في زيارات متكررة، أو مرافقة مرضى إلى مستشفى رام الله الحكومي، تنتابك حالة من المتابعة لبعض الظواهر التي تحتاج معالجة فورية.
حفاظا على الصورة والنقد الهادئ هممت التصوير بهاتفي لتثبيت ما نتحدث عنه، لكن كان يلزمني البعد الأخلاقي في هذه المسألة فأحجم عن هذه الممارسة.
نبدأ من الطوارئ.. أطباء مميزون، خلق عال، لكن بعض قليل يحتاج إلى تدريب على امتصاص الناس، وسلوك التعامل حين الخطاب، وشكل من إنهاء الحوار بشكل يعطي الناس توصيفا للحالة.
الأهم هو خطوات معالجة سريعة للطوارئ بكليتها على الرغم من الترميم الذي حدث مؤخرا، إذ يجب العمل الفوري على زيادة عدد الأطباء والممرضين، والأسرّة من خلال فتح طوارئ إضافية.
قبل أيام كان الدور على الطوارئ وصل الثلاثين والأسرّة في الداخل ممتلئة، عشرة يحتاجون أسرة، الأقسام ممتلئه، ومريضة في وضع صعب تجلس على كرسي، آخر ينتظر في سيارة، بعض وقوف رغم الألم لا مكان للجلوس، غرفة الفحص الأولي عدمية، ضغط كبير، لا تراعي الحاجة إنما الدور، لا يوجد استقبال ميداني للفرز، أحيانا يوجد إرهاق أو نظام عقيم في سرعة الإنجاز، عدا عن نظافة المرافق وغياب أي موظف لاستقبال المرضى الذين يأتون بالسيارات الخاصة.
الأخطر هو في الفحوصات والتشخيص الأولي للحالات الخطرة إذ لا يوجد طريقة لاستقبال ينظم الأولوية في التعاطي مع الحالات. الفجوة كبيرة بين القدوم وبدء إجراءات العلاج مع غياب واضح للمختص المناوب. العيادات الخارجية كارثة على كارثة، أرقام مرعبة على الدور، حجز طويل يصل 5 أشهر للعملية، مكان مكتظ للعيادات فوضى عارمة لا خصوصية مكان غير مناسب بالمطلق وزحام يحتاج تنظيما.
الأقسام خاصة النسائية، والباطني، نظافة صعبة، غرف مزدحمة، أدوية وأدوات فيها نقص، موظفو النظافة يحتاجون إلى تدريب على لياقة التعامل مع المرضى، أشير إلى بعض منهم، وكذلك بعض قليل من الكادر. إضافة إلى حسم في التعاطي مع الزوار بعد الساعات المخصصة، جدية الجولات في بعض الأحيان من قبل الأطباء على المرضى، متابعة الطبيب للحالات بشكل عملي.
زيادة الأخصائيين في الأقسام وحضورهم مع المرضى معرفيا في شرح الحالات المرضية بشكل أكبر.
حديث يطول لكن هو نقاش يجعل المتابع يستفسر عن تكرار تصدير الأزمة من المواطن للطبيب المعالج.
وحدوث عنف داخل المستشفيات، هذا الموضوع برأيي له ثلاثة أسباب رئيسية:
أولها: منهجية العمل داخل المستشفيات والتي يغيب فيها النظام الواضح مما ينعكس بدوره على قناعة المواطن في الإجراءات المتخذة مع المريض.
ثانيا: الأزمة المهولة والتي معها يلجأ المواطن إلى المحسوبية أو العضلات لتحقيق حاجته.
ثالثا: الرقابة على الأداء وتصحيح الأخطاء ومتابعة سلامة الإجراء الطبي والذي يظهر مع غيابه تجاوزات خطيرة.
هناك بلا شك أيضا أخطاء من قبل المواطنين لا يمكن إغلاق العين عنها ولا يمكن السكوت عليها.
رسالتي لوزيرة الصحة، ضرورة الزيارات المفاجئة للمراكز الصحية ودخول الأقسام ليلا، الذهاب للعيادات الخارجية الساعة التاسعة صباحا، نحن في أغلب المشافي نحتاج الى إعادة مأسسة المراكز والمستشفيات على أسس إنسانية.
أما رسالتي للأجهزة الأمنية، إدخال الموقوفين إلى المستشفيات بالاسلحة والأعداد الكبيرة وأحيانا موثق، هذا لا يناسب الإنسانية في هذه الحالات، لذلك يمكن أن يخصص مكان في المشافي خاص للموقوفين، الدخول بلباس مدني، التعاطي بشكل غير فج مع المارة الذين يقتربون من المريض.
هذه بعض من ملاحظاتي، قد يتون هناك إجابات عليها وقد يكون تقصيرا، وقد يكون استنتاجا ليس في محله، لذلك نصيحتي للوزارة متابعة ذلك فهو أمر من صلب عملها في هذه المرحلة التي يدور فيها الحديث عن منع التحويلات للخارج.
مع التأكيد على أن كادرا مميزا محترما جميلا يتواجد في هذا المشفى يعمل بجد ومهنية عالية.