خاص الحدث
أثار تصريح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، بأن الحركة تقف في خط الدفاع الأول عن إيران؛ جملة من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إيران وحماس التي عادت قوية من جديد، بعد أن كانت العلاقة قد تعرضت لهزات عميقة خلال الأزمة السورية واتخاذ حماس موقفا مناقضا للتوجه الإيراني في سوريا والانفكاك عن ما كان يُعرف بمحور المقاومة.
البعض فسر التصريح من منظور "بيانات العلاقة العامة"، وأنه يأتي في حدود الدعم المعنوي للجمهورية الإسلامية، التي تتعرض لضغوط هائلة من الغرب في هذه المرحلة بعد إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جملة من العقوبات الاقتصادية عليها، بعد خروج الأخيرة من الاتفاق النووي.
لكن الحقيقة لا تبدو كذلك؛ الدبلوماسي والباحث الإيراني، أمير موسوي، كشف أن زيارة وفد حركة حماس لإيران جاءت في إطار تشكيل حلف مقاوم وجبهة ميدانية موحدة، مضيفا "فكرة الجبهة الميدانية الموحدة شُكلت ورُكبت والمحور رهن الإشارة لتأديب الأمريكان والإسرائيليين".
وأكد الدبلوماسي الإيراني أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي تحوي ثلاث نقاط استراتيجية تؤكد على الرؤية والقرار والمصير، وأن جهودا تبذل من أكثر من طرف لإعادة حركة حماس إلى الدولة السورية.
الحديث عن الجبهة الميدانية الموحدة، يتقاطع مع تصريحات للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، التي قال فيها إن كل محور المقاومة شمالا وجنوبا سيتحرك في المعركة المقبلة، مشددا على أن هناك تطورات إيجابية لصالح المحور سيشهدها العام 2019.
وأضاف النخالة، أن التطورات التي تحدث في المنطقة تنعكس إيجابًا على محور المقاومة، كاشفا عن أن خطوط التعاون مفتوحة دون أية حدود أو خطوط حمراء، وأنه في أي عدوان مقبل على أي محور سيقوم كل محور المقاومة بالرد، مؤكدا على أن المحور متكامل.
مصادر أكدت لـ"الحدث" أن نتائج زيارة وفد حماس إلى إيران كانت إيجابية جدا بالنسبة للحركة، مشيرةً إلى أن الجمهورية الإسلامية تعهدت بتحويل الأموال للقطاع لإنقاذ الحالة الإنسانية المتردية هناك، بالإضافة لاستمرارها في نقل السلاح إلى القطاع.
وقالت المصادر، إن ضغوطا من بعض الدول العربية مورست على حركة حماس لإلغاء زيارة وفدها إلى إيران، إلا أن حماس رفضت الضغوطات، مشيرة إلى أن اجتماعا عُقد بين قيادي في حركة حماس ومسؤولين من دولة عربية لا تقيم علاقات مع حماس، وطُلب من حماس إلغاء الزيارة، التي جرت بعد أسبوع من الاجتماع المذكور.
ولفتت المصادر، أن بعض الدول العربية مارست ضغوطا على مصر من أجل منع خروج هنية من غزة والمرور من القاهرة متوجها إلى إيران، وهو ما حدث بالفعل، لكن ذلك لم يمنع من أن يوجه رسالة إلى الإيرانيين من خلال نائبه العاروري.
وفي وقت سابق، قال موقع ديبكا الإسرائيلي، إن وفد حركة حماس برئاسة العاروري، طلب في محادثات مع كبار القادة الإيرانيين، أن يتم تزويد الحركة بصواريخ بالستية كتلك المتوفرة لدى الحوثيين في اليمن.
وأشار الموقع، أن العاروري توجه بهذا الطلب لعدد من القيادات الإيرانية من بينهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وأوضح لهم أن الهدف من ذلك هو الوصول لأكبر قدر ممكن من الأهداف الاستراتيجية في تل أبيب ومحيطها.
وأضاف الموقع: أخبر العاروري قادة الحرس الثوري، الذين قابلهم سراً، بأن حماس بحاجة لتزويدها عاجلاً بمنصات إطلاق الصواريخ من طراز BM-21 Grad بمدى 450 كم.
في عام 2015 حدثت انفراجة في العلاقات السعودية الحمساوية، في ضوء الخلافات التي طرأت في تلك الفترة بين إيران وحماس على أثر خروج الأخيرة من دمشق وإبدائها موقفا مؤيدا للمعارضة المسلحة في سوريا.
ولكن العلاقة بين الطرفين عادت وتوترت بعد عودة العلاقات بين إيران وحماس ومشاركة السعودية في لقاءات تطبيعية مع المستويات الإسرائيلية المختلفة وإعلان السعودية عن الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
وتتسم العلاقة بين السعودية والفلسطينيين في الفترة الأخيرة بالتوتر، حتى مع المستوى الرسمي الفلسطيني رغم العلاقة الإيجابية التقليدية بين الطرفين، وذلك بعد تورط السعودية في بعض المشاريع التي يجمع الفلسطينيون على رفضها، بما في ذلك صفقة القرن.