الحدث ـ مادلين الحلبي
الجميع يملك تلك الأحلام التي لا تفارقه أثناء النهار، وفي صحونا يبقى الذهن مشغولا في رسم عالم من الخيال داخل رؤوسنا، وعلى الرغم من تحذيرات خبراء علم النفس وتضارب الآراء بشأن تلك الأحلام ما بين فائدتها وضررها على الإنسان، خلصت دراسة جديدة إلى أن شبكة أحلام اليقظة تساعد في أداء المهام بطريقة آلية.
عمل باحثون من جامعة كامبردج البريطانية على دراسة حديثة، توصلوا من خلالها إلى أن الجزء المرتبط بأحلام اليقظة داخل الدماغ، وهو ما يعرف باسم " شبكة الوضع الافتراضي" أو مناطق دي إم جي، التي تنشط داخل الدماغ أثناء أحلام اليقظة؛ يمكن الفرد من أداء مهامه بطريقة آلية.
أجريت الدراسة على 28 متطوعاً، تم تقديم 4 بطاقات أمامهم وطلب منهم أن يزاوجوا بين بطاقة مختارة وأخرى، في محاولات من الخطأ والصواب لمطابقة البطاقتين من حيث اللون أو العدد أو الشكل.
وفي أثناء التجربة أدرك المشاركون أن جزءا من المخ "شبكة الاهتمام الظاهري" أصبحت أكثر نشاطاً وبالتالي أصبحت شبكة الوضع الافتراضي أكثر استعداداً لأداء المهمة بأداء أفضل.
وقال دينيز فاتانزيفر المشرف على الدراسة، إن شبكة الوضع الافتراضي تسمح للأفراد بتوقع الأشياء وبالتالي تقليل الحاجة للتفكير، كما أنها تشكل في المخ ما يشبه جهاز الطيار الآلي الذي يستخدم لإرشاد الطائرات أثناء إقلاعها.
كما وذكر فاتانزيفر أنه في حال تغيرت البيئة المحيطة بنا وأصبحنا غير قادرين على توقع ما سيحدث، فإن المخ يصبح في حالة تشبه حالة الوضع اليدوي على سبيل المثال: حينما تقود سيارتك في طريق تمشيه لأول مرة، فإنك تحتاج وقتا أطول في معرفة الطريق واتجاهات السير مقارنة بطريق آخر تعتاد المشي به.
كما وتذكر هذه الدراسة أن شبكة الوضع الافتراضي تكون بأداء جيد في حالات الاسترخاء، وقد تؤدي لنتائج غير متوقعة مع مرضى الزهايمر أو انفصام الشخصية، أو فقدان الذاكرة خاصة وأن هذه المنطقة مرتبطة بمنطقة قرن آمون الجزء المرتبط في الذاكرة في الدماغ.