تكرر منذ زمن، اعتقال الاحتلال من تقوم السلطة بالإفراج عنهم، وتناول ذلك على منصات التواصل الاجتماعي من خلال الربط بين الاعتقال والتنسيق الأمني.
هذه القضية تعود بقوة عبر قصة المعتقلة ألآء البشير، التي حظيت قصتها بمتابعة كبيرة من المجتمع الفلسطيني، كون المعتقلة فتاة أثير حولها صخب بعد بيان الأجهزة الأمنية الذي اتهمها بعلاقات خارجية، الأمر الذي نفته هيئة الدفاع بشكل قطعي.
لعلي وبدافع العمل الصحفي اطلعت على أجزاء من مادة التحقيق التي تركزت في الحالة الفلسطينية. التهم من عدمها ليس مهماً في هذا النقاش الذي حاولنا جاهدين تأطيره في البعد الوطني، إنما المهم قضية الاعتقال المتكررة وما يثار من حديث عن التنسيق الأمني الذي لم يتوقف على الرغم من قرارات الوطني ولجان منظمة التحرير.
تكرار هذه الحالة والحديث حولها، سيزيد من وتيرة النظرة السلبية للسلطة كما سيضعف الحصانة الوطنية ويمتن عمليات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
ما نشاهده من انفلات المجتمع على صفحات المنسق والتطبيع الاجتماعي يرجع فيه الحال للواقع الذي خلقه التنسيق مع الاحتلال والذي تبلور على شكل انفلات قاعدي.
الشرعية التي ينزعها السلوك، لا تعيدها المواقف، ولا ترممها قواعد التنظير الممارس من السياسي.
الشعوب الباحثة عن التحرر يلزمها ضوابط في إدارة العلاقة مع الاحتلال أهمها:
أولا: تماسك المؤسسة الممثلة لمجتمعه خاصة تلك المرتبطة بالتمثيل.
ثانيا: قناعة المجتمع بجدوى المشروع الوطني من خلال أداء المؤسسة التي تقوده للانعتاق والتحرر.
ثالثا: الحفاظ على الوعي والتقاء القيادة مما يتيح حالة متصاعدة في بلورة وسائل كفاحية لمواجهة الاحتلال.
رابعا: الابتعاد عن تمييع حالة رفض الاحتلال عبر السلوك المتناقض مع حالة التعبئة الوطنية.
خامسا: الحسم في شكل العلاقة مع الاحتلال وتصحيح أي مسار بني في حالة شاذة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
سادسا: عدم الانقسام في الدفاع عن الخطيئة من باب الحزبية والعصبية، إنما باعث التصحيح الحالة الوطنية وما يحقق أهدافها.
أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية اليوم، تحول الاحتلال الى قدر، نحتاجه في الصحة والتعليم، والاقتصاد، الأمر الذي سوغ التعامل مع الاحتلال بوصفه شريان حياة.
وعليه أبحنا التنسيق، والعلاقة، والتجارة مع عدونا، مما أعجزنا جميعاً الوقوف الحقيقي الرافض لحالة المياعة التي نحن عليها اليوم.
ألآء البشير واعتقالها يعيدنا إلى حالة نقاش صاخبة، عن المستقبل، وما نريده، رؤيتنا للصراع، مساحة الانطلاق في حال التعسر وانسداد الافق.
تصوري الاجتماعي عن الواقع، ليس متفائلا، وقراءتي تشير إلى قرب تجاذبات وفوضى سندفع ثمنها جميعاً، على الصعيد الاجتماعي والوطني.
ما نحتاجه ثورة تصحيح داخلي وحاله ثورية في الاصلاح السياسي والبنيوي، كون الاحباط وصل لأول مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني إلى الذروة من السلطة والمؤسسة، والقيادة والاحزاب، الأمر الذي يشجع الاحتلال على الانفتاح بطرق مختلفة كبديل يغري حالات الانهيار ورجالاتها.