الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مِن عِرْقِ الجَبَل/ بقلم: أوس شاهين

2019-08-31 11:30:46 AM
مِن عِرْقِ الجَبَل/ بقلم: أوس شاهين
أوس شاهين

 

صادفتُ المَسيرَ - قلتُ:

هنا بحرٌ فَهل هذا البحر ُ

مُبتَدأٌ لأشكالي الأَخيرة؟

ذَرفتُ الليل حتى آخرِ وردة.

يَسيلُ القمر على المارينَ ليضيءَ

فيهم سُبلاً وعناوينَ فجّة.

أقول لليمونِ في عُمري:

ألفُ مدينةٍ مرَّت من هنا،

-لانحنائاتِ الريحِ يَخضرُّ القلبُ-

عندَ أول الوادي

تَخْذِلُني المدافعُ - لا أَحَد

عندَ أول الوادي

تَنحصِرُ الخَرائطُ والطَبيعةُ في الجَسَد.

ألفُ مدينةٍ مرَّت من هنا،

والسنابلُ تُقْتَصُّ من عُمرِ الليل.


للأزرقِ في البحر تَلْتَجأُ المَرايا

والقلبُ يَعدو،

-كلُّ المَرايا سَفَر-

والقلبُ يَبدو أبسطَ من ملحٍ

يبزُغُ من جِدارٍ أو حَجَر.

كلُّ هذي المَرايا سَفَر.

كلُّ ألواني تَسبِقُني،

-على وِسْعِ انتِظاري مَدَدتُني-

والأيامُ تَتلو:

صادفتُ الحاضرَ- قلتُ:

هَل هذا البحرُ مِنّي أم يَبقى

العمرُ رُمحاً في الخاصِرة؟

ألفُ ذكرى تَعبُرُ غُصني،

والمَدينةُ تَنزِفُ من

بذري حِساً وشموسا،

والدارُ تَغرِفُ من قَلبي

الحروفَ مُرّاً وورودا.

سأجتازُ مَوجي لنَحيكَ

من روحِ القَمح البَلَد،

فأَردُّ إلى البيتِ قَلبي

ونُعيدُ إلى الجَسدِ الجَسَد. يَغترِبُ الوَقتُ عَنّي- فأقول:

حينَ نَبْني الأَمَل

يَجْبِلُنا الجَبَل.

مِن عِرْقِ الجَبَل

نَرتجِلُ الأَمَل!