الحدث العربي والدولي
يعتقد الكثيرين أن هناك علاقة بين النزعة العدوانية واعمال العنف في انحاء العالم وبين ألعاب الفيديو، خصوصاً إن تم أخذ درجة انتشارها في المجتمع المعاصر بعين الاعتبار؛ فإذا علمنا أنه يوجد الآن حسب "تقرير سوق الألعاب العالمي" Global Games Market Report أكثر من 2.5 مليار لاعب في جميع أنحاء العالم، وأن إنفاقهم مجتمعين سوف يشكل ما قيمته 152.1 مليار دولار على الألعاب في عام 2019.
وقد أظهرت دراسة بعنوان: " Violent video game engagement is not associated with adolescents’ aggressive behavior من إعداد معهد أكسفورد للإنترنت وجامعة أكسفورد ونشرتها مجلة Royal Society Open Science مطلع عام 2019، أنه لا توجد صلة مباشرة بين ألعاب الفيديو العنيفة وبين السلوكيات العدوانية بين المراهقين. هذا ما أكده الباحث الرئيس في الدراسة البروفسور أندرو برزيبيلسكي إذ قال إن "فكرة أن ألعاب الفيديو العنيفة تثير العدوان في العالم الحقيقي فكرة شائعة، لكنها لم تُختبر جيداً بمرور الوقت. على الرغم من اهتمام الآباء وصانعي السياسة بالموضوع، فلم يثبت البحث وجود سبب للقلق". كما أكد برزيبيلسكي ليس من الضرورة إلقاء اللوم على ألعاب الفيديو فيما يتعلق بسلوك المراهقين العنيف.
وفي دراسة أخرى نشرها موقع Centre for European Economic Research بعنوان "فهم تأثيرات ألعاب الفيديو العنيفة على الجريمة العنفية" Understanding the Effects of Violent Video Games on Violent Crime خلص معدّوها إلى أنه وعلى عكس الفكرة السائدة حول ضلوع ألعاب الفيديو في زيادة العنف فإن صرف الوقت على ألعاب الفيديو يقلل من نسبة العنف بالنظر إلى أن المراهقين والشباب يُمضون الكثير من الوقت على هذه الألعاب، الأمر الذي يصرفهم عن الخروج وممارسة هذا العنف في الشارع.
وفي فبراير شباط الماضي اتهم الرئيس دونالد ترامب أن العاب الفيديو هي من تحمل تبيعات تصاعد أعمال العنف في الولايات المتحدة خاصة بعد حادثتي أوهايو وتكساس، وصرح بالقول: "يجب إلقاء اللوم على ألعاب الفيديو البشعة والتي أصبحت مألوفة الآن على نطاق واسع في خلق ثقافة تحتفل بالعنف".
منذ تصريح ترامب عبر تويتر حتى اليوم فقد ارتفع عدد القتلى نتيجة العنف المسلح الى 9173 اي 391 قتيلا في 9 أيام، أكثر من 43 قتيلاً يومياً حسب موقع "Gun Violence Archive" المتخصص في رصد اعمال العنف في العالم. وان نظرنا إلى البيانات السابقة ومقارنتها في دول العالم نستنتج أن ربط ترامب بين العاب الفيديو والعنف غير منطقي، فألعاب الفيديو منتشر بدول أخرى غير الولايات المتحدة ولكن نسب قتلى العنف الداخلي في دول مختلفة من العالم لا تقارن بعدد القتلى بالولايات المتحدة.
وقد نسبت عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية الأمريكية أن خطاب العنصرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من يقف خلف تصاعد حالات القتل والجريمة في الولايات المتحدة.