الحدث ـ سوزان الطريفي
في كل عام تثار التساؤلات حول حجم إنتاجية موسم الزيتون وهل سيكون أفضل مما سبق أم أقل إنتاجية، خاصة وأن الزيتون هي الشجرة الأهم بالنسبة للفلسطينيين.
وعن موسم هذا العام، قال مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني، فياض فياض، إن هذه السنة ستكون سنة جيدة من ناحية الإنتاجية وقد تكون ممتازة، فمن المتوقع أن تصل إنتاجية الموسم كاملاً إلى 80%، وبعض المناطق الزيتونية قد تصل إلى 95%، وهذه نسب لا تقارن بالأعوام السابقة فهذا الموسم سيكون الأفضل للعشر سنوات الأخيرة في الضفة الغربية، وقطاع غزة ستشهد سنة خير كاملة ومن المتوقع أن تكون إنتاجيتها الأفضل على الإطلاق مقارنة بكل الأعوام السابقة، وسيتشكل لهم فائض بسبب عدم إمكانية التصدير في ظل الحصار الإسرائيلي.
وأضاف فياض: "الحر الشديد لا يؤثر على الزيتون بل يعجل النضوج ويقلل من الحجم، وفصل الشتاء أثره أكبر، فكمية الأمطار لهذا العام كانت كبيرة مما أخر عملية الإزهار والعقد للزيتون، وهو ما يؤثر على موعد القطاف المعتاد كل عام فقد يؤخره من 15- 20 يوما، لكن هذا لا يقلل من كمية الإنتاج.
وعن الآثار السلبية للأمطار على موسم الزيتون، قال فياض، إن المزارع لم يتمكن من القيام ببعض الأمور الضرورية من حراثة وعناية بسبب الأمطار، ولهذا نتمنى من الجميع الالتزام بموعد القطاف كما تحدده وزارة الزراعة، فمرحلة نمو الزيتون بمراحلها كاملة من الإزهار والعقد وتشكل اللحمة والعجمة ثم اللحمة مرة أخرى ثم تكون الزيت وبعدها تحرر الزيت يتأثر بموعد القطاف، فموعد القطاف مبكرا يؤثر على عناصر الزيت فلا تكون مكتملة قبل النضوج وتجعل الزيت يفقد من قيمته الغذائية وبعض عناصره، وأيضا يقلل من كمية الزيت المنتجة ويتم خسارة حوالي 25% من الإنتاجية نتيجة القطف المبكر، وعلى سبيل المثال مدينة سلفيت لا تقطف دون الموعد المحدد من لجنة الزراعة ولا أحد يخالف هذا الموعد وهناك رقابة على الأراضي وأي أحد يخالف يتم تغريمه، فالضرر على الناتج القومي كاملا.
وأوضح فياض "أن عدد الأسر المالكة لأشجار الزيتون 70 ألف أسرة بحسب آخر تعداد، وسيتم عمل تعداد جديد العام القادم وهذا الرقم سيزداد، فهناك وفيات وبالتالي تغير الملكية لأكثر من شخص، والمستفيدون من القطاع بشكل عام حوالي 100 ألف أسرة من مالكين وعاملين، ففي العام العادي نشهد حوالي مليون يوم عمل في موسم الزيوت وهذا الموسم من المتوقع أن يصل إلى مليون ونصف يوم عمل وهذا رقم ليس ببسيط، وسنشهد خلال هذا الموسم حركة تجارية نشطة في مجالات عدة وانتعاشا ملحوظا، وأيضا الزراعة مساهمتها في الناتج الوطني تقل نتيجة نمو القطاعات الأخرى، والزراعة حاليا تساهم ب4% من الدخل القومي، ويقسم إلى قسمين نباتي وحيواني ونسبته مساهمة القطاع الحيواني هي 75% بينما تشكل الزراعة النباتية 25 % ولقطاع الزيتون 13% من الجزء النباتي.
وقال فياض: نأمل أن تكون هذه النسبة أفضل من هذا الرقم في الأعوام القادمة، لأن إنتاجية شجرة الزيتون في الضفة الغربية متدنية وتكاد تكون الأقل على مستوى العالم وهي 2,5 كغم زيت للشجرة الواحدة. بينما هي غزة أفضل بستة أضعاف من الضفة الغربية نتيجة أن الزيتون مروي في غزة.
بدوره أشار فياض إلى "أهمية تنظيف الأرض من الأعشاب وتقليم الأشجار والري التكميلي والقطف المناسب وفي الوقت المناسب والطريقة الصحيحة للقطف وعدم استخدام العصي، وأيضا عدم استخدام الأكياس البلاستيكية والعصر سريعا للحصول على الزيت بقيمته، والمعصرة لها علاقة بكمية الزيت المنتج لأن فلسطين تفقد سنويا داخل المعاصر زيتا بقيمة 50 مليون شيقل، وهذا المبلغ الضائع يمكن من خلاله شراء 25 معصرة، ولكن نحن لا نحتاج أكثر من 120 معصرة مع وجود 260 معصرة فلا داعي لوجود هذا العدد من المعاصر".
وختم فياض حديثه عن سيطرة وأثر الاحتلال على قطاع الزيتون، قائلا: "قوانين الاحتلال تؤثر على قطاع الزيتون من عدم استخدام الأسمدة الكيماوية المفيدة لشجرة الزيتون والمادة الأساسية تكمن في النيتروجين وهي قمسين نترات وسلفات والنترات يمنع استيرادها لأسباب أمنية، وأنواع أدوية كثيرة يمنع استيرادها لمنع استخدامها في تحسين هذه الشجرة، وأيضا التصدير إلى الخارج إجراءاته معقدة من تفتيش وتحديد للكمية المسموح بها، والمستوطنون يعتدون على أشجار الزيتون بإغراقها بالمياه العادمة وهذا ما يحصل سنويا، وخلع وحرق الأشجار وحقنها بمواد كيماوية حتى لا تنمو نهائيا، والاعتداء على المواطنين بالضرب وسرقة المحصول، ومن يملكون أشجار زيتون قرب المستوطنات يتم منعهم من الوصول إليها أو تحديد أيام معينة للقطف، وأحيانا يتم التنسيق مع الصليب الأحمر، وأيضا جدار الفصل العنصري الذي خلفه يوجد 40 ألف دونم ويمنع الوصول إليها إلا في أيام محددة".