الحدث- جهاد الدين البدوي
تطرقت مجلة" ناشيونال إنترست" الأمريكية، إلى الحديث عن أخطر خمسة صواريخ مضادة للسفن الحربية في العالم، دون الغوص عميقاً فيما اذا كانت هذه الصواريخ بالفعل هي الأخطر عالمياً، أم أن هناك صواريخ أخرى أكثر خطر وفعالية!
لا شك أن الصواريخ المضادة للسفن وخاصة تلك الحديثة نسبياً والتي تزيد سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت من أخطر ما يواجه الاساطيل البحرية على الاطلاق.
ذكرت ذلك المجلة الأمريكية، التي أوردت 5 صواريخ مضادة للسفن الحربية، تشارك روسيا في صناعة اثنين منها، مشيرة إلى أن تلك الصواريخ يمكنها إغراق أي سفينة حربية.
وتضيف المجلة ـنه يتعين على القوات البحرية في جميع أنحاء العالم أن تقلق بشأن الصواريخ المتطورة المضادة للسفن الحربية.
بعد عقود من الابتكار السريع، أدت نهاية الحرب الباردة، وتوجه العالم نحو العمليات البرية، في الحرب العالمية الثانية على الإرهاب، خاصة في الشرق الأوسط، إلى تعطيل مسيرة تطوير الصواريخ المضادة للسفن بصورة جزئية.
وأضافت المجلة أن تزايد التوتر بين واشنطن من جهة وبكين وموسكو من جهة أخرى وتنامي القوة البحرية الروسية والصينية بشكل متزايد أعاد التركيز إلى إمكانية اندلاع حروب بحرية تفرض على الأساطيل امتلاك صواريخ متطورة يمكنها تفادي الأنظمة الدفاعية للسفن المعادية وتدميرها.
ولفتت المجلة إلى أن هناك جيل جديد من الصواريخ المضادة للسفن الحربية، تتميز بقدرتها على التخفي عن رادارات العدو، كما ويمكنها التحليق بشكل منخفض وبسرعة فرط صوتية، وحسب تقييم المجلة ستكون أخطر خمسة صواريخ في العالم على النحو التالي:
وهو برنامج مشترك بين روسيا والهند، تقوم بتطويره شركة براموس إيرسبيس"، ويعتمد تصميمه على أساس صاروخ "ياخونت" الروسي المضاد للسفن.
وحسب مصادر عسكرية يتراوح مدى صاروخ (Brahmos) من 300-500كم فيما يزن رأسه الحربي 300كغم، فيما ستبلغ سرعته 6 ماخ، أي ما يعادل 7344كم/الساعة. ويطلق عليه "سي سكيمر" لقدرته على التحليق على ارتفاع منخفض جدا فوق سطح الماء، وهو من فئة الصواريخ الطوافة.
ويوجه صاروخ "براموس" نفسه إلى هدف محدد بنفسه دون متابعة مركز القيادة الخاص بإطلاق الصاروخ. كما ويمكن إطلاق الصاروخ من سفن السطح، والقواعد الأرضية، والطائرات الحربية مثل "سو 30 إم كي 1" الروسية.
وتقول المجلة إن قدرة الصاروخ على ملاصقة سطح البحر خلال مساره نحو الهدف، لا يمكن الرادارات من اكتشافه إلا على بعد 27 كم، تقريبا، وهو ما يعني أن السفينة المستهدفة لا تملك إلا 28 ثانية فقط لرسم مسار الصاروخ واعتراضه وتدميره، قبل ضرب السفينة.
أنتجت البحرية الأمريكية صاروخ "هاربون" عام 1977، ليكون الصاروخ الرئيس المضاد للسفن، في أسطولها الحربي في حقبة الحرب الباردة، لكنها لم يستجيب لعمليات التطوير، التي تجعله ينافس التقنيات المتطورة، في السفن الحربية المعادية.
ولهذا السبب، طورت الولايات المتحدة الأمريكية صاروخ بعيد المدى مضاد للسفن، ويعد نسخة من الصاروخ الطواف "جاسم إي آر"، صاروخ كروز تستخدمه القوات الجوية الأمريكية.
تقوم شركة لوكهيد مارتن بتطوير هذا الصاروخ الذي يتمتع بمواصفات هائلة، فهو مقاوم للتشويش، ويصل مداه نحو 500كم، ويمكن أن يصل وزن رأسه الحربي إلى 1000كغم، كما ويملك قدرات شبحية، ويمكن اطلاقه من مختلف الطائرات الأمريكي، وصوامع الإطلاق على متن السفن الحربية. كما ويتميز الصاروخ الجديد بأن مداه أكبر من صاروخ هاربون، الذي لا يتجاوز 100 كم، واعتماده على التوجيه الذاتي.
هو اسم لعائلة صواريخ روسية تمتلك تصميم مشترك، يمكنه تنفيذ هجمات أرضية، وهجمات مضادة للغواصات، وثالثة مضادة للسفن، وهي النوع "كلوب 3 إم - 54 إي 1".
تمتلك عدد من دول العالم صاروخ كلوب منها الصين والهند والجزائر، وحسب المجلة فهناك أربعة نسخ للصاروخ وهي:
- "Club-S": وهو مصمم للإطلاق من أنابيب طوربيد 533 مم، وهي القطر القياسي لأنابيب الإطلاق على معظم الغواصات في العالم.
- "Club-N": تم تصميمه للاطلاق من السفن الحربية.
- "Club-M": تم تصميمه للاطلاق من منصات أرضية.
- "Club-K": تم تصميمه للاطلاق من من حاويات الشحن المموهة.
يعمل الصاروخ الروسي عبر مرحلتين، الأولى يعمل بالوقود الصلب وتكون مسؤولة عن إيصاله إلى مدى التحليق، قبل أن يعمل محركه في العمل، معتمدًا على رادار إيجابي، ويعتمد على نظام الملاحة العالمي "غلوناس"، إضافة إلى نظام ملاحة مستقل.
يتميز صاروخ كلوب بسرعة تصل إلى 3 ماخ أي ما يعادل 3672كم/الساعة، كما يستطيع هذا الصاروخ التحليق على علو منخفض يتراوح من 10-15 متر، كمتا ويصل مداه إلى 300كم.
لقد دفعت العقيدة العسكرية الدفاعية الصارمة التي تتبعها اليابان إلى اشتراط وجود صواريخ مضادة للسفن صغيرة الحجم لتسليح السفن والطائرات والبطاريات الأرضية. أنتجت اليابان جيلين من الصواريخ المضادة للسفن، لكن من المحتمل أن يكون الجيل الثالث خرج جذريًا عن التصاميم السابقة.
يعتبر صاروخ "XASM-3" من الصواريخ المضادة للسفن الحربية وهو قيد التطوير المشترك من قبل معهد البحوث والتطوير التابع لحكومة اليابان وشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة. وهو قيد الإنتاج حالياً.
يصل يرعة الصاروخ الياباني إلى 5 ماخ أي ما يعادل 6120كم/الساعة، كما ويمتلك قدرات شبحية للتخفي عن رادارات العدو، وعلى غرار الصاروخ "براموس"، يعتمد الصاروخ الياباني على عنصر السرعة لمباغتة الدفاعات الجوية للسفن المعادية، التي لا تملك 15 ثانية للتعامل معه.
يمكن اطلاق الصاروخ الياباني من خلال المقاتلات من طراز "F-2" و"F-35"، وتشير المجلة أنه من غير المرجح ألا يتلائم صاروخ " XASM-3" مع صوامع الصواريخ في بطن المقاتلة "F-35" ليتم حمله خارج الطائرة مما يسهل اكتشاف المقاتلة المتطورة.
وهو صاروخ نروجي الصنع مضاد للسفن، وصنعته شركة "Naval Strike Missile" التي تعتبر صاروخها من الجيل الخامس أول صاروخ في العالم.
ويعتمد الصاروخ على نظام الدفع الصاروخي عند الإطلاق، ويمكنه التحليق على ارتفاعات أقل من 10 أمتار، فوق سطح البحر. ولم التصريح حتى الان بسرعة الصاروخ. كما ويصل مدى الصاروخ إلى 185كم، ويحمل رأس حربي بوزن 125كغم.
كما ويتم تسليح السفن الحربية النرويجية والبولندية بصاروخ "NSM" .
أغفلت المجلة عدد غفير من الصواريخ الروسية والصينية المضادة للسفن، والتي تحمل خطورة أكبر من الصواريخ التي انفردت بالحديث عنها سابقاً، فلدى الجيش الروسي صاروخ "تسيركون" تصل سرعته إلى 10 ماخ ما يعادل (12240 كم/الساعة)، ويتراوح مداه من 400-1000كم. كما ولدى الجيش الصيني صاروخ مضاد للسفن الحربية من طراز "DF-26B" تصل سرعته القصوى إلى 18 ماخ أي ما يعادل 22032كم/الساعة، كما ويتراوح مداه من 3000-4000كم، كما ويتراوح وزن الرأس الحربي التقليدي أو النووي ما بين 1200-1800 كغم.
كما وهناك أمر بالغ الأهمية بالنسبة للصواريخ الفرط صوتية المضادة للسفن، فهناك قاعدة في العلوم العسكرية تقول إن امتلاك 100 كاسحة ألغام لا يساوي القيمة الاستراتيجية والتكتيكية لامتلاك 10 حاملات طائرات. ومع التطور التكنولوجي العسكري المرعب الذي وصلت اليه العديد من الصناعات العسكرية للجيوش المعاصرة، فإن امتلاك 20 حاملة طائرات لا يساوي امتلاك صواريخ مدمرة مضادة لحاملات الطائرات لا يستطيع أي نظام دفاعي بالعالم اعتراضها لسرعتها الهائلة وقدرتها على المناورة والتحليق على ارتفاعات منخفضة ملاصقة لمياه البحر.