الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الطيبي عراب من ؟

2019-07-30 04:23:08 PM
الطيبي عراب من ؟
أحمد الطيبي
كتب: علاء الريماوي
 
تثير شخصية أحمد الطيبي مساحة من النقاش الكبير بين أوساط المثقفين، فينقسم العارفين به، الى تصنيفات مختلفة لكن يجمعون على جنون حب الذات الذي عليه الرجل.
شخصية الطيبي ظهرت بشكل كبير، من خلال نقاشاته على منصة الكنيست، بوصفها الميدان الأوسع للرجل في تاريخه.
الباحث في تاريخ الرجل يجد كثيراً مما يكتب، لكن الأهم هو دور الطيبي في تفكيك القائمة العربية المشتركة.
وما أثير من حديث مطول عن لقاء الرجل بمحمد دحلان وتلقيه أموال لدعم قائمته الانتخابية مقابل جملة من الأهداف أهمها بناء تحالف بين الرجلين في الداخل، وحصار نقوذ الحركة الإسلامية ومنها الشق الجنوبي.
الصخب الكبير على الطيبي جراء السقوط المدوي للعرب في انتخابات الكنيست وخسارة ثلاثة مقاعد على الأقل بفعل تفكيك المشتركة، أضاف قوة لليمين الصهيوني في الانتخابات ووضع مرة أخرى جدوى مشاركة العرب في انتخابات الكنيست على المحك.
هذا النقاش المشروع، بات يتسع في الداخل الفلسطيني، وبات معه النقاش ينتقل الى مساحة أوسع خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي عليها الداخل الفلسطيني جراء جهد المؤسسة الصهونية التي شرغنت سلوكها تحت سقف المواطنة والدولة التي تحكم رعاياها.
بعض المؤشرات المقلقة لسلوك الاحتلال أمام عجز النضال تحت سقف الكنيست تثير رعبا كبيرا من هذه المؤشرات: الفلتان الأمني بغطاء شرطة الاحتلال في البلدات الفلسطينية في الداخل المحتل أورثتنا نسب قتل هي الأعلى في الشرق على خلفية الخلاف المجتمعي، عدا عن الحصار الديمغرافي واعتبار 40 % من بيوت أهلنا في الداخل خارج القانون، بالاضافة الى اوسع استهداف للعربي في النقب منتهاه حسب المخطط الترحيل الشامل، بالاضافة إلى محاولة تدجين الفلسطيني والذي وصل الى الذروة عبر المناهج، والخدمة المدنية.
خطورة ظاهرة النضال في الكنيست والتي يمثلها الطيبي وغيره، باتت تأخذ المجتمع الفلسطيني إلى أحادية التفكير في مواجهة سياسات الاحتلال.
لذلك بتنا نرى الفلسطيني تحت سقف الكنيست نائباً لرئيس الكنيست كالطيبي، يطرد من القاعة ثم يقر الأجندة ثم يناقش القوانين العنصرية ثم يقرها وإن عارض ستقول (اسرائيل) اقرها الكنيست الشرعي بالحضور العربي كأقلية لصالح شعب اسرائيل.
ما يين الحديث عن الطيبي ودوره المدعوم من الإمارات، ثم دحلان وصولاً الى الكنيست، يجب إدارة نقاش حول القيادة التي يراد لها تمثيل الفلسطيني.
ما أقتنع به ومن خلال المشاهدة والمتابعة، بأن الكيان مهد الطريق لشخصيات في الواقع الفلسطيني، وصدرها لتكون ممثلة له، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنه ضمن من هذه القيادة سقفاً تحت عينه، فهندس لها الفكر ورسخ لها خطاباً يتناسب مع سقف ديمقراطيته.
حديثنا في هذا الجانب يصدقه حجم المقابلات الصحفية على القنوات الاسرائيلية الرئيسية التي أظهرت الطيبي كمفضل لديها من حيث عدد الظهور، وشكل النقاش، ومنهجيته، القائمة على النضال المدني تحت الاحتلال.
الجماهير العربية الفلسطينية هي أول من صنعت منهجية للمقاومة الشعبية لحماية الوجود في الداخل الفلسطيني لذلك يراد حرق هذه الروح المرهقة للاحتلال.
الطيبي عراب من؟ سؤال يجب علي الطيبي الاجابة عليه، خاصة حين يكون النقاش عن منهجية عمل ستضعف حتى خط الذين يؤمنون بالكنيست كطريق يمكن تحقيق بعض المنجزات فيه.