من المتوقع أن تظهر قريبا نتائج الخزعة، التي تم إرسالها إلى الأردن، لمعرفة أسباب وفاة إسراء غريب. لذا، ومن المتوقع أن تكون الليلة حاسمة كذلك فيما يتعلق بنتائج التحقيق، بحسب أكثر من مصدر رسمي وغير رسمي، ففي أروقة النيابة، في محافظة بيت لحم، حيث يتم التكتم على كل معلومة، ويجري إعادة التحقيق لأكثر من مرة من نقطة الصفر، لأن معلومة تنسف كل الروايات غير المتطابقة، وحيث أن طاقم النائب العام، حديث التعيين، يحتاج إلى تطوير مهارات التعاطي مع الإعلام، كي لا يضطر الصحفييون للتفاعل مع قضية حساسة صارت محط اهتمام محلي وعربي ودولي من وراء حجاب وجني وعفريت،... من هناك تفيد المعلومات الأولية بأن أحد أشقاء إسراء وزوج شقيقتها (محمد صافي)، ستوجه لهما تهمتا تضليل الرأي العام (إعاقة العدالة) والضرب المفضي إلى القتل، وعقوبة الأولى لا تتجاوز الشهر أو بغرامة عشرة دنانير أو بالعقوبتين معاً، أو في حين أن عقوبة الثانية تبدأ من خمس سنوات.
لماذا علينا المغامرة بإعلان نتائج التحقيق الأولية، على هذا النحو؟
علينا المغامرة، لأننا لا نريد أن تكون النتائج فاهية واهية، يُراد منها، وفقط، تجنيب السلطة، وأجهزة الأمن الفلسطينية، "وجع الرأس"، الذي تسببه لها الدول المانحة، الأوروبية تحديداً، التي تسأل عن نتائج التحقيق، وتتابع القضية، متابعة تفصيلية، كي تتأكد من أن تمويلها المخصص لبرامج منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية في حقل "الجندر" و "تمكين المرأة" لأكثر من 25 عاماً؛ وتدريباتها لأجهزة الأمن الفلسطينية، كي تكون على أهبة "اللطافة"، لم تكن سوى قبض ريح، ونثار هباء في الهواء.
علينا المغامرة في إعلان المعلومات الأولية، لأن أي مؤتمر صحفي سيقوده النائب العام، سيكون عطوفته مطالباً بالإجابة على الأسئلة التالية:
إسراء مسها الإنسان الجاهل الذي لا يرى فيها إلا أداة من الأدوات المتاحة لإثبات تفوق المجتمع على مكوناته.. إسراء جريمة خيالنا الواسع الذي يتسع لكل شيء إلا لحق المرأة.
إسراء التي قال لي أحد الأطباء المقربين في مستشفى بيت جالا الطبي إنها طلبت "شربة ماء في غطاء قنينة، لأن الجن ينظر إليها"، بتنا ننظرُ إليها، كأن كلاً منا ينظُر إلى نفسه أو إلى ابنته أو شقيقته مكانها، لكنه لا يُريدُ أن يكون مكانها، لنكون الجن الذي خافت منه إسراء، شاهدته فشهد زوراً ضدها، ليذهب دمها في "شربة ماء".