الحدث- رام الله
قال الرئيس محمود عباس إن على إسرائيل الاختيار بين السلام أو التوسع والاستيطان على حسابنا، وأن ما يحقق الأمن والسلام والاستقرار هو الاعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بنا والاعتراف بحقوقنا وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، اليوم الثلاثاء، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، التمسك بالسلم والعودة للمفاوضات على أساس مبادرات السلام العربية والقرارات الأممية، وقال: 'نقول لجيراننا إن أيدينا ما زالت ممدودة للسلام، وعليهم الاختيار بين السلام أو التوسع والاستيطان على حسابنا، فالسلام لن يجلبه لكم لا العقاب الجماعي بحجز أموالنا، ولا إجراءات التمييز العنصري التي تمارسونها على أرضنا، ولا باستمرار اعتقال آلاف الأسرى..'.
وكان سيادته قد رحب بمستهل المؤتمر الصحفي المشترك، برئيس الوزراء الياباني والوفد المرافق له، في زيارتهم لفلسطين، معربا عن تضامنه والشعب الفلسطيني مع اليابان والوقوف إلى جانبها إثر اختطاف مواطنين يابانيين، وقال: 'تلقينا اليوم نبأ اختطاف مواطنين يابانيين، ونؤكد مجددا إدانتنا ورفضنا المطلق لمثل هذه الأعمال البشعة التي تتنافى مع كل القيم والشرائع والأخلاق الإنسانية، معربين عن تضامنا معكم ووقوفنا إلى جانبكم من أجل عودتهم إلى أهلهم سالمين'.
وأضاف سيادته، 'إن شعبنا الفلسطيني لن ينسى المواقف المشرفة التي وقفتها اليابان إلى جانب فلسطين منذ منتصف القرن الماضي، والتي بدأت بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتقديم العون لهم، وتواصلت بعد قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، الأمر الذي ساهم في بناء مؤسساتنا الوطنية، وإرساء البنية التحتية لدولة فلسطين، وأسهم بتطوير التدريب في قطاعات الصحة والزراعة'.
وتابع سيادته: ' نود أن نقدم لكم الشكر الخاص يا سيدي الرئيس على تمويل هذا المبنى ليكون مقرا للرئاسة الفلسطينية، وهو ما يعبر عن عمق العلاقة بين الشعبين والبلدين، كما لا يفوتنا أن ثمن بشكل خاص تصويت اليابان إلى جانب 137 دولة إلى جانب دولة فلسطين في عام 2012، لتصبح فلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة، وهو ما نعتبره دعما صادقا لحق شعبنا في الحرية والاستقلال على أساس حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار'.
كما أعرب سيادته عن امتنانه لدعم اليابان لممر السلام والازدهار، وقال: ' أود يا دولة الرئيس أن أعبر عن امتنانا لدعمكم لممر السلام والازدهار، خاصة المشروع الزراعي في أريحا، ونحن على يقين أن زيارتكم في هذه المنطقة ستشكل حافزا للشركات اليابانية للاستثمار في فلسطين، والتي سترفد العاملين فيها بالخبرات اليابانية المتقدمة'.
وشدد سيادته على 'أن الدور الإيجابي الذي تلعبه اليابان في تعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط يشهد له الجميع ونلمسه في فلسطين من خلال مواقفكم الرصينة، وذلك عبر مبعوثيكم لعملية السلام وسفرائكم لدينا الذين يقدمون خبراتهم ومشوراتهم السياسية، بالإضافة للمبادرة اليابانية التي أشرنا إليها حول معبر السلام، ونثمن جهودكم لتشجيع دول شرق آسيا لتقديم مساعدات تسهم في رفع كفاءة المؤسسات الفلسطينية'.
وأشار الرئيس محمود عباس إلى أنه أطلع رئيس الوزراء الياباني على تطورات العملية السياسية والاتفاق الذي تم لتشكيل لجنة من وزراء الخارجية العرب لحشد الدعم السياسي لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن يضع الأساس لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وفق جدول زمني محدد.
وقال، 'أكدنا لدولة رئيس الوزراء تشبثنا بالوحدة الوطنية وعملنا الدؤوب من أجل مساعدة شعبنا في قطاع غزة لإعادة الإعمار من خلال حكومة الوفاق التي تقوم بدورها رغم المعوقات التي تعترض سبيلها ونحن مصممون على الذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية بأسرع وقت ممكن'.
وفي ختام كلمته بالمؤتمر الصحفي شكر سيادته رئيس الوزراء الياباني على هذه الزيارة الكريمة لفلسطين كذلك الشعب الياباني الصديق والحكومة اليابانية الموقرة على المواقف الداعمة والمؤازرة لشعبنا، قائلا: 'قلوبنا معكم فيما يتعلق بالمخطوفين ونحن ندين هذا العمل'.
من جهته؛ أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن تقديم بلاده دعما جديدا بقيمة مئة مليون دولار لفلسطين، للمساهمة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وخلق فرص العمل والشؤون الصحية، وقال إن بلاده تعتزم إرسال خبراء يابانيين متخصصين في بناء شركات صغيرة في آذار المقبل لفلسطين.
وأعرب آبي عن تأثره بحفاوة الاستقبال في فلسطين، في أول زيارة له.
وقال: إنه أبلغ الرئيس بتسجيل الفيديو بالتهديد بقتل المخطوفين اليابانيين، وأضاف 'سنقوم بجمع المعلومات من أجل إنقاذ حياتهم، وطلبت من الجانب الفلسطيني تقديم الدعم في هذا المجال، والرئيس عباس قال إن الإرهاب غير مقبول أبدا وبكل تأكيد سنساعد في مواجهته وتمنى حل المشكلة في أسرع ما يمكن والإفراج عنهم، واعرب عن استعداده لتقديم المساعدة وتضامن الشعب الفلسطيني في هذا المجال. وأود أن اعبر عن شكري لتعاون وتضامن فلسطين، والرئيس عباس'.
وتابع: 'سنقوم بالاتصالات والتنسيق بشكل مكثف في المنطقة للتركيز على حماية الأرواح بالدرجة الاولى، تربط اليابان علاقة جدية بفلسطين منذ زيارة الرئيس الراحل ياسر عرفات لليابان عام 1981 وأرجو ان نجعل من هذه الزيارة فرصة لمزيد وتطوير العلاقة الفلسطينية اليابانية، تقوم اليابان حاليا بدعم جهود فلسطين في استقلال اقتصادها وبناء المؤسسات في إطار مشروع بناء الثقة ومن خلال التعاون بين فلسطين وإسرائيل والأردن ومشروع ممر السلام'.
وتمنى رئيس الوزراء الياباني أن تتعايش فلسطين وإسرائيل في ظل السلام، وقال: 'عازمون على الاستمرار في دعم السلام القائم على حل الدولتين. ونشعر بالقلق إزاء تدهور الاوضاع منذ العام الماضي وابتعاد فرص تحقيق السلام، وتبادلت مع كل منهما وجهات النظر كأصدقاء حقيقيين ومخلصين، وأتمنى من صميم قلبي أن يحل السلام بأسرع ما يمكن في هذه البلاد ذات التاريخ العميق ليتمكن الناس من البناء والازدهار'