الحدث- محمد عابد
طغى اللون الأخضر على شوارع مدينة جنين، بسبب الأعياد اليهودية التي فرضت إغلاقا على الضفة، بعد أن كانت خضراء مائلة للاصفرار، لكن عدم وجود الاصفرار، انعكس على الاقتصاد فأصبح ذابلا غير قادر على النمو بدونه.
سيارات الموظفين ذات الأرقام الخضراء تغادر مدينة جنين دون أن تحدث أي حركة في سوقها، فقلة رواتبهم أجبرتهم على الاقتصاد تحسبا لأي طارئ، قد يحصل في ظل هذه الأزمة.
وبخصوص حالة السوق قال منجد عرقاوي، أحد البائعين في سوق الخضرة المركزي في جنين، إن الوضع سيء، في ظل وجود نصف راتب، وارتفاع أسعار السلع التي لا يوجد لها استهلاك بالنسبة لأهل الضفة.
وتابع عرقاوي: الوضع تراجع، مثلا شريك لنا على بسطة باع أمس بمبلغ "400 شيقل، في الأيام العادية يبيع من 1500 حتى 2000 شيقل وهذا السعر شامل رأس المال والربح"، وسبب ارتفاع الأسعار أن الموسم في نهايته وهناك تصدير كبير للخارج فتصبح الكمية في السوق قليلة.
ومن جهته بين حسام كامل، أحد الباعة الموجودين في السوق، أنه في الأيام الطبيعية حتى لو لم تبع هناك حركة في السوق، العامل والموظف هنا لا يشترون، والاعتماد على أهلنا في الداخل المحتل، "صحيح أن هناك البعض منهم معاملته سيئة إلا أنهم يشترون"، أنا كبائع في سوق الخضرة انخفضت مبيعاتي للربع، وهناك الكثير ممن لم يفتحوا بسطاتهم.
وأيده بالرأي عروة شواهنة، صاحب محل أحذية، أن الوضع حاليا أقل من عادي، بالإضافة للتسكير الحاصل أن الموسم في نهايته ولا يوجد حركة، والناس تنتظر الشتاء، والفرق بين الأيام الطبيعية وهذه الأيام بنسبة من 50% إلى 70%.
وأوضح شواهنة: أنه لا يوجد ارتفاع بأسعار الأحذية ولكن هناك نوعيات، كما أن الشيكات والقروض والبنوك وإغراق المواطن بها، لم يعد في يده أموال، وهناك محلات تعمل العديد من العروضات وتخفض من أسعارها بلا جدوى.
وفي السياق ذاته قال مصطفى سايس، نائب رئيس الغرفة التجارية في جنين، إن الأسواق تراجعت في ظل إغلاق الحواجز بسبب الأعياد اليهودية، وهناك بطء فيها، لعدم تواجد أهلنا من الداخل المحتل، وفي هذه الفترة من الطبيعي أن تشهد التجارة ضعفا.
وأضاف سايس: قبل إغلاق الحواجز، تتباين الحركة من يوم ليوم، ولكن ليس كما هي خلال هذه الفترة، والأسواق تعتمد على دخول أهلنا في 48، وأيام السبت والخميس هن أكثر الأيام حركة، وبشكل عام هناك اعتماد بما يقارب 80% على فتح الحواجز وإغلاقها.
وتابع سايس: قلة الشراء ليست مربوطة فقط بفلسطينيي 48، وإنما أيضا برواتب الموظفين، وحاليا نشهد أزمة، وهذا يقلل من الحركة في جنين، ولكن من الواضح أن الاقتصاد يعتمد على دخولهم، بسبب قربها من الحدود، مثل حاجز الجلمة وبرطعة.
وأوضح: "الوضع الاقتصادي العام في تراجع، مثل الرواتب وإغلاق الحواجز وهذا دفع التاجر لعدم فتح محله التجاري لأن لديه فجوة كبيرة، في الأيام العادية الأسواق من الساعة الثامنة تكون قد بدأت بالتحرك".
وبين سايس: أن الأسواق حاليا شهدت هبوطا بأكثر من 60% فمثلا، فهناك العديد من العوامل وكانت أهمها الأعياد اليهودية وما تسببت فيه، مثل عدم دخول العمال الفلسطينيين خلال الأعياد.
يذكر أن شهر تشرين أول يوجد فيه العديد من الأعياد اليهودية، كعيد العرش وهو أطول الأعياد، ويوم الغفران وغيرها.