الحدث العربي والدولي
في صحيفة لوفيغارو الفرنسية، كتب ألكسيس فيرتشاك عن مناطق الأزمات في العالم هذا الصيف، خاصة في آسيا والشرق الأوسط، يصنفها من الحرب التجارية بين بكين وواشنطن إلى التوترات في مضيق هرمز. هذه نظرة عامة على أكثر القضايا الجيوسياسية الملتهبة في الصيف الحالي.
1) مضيق هرمز: إلى أي مدى ستذهب الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران؟
منذ أن قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في أيار/مايو 2018، سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات على طهران، والتوترات تتصاعد في الخليج. لم يتمكن الأوروبيون، في الوقت الحالي، من الالتفاف على القانون الأميركي الذي يتجاوز الحدود الإقليمية، فقد قرر الإيرانيون، أوائل تموز/يوليو، البدء في انتهاك اتفاق تموز/يوليو 2015. كما يمارسون أقصى قدر من الضغط في مضيق هرمز، الذي يمر عبره ثلث تجارة النفط العالمية. وبعد أن استولى الحرس الثوري الإيراني على عدة ناقلات في مضيق هرمز، إحداها قال إنها رد على احتجاز ناقلة إيرانية من قبل البريطانيين في مضيق جبل طارق، قررت الولايات المتحدة تنظيم مهمة عسكرية في الخليج لتأمين الملاحة وعبور المواد الهيدروكربونية. وللحظة تم احتواء التصعيد.
2) هونغ كونغ: هل ستتدخل بكين عسكرياً في الأخيرة؟
منذ شهرين، كانت هناك احتجاجات مؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، وهي مستعمرة بريطانية سابقة عادت إلى الصين عام 1997، مع "درجة عالية من الحكم الذاتي" التي يكفلها اتفاق التسليم. منذ ذلك الحين توسعت الحركة، التي بدأت استجابةً لقانون جديد بشأن تسليم المجرمين للصين، مع العديد من المطالب، بما في ذلك الانتخابات الحرة. هذا الطلب لإصلاح القانون الانتخابي يقلق السلطات الصينية التي أعلنت بلهجة عسكرية أن: "أولئك الذين يلعبون بالنار سوف يحترقون بها". ومن شأن التدخل العسكري الصيني أن يغير الوضع جذرياً، وهذا هو السبب في أن المتظاهرين حريصون على الإشارة إلى استقلال هونغ كونغ، والذي سيمثل خطاً أحمر لبكين.
تظاهرات في مطار هونغ كونغ
3) الولايات المتحدة - الصين: إلى أي مدى ستذهب الحرب التجارية؟
التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين يشمل جميع الجهات. في 1 آب/أغسطس، أعلنت واشنطن عن فرض ضرائب جديدة على الواردات الصينية في 1 أيلول/سبتمبر. على نفس المنوال، استجابت بكين بالإعلان عن أنها ستخفض استيراد بعض المنتجات الزراعية الأميركية، خاصة عن طريق السماح بتخفيض قيمة عملتها، اليوان، مما أثار غضب دونالد ترمب. ويتهم الصينيين بتخفيض قيمة العملة في محاولة لكسب الوقت، فالانتخابات الرئاسية لعام 2020 تقترب بسرعة. وموضوع آخر للخلاف، الصين تتجاوز الحصار الأميركي على النفط الإيراني.
4) الهند: هل ستؤدي نهاية الحكم الذاتي لكشمير إلى اندلاع أعمال عنف؟
في الهند، باسم مكافحة الإرهاب، قررت حكومة الجناح اليميني، ناريندرا مودي، الذي أعيد انتخابه رئيساً للوزراء بعد فوزه الساحق في انتخابات أيار/مايو الماضي، إلغاء الحكم الذاتي لجامو وكشمير. هذه الدولة الهندية ذات الغالبية المسلمة - موقع تاريخ قديم وتصادمي مع بقية الهند، ومعظمهم من الهندوس - سيتم تقسيمها إلى منطقتين تحت السلطة المباشرة للحكومة الفيدرالية. هذا القرار يمكن أن يثير اندلاعا محليا لأعمال عنف، أو حتى تدهور العلاقات بين الهند وباكستان، والتي تطالب بسيادة هذه المنطقة.
5) الولايات المتحدة - روسيا - الصين: نحو سباق تسلح جديد؟
في أوائل آب/أغسطس، خرجت الولايات المتحدة رسمياً من معاهدة "القوة النووية المتوسطة المدى"، وهي واحدة من النصوص الهامة للحرب الباردة، التي وقعت عليها واشنطن وموسكو عام 1987؛ لإنهاء أزمة الصواريخ الأوروبية. بالنسبة للأميركيين، فإن هذا الانسحاب أقل دافعاً بسبب خلافهم مع روسيا، الذين يتهمونهم بعدم احترام الاتفاقية، مقارنة بخصومهم مع الصين، التي ليست دولة موقعة على المعاهدة. وبينما يحظر النص جميع الصواريخ متوسطة المدى (النووية أو غير النووية) ذات المدى المتوسط (من 500 إلى 5500 كيلومتر)، طورت بكين العديد من برامج الأسلحة من هذا النوع والتي، بحسب واشنطن، تشكل تهديداً للوجود الأميركي في آسيا. وأعلن مارك إسبير، رئيس البنتاغون الجديد، نشر صواريخ جديدة "في أسرع وقت ممكن" في هذه المنطقة، الأمر الذي أثار غضب بكين.
6) كوريا الشمالية: إلى أي مدى ستذهب ضغوط بيونغ يانغ؟
منذ فشل قمة هانوي عام 2019، لم يعد التفاؤل مناسباً، على الرغم من أن السلطات الأميركية تحاول أن تبدو جيدة. وكانت المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ متعثرة حتى الآن، وأصبح الوعد بـ"إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية" الذي طُرح في قمة سنغافورة الأولى غامضاً بشكل متزايد. وعلى عكس الولايات المتحدة، لا تزال كوريا الشمالية تحتاج إلى رفع العقوبات قبل أي تقدم في القضية النووية. ويدين النظام الشيوعي إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الكوريين الجنوبيين والأميركيين في آب/أغسطس، ويواصل النظام الضغط الشديد، ولا يتوانى في اختبار الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أو تسليط الضوء على بناء غواصة جديدة مزودة بصواريخ باليستية. والأميركيون يسعون للتسويف، لكن إلى متى؟
7) كوريا الجنوبية - اليابان: هل سيتفاقم خلافهم التاريخي؟
ما هو أقل شهرة هو الخلاف التاريخي بين كوريا الجنوبية واليابان، التي بدأت في التصعيد منذ عدة أشهر وتزداد سوءاً منذ عدة أسابيع. تتجذر هذه الأزمة في الاستعمار الوحشي لشبه الجزيرة الكورية من قبل الإمبراطورية اليابانية في الفترة من 1910 إلى 1945، وتستمر على الرغم من توقيع معاهدة العلاقات الأساسية عام 1965. وفي حين أن قضاء كوريا الجنوبية قد عاقب هذا العام العديد من الشركات اليابانية، إلا أن طوكيو ردت عن طريق الحد من تصدير بعض المكونات الإلكترونية إلى كوريا الجنوبية. النزاع أيضاً إقليمي مع جزر دوكدو، التي تسيطر عليها سيول، ولكن تطالب بها طوكيو. لم يكن التنافس العسكري غائباً في ظل الأزمة، فقد أعلنت كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي بأنها قد تنشئ أول حاملة للطائرات بحلول نهاية عام 2020.
8) داعش: عودة الظهور؟
قبل خمسة أشهر، أعلن دونالد ترمب "انتصاراً بنسبة 100%" على "داعش". ومع ذلك، فإن "داعش" أبعد ما يكون عن الهزيمة الكاملة في سوريا والعراق، لكنها عادت إلى الظهور من جديد في شكل جديد وأكثر مرونة وسرية وتهريبًا، تمارس الحرب التمردية ضد الجيوش الحالية، سواء أكانت سورية أم كردية أم عراقية والسكان.
9) سوريا: ماذا يحدث في شمال البلاد الذي يعيش حالة الحرب؟
وعلاوة على "داعش"، الحرب في سوريا مستمرة. في أواخر نيسان/أبريل، شن النظام السوري، مع حلفائه الروس والإيرانيين، هجوماً في إدلب، آخر منطقة تسيطر عليها الفصائل المسلحة. يحاول الأتراك، الموجودون في هذه المنطقة الحدودية، حيث يتمركزون عسكرياً، الحفاظ على نفوذهم، بشكل مباشر أو من خلال "الجماعات المتمردة" التي يسيطرون عليها. كما أنهم يتفاوضون مع موسكو حول القضية الكردية. تهدد أنقرة بعملية عسكرية ضد الأكراد الذين يهيمنون على أجزاء من شمال وشرق سوريا، على رأس تحالف مناهض لـ"داعش" تحت رعاية واشنطن. وأعلنت تركيا أخيراً عن اتفاق مع الأميركيين لإنشاء ممر أمني على طول الحدود يسيطرون عليه بشكل مشترك.
10) فنزويلا: بعد العقوبات الجديدة، ما الذي سيحدث؟
صوتت الحكومة الأميركية بفرض عقوبات مالية جديدة على فنزويلا برئاسة نيكولاس مادورو. إنه حظر فعلي يستهدف البلد الواقع في أميركا الجنوبية، حيث تنافس نظام أقصى اليسار في الأشهر الأخيرة من قبل المعارضة الموالية لأميركا بقيادة خوان غوايدو. لكن الرئيس الذي نصّب نفسه لم ينجح حتى الآن في الاستيلاء على السلطة بشكل فعال. هذه العقوبات الجديدة قد تزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي لفنزويلا، ولكنها تعزز نيكولاس مادورو الذي يمكن أن يكون قادراً على استهداف واشنطن بشكل أكبر في خطابه "المعادي للإمبريالية".