الحدث.
ينتابني ضحك هستيري كلما تذكرت الافلام العربية وتحديدا عندما تشيح الممثلة ذات الملامح غير العربية مصرية الاب اوروبية الام بوجهها عن زوجها وتغادر البيت الى بيت العز بيت والدها لتعلن من هناك انها لن تعود اليه.. فيحذرها والدها بانه يستطيع ان يطلبك لبيت الطاعة واذا رفضت فتعتبرين ناشزا وساعتها يستطيع ان يطلقك دون ان يدفع لك مؤخر الصداق ...لا ادري ما الذي جعل مصطلح بيت الطاعة يتردد في ذهني مع الافلام المصرية التي اعشقها رغم ان بعضها لا يستحق العشق ...منذ ان اعلن المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية عن فتح تحقيق اولي في ادعاءات بجرائم حرب وحالة من الهستيريا ضربت تل ابيب وواشنطن ...لكن اجمل رد فعل كان من افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي الذي هدد بحل محكمة الجرائم الدولية ...حين قرات التصريح عدت الى نوبة الضحك الهستيرية وعاد مصطلح بيت الطاعة يدق جدران عقلي ...لكن عندما قرات ردود الفعل الامريكية عرفت لماذا سيطر المصطلح المذكور على يومي ..واشنطن وصفت قرار المدعية العامه للمحكمة الدولية بانه تراجيديا هزلية ...مصطلح فني لطيف استخدمه الامريكان ....لكن الاكثر تراجيديا هو وصف اسرائيل بالمظلوم الذي واجه الاف الصواريخ من قبل عصابات ارهابية (المقاومة الفلسطينية ) ...اما الموقف الاسرائيلي فانا اتفهمه واتفهم تماما اعلان ليبرمان انه سيحل المحكمة الجنائية الدولية فالرجل جاءت اليه الفرصة ذهبية بان يكون (شمشون ) امام الناخب الاسرائيلي وان يصل به جنون العظمة للاعلان عن امر لا يمكن له ولا لسيده في البيت الابيض ان يقوم به ...لكن ما الذي يجعل واشنطن تخرج عن طورها لتصف القرار الذي مازال اولي بانه تراجيديا هزلية ...انه بيت الطاعة الامريكي ...الفلسطينيون بشكل او باخر غادروا بيت الطاعة على الاقل في قرار التوقيع على ميثاق روما والتوجه الى محكمة الجنايات الدولية ..التلويح الفلسطيني في التوجه الى مجلس الامن الدولي لم يكن يعني شيئا لادارة اوباما لان احلام الفلسطينيين ستنتهي بفيتو امريكي لن يكلف الادارة اكثر من التلويح باصبع المندوب الامريكي الدائم في مجلس الامن ....وفي المرة الاخيرة كان الامر اكثر سهوله فاقناع نيجيريا في الدقائق الاخيرة بان لا تصوت لصالح مشروع القرار الفلسطيني اسقطه دون ان يتكلف المندوب الامريكي حتى ان يرفع اصبعه لاستخدام الفيتو ...لكن الذهاب نحو محكمة الجنايات الدولية يعني بان الادارة الامريكية لن تكون صاحبة القول الفصل ولا تملك ما تحمي به اسرائيل حال وجهت اصابع الاتهام لها ...فالولايات المتحدة في هذه الحالة ستكون امام خيارين احلاهما مر ...اما ان تحارب العالم وتعزل مع اسرائيل حال رفضت قرارات محكمة الجنايات الدولية وهذا ممكن ...او ان تقبل بالامر وساعتها ستكون في مواجهة مع الحليف الاسرائيلي ....اذا ما المطلوب...المطلوب هو اعادة الفلسطينيين الى بيت الطاعة بالتلويح لهم بان قرارا من هذا النوع سيؤدي بهم الى ان تغلق الابواب في وجههم ... فلا الاوروبيون سيملكون التصرف دون العم سام ...ولا العرب مستقلون بقرارهم كي يقدموا الدعم للفلسطينيين في النشوز ...لا اريد ان احمل رؤيا سوداوية لكني اظن بان الفلسطينيين سيعيشون الاشهر المقبله بازمات كبيرة بدات بانقطاع اموال الضرائب والتي تمثل في لغة بيت الطاعة الامريكية (النفقه) ....وقد يصل الامر الى عقاب سياسي يطال صانع القرار الفلسطيني ... التراجع بالنسبة للفلسطينيين يعني القبول ببيت الطاعة الامريكي الذي لا يحتوي على مقومات الحياة ...والتمترس خلف القرار يعني القول لبيت الطاعة الامريكي والاسرائيلي باي باي الى الابد.