الحدث - رولا حسنين
لم يكن صباح اليوم الثلاثاء، كأي صباح يمرّ على الطفل المقدسي محمد ربيع عليان ابن الأربعة أعوام، وليس كصباح أي طفل يجب أن يعيشه وسط عائلته وألعابه، حيث كان صباحه على أبواب مركز تحقيق الاحتلال قرب باب الساهرة في القدس المحتلة.
بدأت الحكاية منذ عصر أمس الاثنين، حيث وجهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي استدعاء للطفل محمد ووالده، بتهمة إلقاء محمد حجارة على مركبة للاحتلال.
ووفق مصادر مقدسية، فإن الاحتلال حاول أمس اعتقال الطفل محمد من أمام منزل عائلته، إلا أن أهالي بلدة العيسوية مسقط رأس الطفل محمد، منعوا ذلك، فوجهت سلطات الاحتلال لوالده استدعاء، وطالبته بضرورة إحضار طفله للتحقيق.
محمد لا يعي معنى وجود الاستعمار على أرضه، ولكنه يشاهد ممارساته، لا يدرك ماهية الأحداث التي تدور حوله، فأربع سنوات من عمره ليست كافية لتعريفه بقضيته الفلسطينية التي عمرها عشرات السنوات.
"الحدث" تواصلت مع ربيع عليان والد الطفل محمد عقب خروجه من التحقيق، وأكد على أن الاحتلال استدعاه بحجة أن طفله محمد –وهو وحيده- ألقى حجارة على مركبة تتبع للاحتلال.
وأشار إلى أن "الاحتلال يتخبط بصورة غير مسبوقة، لم يسلم أحد من أهالي العيسوية من الاعتقال، اعتقل الرجال والشبان والفتية والنساء، والآن بدأ يستهدف الأطفال، في محاولات واضحة لزرع الخوف لدينا على أبنائنا".
وحول التحقيق مع طفله محمد، قال ربيع: محمد بدأ بالبكاء عندما وصلنا مركز التحقيق قرب باب الساهرة، فاضطر الاحتلال إلى إدخالي معه فقط لغرفة التحقيق حيث دار حديثه عن نجلي وضرورة تنبيهه بعدم إلقاء الحجارة.
المحامي محمد محمود أكد أن سلطات الاحتلال هددت ربيع عليان بتحويل طفله محمد إلى الشؤون في بلدية الاحتلال ما يعني (إنهاء وصاية الأب عليه) إذا عاد لضرب الحجارة.
وكان أهالي العيسوية توجهوا منذ صباح اليوم إلى منزل ربيع عليان، وأحضروا لطفله محمد حاجيات يرغبها الأطفال، ورافقوهم إلى مركز التحقيق، في محاولة دعم صمودهم أمام الاحتلال.