الحدث- سوزان الطريفي
كانت ولا زالت المرأة الفلسطينية في مقدمة النساء العربيات المبدعات، السيدة عبير قاسم 38 عام من قرية الجديرة شمال غرب القدس والفائزة بالمرتبة الثانية في مسابقة "الشاب النموذج" في القاهرة، وهي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي برعاية جامعة الدول العربية، وكانت دراستها بعنوان ثورة تهريب النطف من المعتقلات الإسرائيلية مع وسام الشرف والإمتياز الذي منحته دون غيرها من المتسابقين.
وعن تفاصيل هذه المسابقة قالت السيدة عبير قاسم: إن الدراسة التي قدمتها في المسابقة كانت رسالتي لدرجة البكالوريس عملت مدة عام و8 شهورعلى إنجازها، وخلال الدراسة أعلن مجلس الشباب والرياضة عن المسابقة في الصفحات الالكترونية، وجامعة الدول العربية كانت معلنة أيضا عنها، وكان الشرط أن يتم الترشيح من خلال مؤسسة، فلجأت للجامعة وتم ترشيحي من خلالها فكانت دراستي قد لاقت صدى كبير حين مناقشتها في الكلية وكثير من الأشخاص تبنوا إصدارها ككتاب، واستغرقت المسابقة 6 أشهر من المتابعة والتصفيات، وتمت الموافقة على 168 متسابق من فلسطين، وكنت متحدية وعلى إصرار أن أكن منهم ونجحت في ذلك.
وتابعت قاسم" بعد التصفيات النهائية استمريت أنا وثلاثة أشخاص وتأهلنا إلى نهائيات المسابقة وبعد التصويت فازت الشابة ماجدة شولي من محافظة نابلس بالمركز الأول وأنا المركز الثاني وتم منحي وسام الشرف والإمتياز دون غيري من المتسابقين، كان شعور لا تصفه كلمات سعادة ملأت القاعة ووقفت عاجزة عن التعبير، فموضوع دراستي يستحق أكثر من ذلك، فدائما كلمة تهريب فعل سلبي ويسيء للمجتمع، إلا في هذا البحث الذي أثبت عكس ذلك وأوضحت إيجابية الكلمة فإذا فكرنا قليلا وجدنا كامل حياة الفلسطيني تهريب، فعند إعداد الدراسة واجهت بعض التحديات وكنت أقف عندها كثير وأشعر بصعوبة الإكمال فقبل كل شيء درست تاريخ مجيء الفكرة والجو الذي يعيش فيه الأسرى ومن مع الفكرة ومن ضدها، فهي شملت الضفة وقطاع غزة والقدس وأراضي الداخل المحتل 48، فأنا ممنوعة من الدخول إلى القدس، والإحتلال يفرض على أطفال النطف المهربة في القدس قوانين مجرمة فهو لا يعني لهم شيء سواء ميت أم على قيد الحياة، وما ساعدني أول أربع حالات عملت الحالة هي اليوم خارج الأسر وهذا سهل بعض الشيء دراستي ".
وأضافت قاسم" عندما عرضت الدراسة في الجامعة الكل كان في دهشة واستغراب، وماذا يعني هذا المصطلح، ورغم أن طرح الأسئة والنقاش كانت ممنوعة إلا أنه تم فتح المجال للاستسفار، وخلال العرض القاعة بأكلمها وقفت مسفقة باكية، وهناك من هتف لفلسطين، ولا أنسى ما قاله نائب الأمين العام للجامعة العربية هذا يسجل براءة اختراع للأسير الفلسطيني، مشهد لا ينسى استغراب كبير من الفكرة فهي لم تحصل في أي دولة في العالم وتاريخ الحياة سوا في فلسطين، فهي تستتحق أكثر مما بذلت من وقت وجهد، ولا أنسى ما قدم لي من مساعدة من أسرى من داخل السجن فكنت عن طريق المحامين أرسل لهم الأسئلة وهو ياتي بالإجابات منهم".
وختمت قاسم حديثها" هدفي من الدراسة أن تقدم الحكومة الفلسطينية كامل اهتمامها باحتيجات الأطفال من النطف المهربة، ويكون لهم يوم وطني يعرف جميع العالم ماذا يعني طفل نطفة مهربة، وإلغاء ما تحاول دولة الإحتلال الترويج له بأنه طفل غير شرعي، ففي الزيارات التي تحضرها الزوجات إلى أزوجاهن من الأسرى يتعرضن لأبشع التحقيقات والكلمات للضغط عليها للاعتراف أنه ابن نطف مهربة، ووصل عدد هؤلاء الأطفال إلى 77 طفل في الضغة الغربية، 11 طفل في غزة، 11 طفل في القدس، وطفل في أراضي الداخل المحتل ، وأول طفل ولد في محافظة نابلس عام 2013، لذا على كل شاب وشابة فلسطينا الاهتمام بالتعليم فهو شيء أساسي ولا يمكن أن نرتقي إلا بتعليمنا ونضالنا، والبحث دائما في المواضيع التي يتميز بها الفلسطيني، فما يقدمه الفلسطيني من أي فئة يختلف عن العالم وغير مكرر، ومميزاته غير موجوة في شعب آخر، فالذي يهرب نطفة من قبر ليكون لديه طفل خارج السجن أكبر دليل على حق الفلسطيني في أرضه، فدولة محتلة كاملة لم تكسر إرادته وإيمانه بأرضه وعدالة قضيته".
بدورها ذكرت قاسم" تخرجت بكالوريس محاماة من كلية القانون عام 2019، فقد عدت لمقاعد الدراسة مع أحد أبنائي وانهيت الثانوية العامة معه، فتزوجت صغيرة ولم أتمكن من إكمال تعليمي، بعد ان كنت أعمل منسق ميداني في هيئة مكافحة الجدار والاستيطان، وأنا ناشطة في المقاومة الشعبية، ولولا جهود مشرف البحث وجميع من وقف معي من النشطاء والناشطسين وقدموا لي كل الدعم في كل مرة أحبط فيها لما وصلت لما أنا عليه الآن".