الحدث- وكالات
حمل "نعمان قورتولموش" نائب رئيس الوزراء التركي، النظام الدولي والأمم المتحدة، مسؤولية استمرار الأزمتين السورية والأوكرانية بدون حلٍ حتى الآن، مشيراً إلى أن العالم يمر في الوقت الراهن بمرحلة دقيقة وحساسة للغاية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المسؤول التركي، على هامش مشاركته في فعالية نظمتها ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، والتي أوضح فيها أن العالم يشهد في الوقت الراهن مجموعة من المشاكل التي لا يمكن حلها في القريب العاجل.
واستطرد "قوتولموش" قائلا: "لقد بدء النظام العالمي الجديد على فرضية أن يكون نظاماً بلا حروب، تنتهي فيه عمليات التسلح والصراعات، وتُستخدم فيه النقود من أجل التنمية الإنسانية، لا من أجل التسلح لإحلال الخراب والدمار، لكن على العكس من ذلك زادت الحروب أكثر من أي وقت مضى، وتناقصت ثقة الناس في بعضهم البعض بشكل كبير، وازداد سباق التسلح في مختلف أنحاء العالم، وانتشر الفقر والحرمان والمجاعات في مساحات شاسعة من الأرض".
ولفت المسؤول التركي إلى أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الحروب الإقليمية والداخلية التي اندلعت بعد تسعينات القرن الماضي، أكثر ممن لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن النظام العالمي الحالي هو السبب الرئيس في استمرار العديد من المشاكل والأزمات بدون حل "لعجزه عن القيام بذلك".
وأفاد "قورتولموش": "النظام العالمي الجديد، هو ذلك النظام الذي تأسس في أعقاب الحرب الباردة في العام 1945، وهذا النظام بات في يد من لديه القوة سياسيا واقتصاديا، وفي يد من لديه قوة السلاح، وهذا بالطبع واضح للجميع. ولقد ظهرت في ظل هذا النظام العديد من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، والأمم المتحدة، والبنك الدولي، وجميعها مؤسسات تعمل لتنفيذ رغبات ومطالب أصحاب القوى".
الوضع الدولي لروسيا وإسرائيل
وفي سياق متصل ذكر المسؤول التركي أن روسيا واحدة من الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أنها - أي روسيا- قامت بضم إقليم القرم إليها منتهكة بذلك القانون الدولي، مضيفاً: "ومع هذا لا يمكن صدور أي قرار من مجلس الأمن ضد ذلك بصفة خاصة، وضد الأزمة الأوكرانية بصفة عامة، لأن روسيا تمتلك حق النقض (الفيتو) الذي يعرقل تمرير أي قرار، والأمر ذاته ينسحب على الأزمة السورية".
ولفت "قورتولموش" إلى أن "إسرائيل زادت من أنشتطتها الاستيطانية منذ العام 1948 ، وبعد العام 1967، وأنها تواصل توسعها الاستيطاني، وتتحرك دائماً بشكل لا يحترم القررات الأممية، ومع هذا لم تًتتخذ أي عقوبة ضدها".
وعن السبب في عدم اتخاذ أي عقوبات لإيقاف إسرائيل عند حدها، قال المسؤول التركي: "كيف سيتم أيقافها وأخوال إسرائيل في مجلس الأمن يسارعون بحمايتها حتى لا تتعرض لأي ضرر، لذلك باتت مسألة تغيير هذا النظام الدولي، أهم من تحقيق هذا النظام للسلام".
مسيرة السلام الداخلي في تركيا
وفي شأن آخر تطرق "قورتولموش" إلى الحديث عن مسيرة السلام التي تشهدها تركيا لإنهاء الإرهاب، مشيراً إلى أن هناك العديد من المسؤوليات التي تقع على عاتق تركيا في الوقت الراهن، وأوضح أن تركيا شهدت في الـ12 عاما الماضية، تطوراً كبيراً في كافة المجالات، ولا سيما المجال الاقتصادي.
وذكر أن تركيا استطاعت خلال تلك المدة الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي "بالرغم من الاضطرابات والقلاقل التي تشهدها دول الجوار خاصة، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وحققت في ظل هذه الظروف تقدما اقتصاديا هائلا، ونجحت في تحقيق الوحدة الاجتماعية بين أطياف المجتمع التركي"
وأوضح أنه يثق ثقة كبيرة في أن "مسيرة السلام التي تشهدها تركيا في الوقت الراهن، ستصبح نموذجا، ليس لها وحدها، بل للعالم أجمع"، لافتاً إلى أن نهاية تلك المسيرة بنجاح، وصمت الأسلحة في تركيا إلى يوم القيامة، وتكاتف الشعب التركي في ظل مشاعر الأخوة، أمور من شأنها دفع تركيا دفعة كبيرة إلى الأمام تتخلص بها من أزمة كثيراً ما أرقتها على مدار عقود".
وانطلقت مسيرة السلام الداخلي في تركيا قبل نحو عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية المسجون مدى الحياة في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.
وشملت المرحلة الأولى من المسيرة، وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً.
وحسب مصادر أنقرة فإن المرحلة الثانية تتضمن عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.