الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أول عملية زراعة أصبع مبتور في فلسطين د. رضوان أول مختص في جرحة عظام وكف يد في فلسطين

2014-06-26 03:48:09 PM
أول عملية زراعة أصبع مبتور في فلسطين
د. رضوان أول مختص في جرحة عظام وكف يد في فلسطين
صورة ارشيفية

 الحدث/ ديمة الحاج يوسف

 لم يكن يعرف درويش شعبان نوّار، مواطن من رام الله يبلغ من العمر 32 عاما، بأن زيارته لمنجرة ستؤدي إلى قطع إصبع يده الثاني بشكل كامل بواسطة منشار، بالإضافة إلى قطع شبه كامل لأصبعيه الثالث والرابع، ولم يكن "منور" يعلم بأن منقذه موجود في فلسطين متمثل بالدكتور صلاح رضوان أول جراح عظام وكف يد وجراحات مجهرية في فلسطين، سيقوم بمعالجة حالته.

عند معاينة الحالة بعد ثلاث ساعات من وقوع الحادث،  وبسبب نقص بعض الإمكانيات أخبر الدكتور رضوان عائلته أن نجاح العملية غير مضمون، ولكن الحمدلله نجحت العملية بنسبة 100%.
العملية التي أجراها الدكتور رضوان في عشر ساعات، هي أول عملية في فلسطين يتم فيها إعادة زراعة جزء من الأصابع وترميم الأصابع الثلاث الأخرى التي كانت مقطوعة بشكل شبه كامل.
من جانبه يوصي د.صلاح رضوان المواطنين في حال حدوث مثل هذه الحاله بأخذ الجزء المقطوع ووضعه بالثلج (لتفريزه) ويحذر من وضعه بالماء خوفا من إفساد العضو المقطوع بسبب رطوبته، ويشدد على نقل المريض لقسم العمليات بسرعة لتلقي العلاج الازم.
ويتحدث الدكتور رضوان لـ (الحدث) عن العملية، بكونها عملية مجهرية معقده، تحتاج لساعات عمل طويلة، وحينها يقومون بالتعرف على الجزء المبتور تحت المجهر بتكبير عال جدا، لمحاولة معرفة حجم الضرر المصاب ويقومون بتهيئة العصب، الوريد والشريان في الجزء الحي من اليد، ليتم دراستها لإعادة ربط المكونات الحيوية لإعادة الحياة في الجزء المبتور، وينوه بأنه لا يمكن زراعة الجزء المبتور في حال دمار الشريان بشكل كامل.
ويضيف اختصاصي جراحة العظام والمفاصل والاستشاري جراحة كف يد د. رضوان، بأن العملية تتطلب توفر ظروف ملائمة في المستشفى، تتضمن طاقم يتحلى بالصبر على العمل لساعات طويلة، بالإضافة إلى تجهيز المستشفى بتقنيات قابلة لإجراء هذا النوع من العمليات، ويتابع بضرورة توفر مجهر وخيطان دقيقة جدا ذات جودة عالية جدا.
وفي ذات السياق يتحدث الدكتور صلاح لـ (الحدث) بأن نسبة نجاح العملية ضئيلة جدا، تعتمد على عدة عوامل منها عمر المريض حيث يواجه صعوبة في إجراء عمليات مماثلة لكبار السن، أو في حال كان من المدخنين، أو يعاني مشاكل في الشرايين.
ويذكر رضوان بأن المريض يحتاج لفترة تمتد لستة أسابيع كعلاج وظيفي، بعد إجراء عملية زراعة الجزء المبتور له، مطالبا المصابين بمثل هذا القطع أخذ الحيطة والحذر والإلتزام بتعليمات الوقاية لتفادي أية أضرار.
من الجدير بالذكر بأن الدكتور صلاح رضوان خريج جامعة عدن اليمن، تخصص طب العظام في جامعة "هداسا"، تخصص فرعي في جراحة كف اليد والجراحات المجهرية في "هداسا"، يمارس مهنة الطب منذ عام 2003، وبفضله لم يعد هناك أي حاجة لتحويل المرضى إلى الخارج بعد الآن، حيث كان يتم تحويل تلك الحالات إلى المستشفيات الإسرائيلية وتستنزف الموارد المالية للمواطن والسلطة الوطنية، لتكلفتها العالية والتي تصل في بعض الحالات لأكثر من 100 ألف شيقل، في حين سيتم إجراؤها في مستشفياتنا الفلسطينية أقل بكثير من هذا المبلغ.

ويذكر أنه في عام 1962 دخل هذا النوع من العمليات في إعادة الأجزاء المبتورة مجال الطب، ويعتبر "رونالد مالت" أول من قام بعملية زرع تم إجراؤها في العالم بمدينة بوسطن حيث قام بإعادة زراعة ذراع لطفل عمره 12 سنه، وتعتبر اصابات اليد من أهم الاصابات المهنية في الأطراف، خاصة فقدان ابهام اليد فهو مسؤول عن 50 في المائة من فعالية اليد بشكل منفرد، ويمكن أن يحدث عجز كامل في اليد إذا فقد الإبهام واثنان من الأصابع المقابلة.