الحدث "خاص" - رام الله
لم أحصل على أي غاز طهي منذ ثلاثة أيام، أمس، نفذ المخزون من الحطة قبل ان يصلني الدور، واليوم لم تحصل محطة وأغلقت أبوابها وشاحنتي متوقفة في الداخل مع 10 شاحنات محملة بنحو 1000 اسطوانة والموزعين والوكلاء ينتظرون الفرج.
وأضاف صاحب غاز الطيرة للتوزيع عدت قبل 3 ايام بـ 20 اسطوانة، من بين 100 جلبتها للتعبئة، كانت هذه اخر مره احصل فيها على شيء، ما أجبرني على إبقاء الشاحنة في المحطة، وإغلاق هاتفي النقال لتفادي إحراج زبائن اعجز عن تلبية طلباتهم المتزايدة.
وظهرت بوادر أزمة الغاز مطلع العام الجديد، وتجلت مظاهرها بإقدام محطات التعبئة المركزية على تقنين طلبات الوكلاء بحصص مقلصة وجداول دور، وتذمر موزعين عن عمليات تهريب ومستهلكين من خرق السعر الرسمي المعلن؟
ويقول أصحاب المحطات والوكلاء ان الأزمة ستتفاقم وتنذر بكارثة حقيقية وخصوصا بمزارع الدواجن، والمصانع، والبنايات السكنية التي تعتمد على صهاريج الغاز للتدفئة، في حال ضرب المنخفض الجوي المتوقع الخميس الأراضي الفلسطينية في ظل شح الإمدادات وعدم وجود أي مخزون، لدى المحطات والهيئة العامة للبترول التي تنفي تماما وجود أزمة غاز طهي منزلي في الأراضي الفلسطينية.
والى جانب مئات الوكلاء والموزعين الذين يتولون مهمة توفير الغاز للمستهلكين، توجد في الضفة الغربية نحو 27 محطة تعبئة غاز منزلي، بينها 6 محطات برام الله والبيرة وضواحيها، و هي تعاني من شح المعروض واجبر بعضها على إغلاق أبوابها جزئيا ما عرضها لخسائر مالية في ظل تزايد الطلب والاستهلاك.
وأمام المحطات التي شهدت شجارات تطورت الى استخدام السلاح بسبب خلاف على الدور، يتجمهر الموزعون من الصباح حتى المساء وتكتظ بمواطنين قدموا بمركباتهم الخاصة لتعبئة اسطواناتهم بعد ان افتقدوا ابواق شاحنات الغاز التي كانت تزرع شوارعهم ومناطقهم.
ويتهم أصحاب شركات ومحطات المحروقات ونقابتهم بالضفة الغربية إسرائيل بتقليل كميات الغاز الموردة الى الأراضي الفلسطينية بنحو 70%، وقالوا ان الواردات ،عبر معبر نعلين – غرب رام الله- والتي كانت تبلغ في المعدل نحو 450 طن يوميا، مخصصة للمحافظات الوسطى والشمالية، دون الجنوبية بيت لحم والخليل، تراجعت منذ بداية الشهر إلى راوحت نحو 150 طن يوميا دون إبداء أسباب.
وقال سائق صهريج محطة البيرة لتعبئة الغاز في المنطقة الصناعية، امس الاحد، تلقينا 10 اطنان فقط وهي تشكل نحو 40% من احتياجات المحطة اليومية في الأوضاع الطبيعية، قمنا بتوزيعها حسب الدول على على جدول الانتظار 23 موزعا حصل 11 موزعا منهم على جزء من حاجته، وبقي الاخرون ينتظرون ويتذمرون.
وقال محاسب المحطة عطاالله سعدات حالنا مثل حال باقي المحطات في رام الله ، الهيئة توزع ما يردها على المحافظات وعلى المحطات بالدور الوضع لا يحتمل، امس اغلقتها قبل الظهر، واليوم اغلقنا الابواب لاننا لم نحصل على أي كمية الامدادات ارسلت الى محافظات نابلس وقليقلية واريحا كما ابلغنا رام الله لم تتلق شي، اجبرنا على اغلاق المحطة هناك 3 شاحنات تنتظر امام منصات التعبئة وأخريين داخل المحطة ونحو 5 او 6 في الخارج، وليس بوسعنا ما نفعله او ما نعد به، المواطنون يأتون لاخذ حاجتهم بعد ان طال انتظارهم وهذا يزيد العبء ويقلل من حصص الموزعين والوكلاء.
ويقول تاجر غازي الطهي المنزلي انهم ملتزمون بالسعر الذي تحدده الهيئة العامة للبترول، ولم يطرأ أي ارتفاع على سعر الاسطوانة، وان حادث فانه يقع في اماكن وقرى بعيدة قد يتزرع موزعون صغار باجرة النقل الزائدة.
ويحمل وكلاء المستهلكين قسطا من المسؤولية عن الازمة ، ويقولون ان مواطنين اقدموا على شراء اضعاف حاجتهم ضمن الاستعدادات للمنخفض وتدني درجات الحرارة بغرض استخدامها للتدفئة او الطهي، مطالبين محطات التعبئة بالكف عن التعبئة للمستهلكين من المحطات المركزية للحد من ظاهرة التخزين غير المبرر.
غير انهم حملوا الهيئة العام للبترول المسؤولية بسبب عدم توفير مخزون احتياطي يكفي حاجة الاراضي الفلسطينية حتى لايام في مواجهة الحالات الطارئة خاصة مع تحكم إسرائيل بالامدادات وتوفير هذه السلعة الحيوية للاسواق الإسرائيلية واشباع حاجاته على حساب المستهلك الفلسطيني دائما،مقدرين ان التذرع بسوء الاحوال الجوية وصعوبة رسوا البواخر النقالة للغاز وتجمده كلها اسباب واهية حيث لم يظهر أي نقص في الأسواق الإسرائيلية جرائها.
أوضح مصطفى الطريفي سكرتير وعضو مجلس إدارة نقابة أصحاب شركات ومحطات المحروقات بالضفة الغربية، ان الأزمة ظهرت منذ أكثر أسبوع، بعد أن قللت إسرائيل كميات الغاز الموردة الى الأراضي الفلسطينية وتزامن الإجراء مع موجة الثلج والبرد القارس التي عصفت بالمنطقة مؤخرا ودفعت المواطنين للتخزين
واضاف الطريفي التهافت على الشراء والتخزين خلال المنخفض وتحضيرا له ليس مسؤول عن الأزمة، المشكلة تكمن في شح الامدادات، وعدم توفر مخزون استراتيجي لدى السلطة الوطنية لافتا الى ان صهاريج الهيئة في نعلين بالكاد تتسع لـ 450 طن وهي كمية تكفي المحافظات الوسطى والشمالية ليوم واحد في الأجواء العادية.
وتابع نقص الامدادات اتى على المخزون في محطات العبئة تماما وباتت توزع ما يردها حالا، وهناك محطات اغلقت ابوابها بسبب عدم وجود ما تقدمه لزبائنها وفي ظل تزايد الشجار بين المستهلكين.
وقال ان محطته توفر احتياجات نحو 25 وكيل وموزع برام الله والبيرة ، وتحتاج الى 22طنا يوميا، ولكنها حصلت فقط على 10 اطنان اشترى المواطنون مباشرة منها نحو 4 اطنان وقامت بتوزيع الستة اطنان الباقية على الوكلاء الذين قال ان تذمرهم حقيقي.
وانتقد سكرتير النقابة ضعف التنسيق مع الهيئة وقال بالكاد نستطيع التواصل مع مسؤوليها، يقدمون اسباب ومبررات ليست معقولة وغير منطقية وهم يهربون إلى الإمام بنفي وجود نقص في المعروض، وقال: الضفة الغربية تعاني من أزمة نقص في غاز الطهي، وإنكار وجود ازمة لا يلغيها يسهم في ايجاد حل.
ولفت الطريفي الى ان المحطات تقوم بتسديد ثمن ما تشتريه من غازي طهي، ولا مشكلة مالية وهناك شركات ومحطات متعثرة الهيئة تقوم بجابية اثمان الإمدادات منها نقدا، ما يعني ضمنا عدم وجود أزمة إمدادات.
واضاف النقص يستفحل كل ساعة، مالم تعود الإمدادات فورا الى سابق عهدها واكثر، وتابع.. مع اقتراب المنخفض الجوي المتوقع الخميس المقبل ستتفاقم الأزمة وتتجه الى كارثة حقيقية بغايب اي مخزون لدى المحطات التي تعتمد عليها السلطة الوطنية، محذرا من عواقب كارثية وخسائر فادحة ستحل القطاعات الإنتاجية التي تعتمد على الغاز للتدفئة او الإنتاج وخصوصا مزارع تربية الدواجن التي يهدد البرد طيورها بالفناء بغاب التدفئة.