الحدث- وكالات
قال ماجد نواز، الناشط البريطاني المسلم، إن قراءته رواية مزرعة الحيوان (Animal Farm) للكاتب جورج أورويل، غيرت آراءه الإسلامية؛ حيث حوّلته الرواية من التطرف الديني إلى الديمقراطية الليبرالية، بعدما تحقق من "استحالة إقامة عالم مثالي فاضل".
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن ماجد نواز - المرشح الليبرالي الديمقراطي البرلماني لدائرة هامبستيد وكيلبورن، وأحد مؤسسي منظمة "كويليام" لمكافحة التطرف في بريطانيا – قرأ الكتاب أثناء قضائه السجن في مصر، بصحبة بعض الجهاديين، وحينها أدرك عواقب محاولة خلق عالم مثالي.
ونُشرت رواية مزرعة الحيوان في إنجلترا يوم 17 أغسطس 1945، وتعرض فساد الثورة على أيادي قادتها، وكيف أن الانحراف واللامبالاة والجهل والطمع وقصر النظر يدمر أي أمل في اليوتوبيا (المدينة الفاضلة أو العالم المثالي)، وتبين كذلك كيف يمكن للجهل واللامبالاة بالمشكلات في الثورة أن تؤدي إلى وقوع فظائع إن لم يتحقق انتقال سلس إلى حكومة الشعب.
وتعد الرواية مثالا للحركات السياسية والاجتماعية التي تطيح بالحكومات والمؤسسات الفاسدة وغير الديمقراطية، إلا أنها تئول إلى الفساد والقهر هي ذاتها؛ بسقوطها في كبوات السلطة، فتستخدم أساليب عنيفة وديكتاتورية للاحتفاظ بالسلطة، وضربت الرواية أمثلة واقعية من المستعمرات الأفريقية السابقة مثل زيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تولى عليها رؤساء محليون كانوا أكثر فسادا وطغيانا من المستعمرين الأوروبيين الذين طردوهم.
وقال ماجد نواز: “بدأت أن أضع النقاط على الحروف، وقلت في قرارة نفسي: يا إلهي، إذا صعد هؤلاء الجهاديون إلى السلطة، فسيتكرر ما حدث في مزرعة الحيوان، لكن بصبغة إسلامية".
وأضاف: “فكرت وقلت: لا أستطيع أن أثق في هؤلاء الجهاديين عندما يكونون في السلطة، فإذا أُقيمت هذه الخلافة الدينية التي يدعون إليها، فسيحدث كابوس على الأرض".
وكان ماجد نواز عضوا في الفرع البريطاني لحزب التحرير المتشدد، الذي يدعو إلى دولة إسلامية عالمية تجتاح وتحتل الأمم الكافرة، تحجب النساء بالقوة، وترجم المرتدين والزناة حتى الموت، وبعد خدمته قضية الحزب في باكستان وفلسطين، سُجن نواز عام 2002 في مصر لمدة أربع سنوات، حيث بدأ بطرح الأسئلة حول الأيديولوجية الإسلامية، وتخلى عن هذه الأيديولوجية بعد عودته إلى لندن، وأصدر مذكراته بعنوان: "راديكالي: رحلتي من التطرف الإسلامي إلى الصحوة الديمقراطية".