الحدث الصحي
واحد من العناوين الصادمة التي قرأتها خلال بحثي عن طريقة سلسة وتدريجية لترك التدخين، هو أن " فيليب موريس إنترناشيونال تدعوكم إلى ترك التدخين". من المعروف أن هذه الشركة واحدة من أكبر شركات التبغ حول العالم، فكيف لها أن تحارب منتجاتها وتدعو الزبائن إلى الاستغناء عنها!.
أحد الحلول التي طرحتها الشركة، هو استخدام جهاز ايكوس IQOS الذي يعمل على تسخين التبغ وليس حرقه، كان بالنسبة لي من المشكك به أن هذا الجهاز يستطيع معالجة أمرين رئيسيين: مساعدتي في ترك التدخين، وأن يكون أقل ضررا من منتجات الشركة الأخرى (السجائر التقليدية).
هذه الشكوك ظلت حائلا بيني وبين ايكوس IQOS؛ لأنني على قناعة أن الشركات تحاول دائما الاستثمار في منتجات جديدة على حساب منتجات تقليدية، ولكنني في نفس الوقت نظرت للموضوع ببعض الإيجابية، فلقد بت على قناعة أنه في ظل التحذيرات المستمرة من خطورة التدخين، وجدت هذه الشركات نفسها أمام ضرورة إيجاد حلول فعّالة لزبائنها.
اكتشفت بالصدفة أن لـ ايقوص IQOS مركزا في حي البالوع في البيرة فيه ماكينة علمية يقولون إنها قادرة على إثبات ما تروّج له الشركة عن انخفاض مستوى المواد الكيماويّة الضارة التي تنتج عن تسخين لفائف التبغ المسخّن هيتس HEETS التابعة لجهاز ايكوس IQOS مقارنة بدخان السجائر التقليدية الذي ينتج عن حرق التبغ. بالفعل، توجهت لموظفة تعمل هناك، وطلبت منها أن تقوم بإجراء التجربة على الماكينة أمامي.
أحضرت الموظفة لفافة تبغ مسخّن وسيجارة تقليدية، وبدأت الماكينة عملية تسخين اللفافة وكذلك حرق السيجارة، كما لو أن إنسانا يقوم بذلك. تتكون الماكينة من أنبوبين لرصد البخار المتصاعد من اللفافة والدخان المتصاعد من السيجارة، وكذلك "فلتر" لرصد مستوى الانبعاثات المترسبة منهما. في الحقيقة، النتيجة صادمة على الأقل حين ترى ما تدخله السيجارة التقليدية إلى جسمك، ويصدمك أيضا أن اللفافة لم تغير في لون "الفلتر" الأبيض كثيرا. هذه الخلاصات ما كنت لأصدقها لو سمعتها من أقرب المقربين، فكيف لو كانت في إعلان ترويجي، وبت على قناعة أن ايكوس IQOS بديل أفضل من السجائر التقليدية.