الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تنظيم الشعبية في رام الله شباب متحرك ومرن/ بقلم: علاء الريماوي

2019-09-29 12:26:51 PM
تنظيم الشعبية في رام الله شباب متحرك ومرن/ بقلم: علاء الريماوي
الكاتب علاء الريماوي

 

على الرغم من التراجع الكبير لليسار الفلسطيني على صعيد البنية الجماهيرية وقوة تنظيماته، والفشل المتكرر في محاولة بناء ما يعرف بالتيار الديمقراطي كطريق ثالث بين حماس وفتح؛ إلا أن الشعبية في رام الله حافظت على تأثير مهم على الساحة المحلية.

هذا التأثير كان واضحا في الحراكات الشعبية الرافضة لحصار غزة والتضامن مع الأسرى والحراكات الشبابية الرافضة للتطبيع، وأخيرا العملية النوعية في منطقة رام الله.

بنية الشعبية اعتمدت كما باقي الفصائل على جيل شاب يميل للتحدي، مرن متفاعل مع القضايا العامة بشكل مكنه من الحضور في مواقف كثيرة، وله حضور في مؤسسات مختلفة.

في تفاعلي مع هؤلاء الشباب؛ وجدت ميزة التكتل بينهم والشجاعة في مواجهة التخويف الذي مورس عليهم عبر التشويه والتهديد والتلويح باستخدام العنف من قبل السلطة الفلسطينية، خاصة في مرحلة المطالبة برفع العقوبات عن غزة.

اليوم تتعرض هذه البنية إلى حجم اعتقالات واسع في رام الله من قبل الاحتلال طالت الشبان والفتيات بالإضافة إلى بعض من الكادر المؤثر.

نموذج الشعبية في رام الله على الرغم من ملاحظات يثيرها بعض الأنصار عن البنية وديمقراطية التشكيل؛ إلا أنها كانت النموذج الأكثر حيوية في السنوات الثلاث الماضية في الحياة السياسية في المدينة من حيث الشمول والتفاعل في الملفات المختلفة.

حتى ينجح اليسار في العودة إلى التأثير في دراسة هذه المرحلة، ونوع النشاط فيها، والجمع بين صيغة التفاعل خارج عباءة السلطة، وممارسة الثابت المقاوم.

إذا تحقق ذلك؛ يمكن تصحيح مسار الحركة السياسية هنا في الضفة الغربية عموما، واليسار خصوصا، الذي تقوقع في البنية داخل مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الممولة غربيا.

ليس التوقيع وحيدا؛ بل يضاف إليه الذوبان المطلق في قطاع السلطة، سواء كان ذلك في المواقف أو التبعية في الملفات الكبيرة كالمنظمة وتشكيل مؤسساتها والموقف من الانقسام والقدرة على اتخاذ القرارات الموازنة.

اليسار وقوته الحزبية في فلسطين بالإضافة إلى التيارات غير المنتمية لحماس وفتح، تعتبر مهمة، إذ يمكنها التأثير جوهريا على مسار سياسي لم ننجح معه في الخروج من الانقسام، والانقلاب على أوسلو، ولا تغيير منهجية التعامل مع الاحتلال.

التيارات الوطنية العاملة اختلفت معها أو اتفقت؛ اقتربت من رؤيتها أو ابتعدت، تجدها ساعة الاستراتيجية في الملف الفلسطيني ومن الأركان المهمة في مواجهة الاحتلال والأساس لتحالف وطني عميق يمكن البناء على أركانه في هذا الوضع الموغل في السلبية والإحباط.