الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت مجلة ناشيونال إنترست مقالاً للكاتب كايل ميزوكامي يتحدث فيه عن نتائج التقاء المقاتلة الشبحية الامريكية بالمقاتلة الشبحية الروسية. ويؤكد أن كلاهما تصميمات متقدمة يمكن لها الفوز تبعاً لمجريات المعركة.
يعتبر الكاتب أن تسمية روسيا للمقاتلة "T-50/ PAK-FA" باعتبارها " Sukhoi Su-57" هي مجرد تذكرة أخرى بأن مجال مقاتلات الجيل الخامس على وشك أن يصبح أكثر ازدحامًا. كما ينوه الكاتب إلى أن كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا تعمل على تصميماتها من الجيل الخامس ، لكن حتى الآن هناك ثلاث طائرات فقط، هي "F-22 Raptor" و"F-35" الأمريكيتين و "J-20" الصينية. بالإضافة إلى المقاتلة الروسية "SU-57" التي بدأت مرحلة الإنتاج الضخم في يولويو الماضي.
ويعتقد الكاتب أن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من جهة وروسيا من جهة أخرى تجعل الناس يتساءلون: بمجرد أن تصبح مقاتلة "SU-57" جاهزة للعمل، كيف ستواجه المقاتلة الأمريكية F-22 Raptor؟
بدأت المقاتلة الأمريكية من طراز "F-22 Raptor" العمل كمقاتلة للتفوق الجوي، وحتى تحل مكان "F-15"، كما وصُممتهذه المقاتلة من قبل شركة لوكهيد مارتن، التي صنعت أول طائرة حربية شبحية من طراز " F-117A Nighthawk". وفي عام 1990 قام النموذج الأولي لطائرة YF-22 الجديدة بأول رحلة، وحلقت أول طائرة ما قبل الإنتاج من طراز F-22 إلى السماء في عام 1997.
تضيف المجلة أن الخصائص الشبحية كانت سمات أساسية للمقاتلة "F-22"، كما تم تطوير ملف تعريف المقاتلة عبر كمبيوتر "Cray" العملاق. يعمل تصميم "F-22" على زيادة التهرب من الكشف الراداري وذلك بفضل الأجنحة ذات الشكل الماسي والحواف الحادة على السطح، بالإضافة إلى أن سطح الطائرة مغطى بطبقة ممتصة للرادار ومصنوع من مواد تساعد على التخفي. كما أن أبواب حاويات الأسلحة المسننة وعادم المحرك تساعد أيضاً على تقليل البصمة الرادارية.
وتشير المجلة إلى أن الكمبيوتر العملاق "Cray" ساعد في خلق مميزات مهمة للـ "F-22" فيما يتعلق بجانب المناورة خاصة في زوايا الهجوم العالية. تتمثل ميزة F-22 الرئيسة في توجيه الدفع، مما يسمح للطائرة بدمج قوة المحرك مع المناورة في زوايا الهجوم العالية لاكتساب ميزة في المعارك.
تضيف المجلة أن تحتوي المقاتلة F-22 تحتوي على محركين مزدوجين نفاثين من طراز "F119" مزودان بحجرات إحراق يمكنهما التحكم في ناقل الحركة. تسمح محطات الطاقة هذه للطائرة بالتحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت دون استخدام الحرق. وهو ما يزيد عن محركات "F-15" بنحو 40%.
كما وتحتوي "Raptor" على ثلاث حجرات للأسلحة، اثنتان منها يمكنها استيعاب صاروخ موجه بالأشعة تحت الحمراء "AIM-9M / X Sidewinder"، وحجرة ثانية يمكن أن تستوعب ستة صواريخ من طراز "AIM-120 AMRAAM (Slammer)" يصل مداهل إلى 65 ميل، كما يمكن للحجرة الوسطى أن تحمل ذخائر موجهة عبر الأقمار الصناعية، كما ويوجد على متن المقاتلة مدفعية جاتلينج M61A2 ذات ست سبطانات من عيار 20 ملم.
تنوه المجلة الأمريكية أنه على الرغم من سبع سنوات الرحلات التجريبية للمقاتلة الروسية من الجيل الخامس "Su-57" إلا أن هناك تفاصيل كثيرة للمقاتلة غير معروفة، وتشير المجلة
أن ما هو معروف هو أن شركة سوخوي كافحت لتطوير المقاتلة، ولا سيما المكونات الرئيسة كالمحرك، ومن المقرر أن تنضم أول مقاتلة إلى القوات الفضائية الروسية نهاية 2019. كما وأبرمت وزارة الدفاع الروسية عقدًا لتوريد 76 طائرة من هذا النوع لقوات الفضاء الروسية.
على الرغم من أن كلا المقاتلتين -الامريكية والروسية- من الجيل الخامس، إلا أن المقاتلة الروسية من طراز "Su-57" تختلف بشكل كبير في فلسفة التصميم عن المقاتلة الأمريكية من طراز "F-22"، وفي المجالات الرئيسة كالسرعة والقدرة على المناورة والشبحية، أكدت المجلة على أن "Raptor" تتمتع بقدرات المناورة والشبحية، وفي المقابل تتمتع المقاتلة "Su-57" بالمناورة والسرعة العالية والشبحية، مما يجعلها تشبه "YF-23 Black Widow II".
وتشير المجلة أن الخبراء يعتقدون أن المقاتلة "Su-57" تطور لشكل "Su-27" مع تحسين القدرة على الحركة وخصائص التخفي، بما في ذلك سرعات تفوق سرعة الصوت، ويحدث مؤلف الطيران "Piotr Butowski" بأن نظام الدفع المتغير للمحرك يمنح المقاتلة قدرات عالية على المناورة، كما يتيح تصميم الجناح زيادة الحجم الداخلي للمعدات والوقود والأسلحة.
وتضيف المجلة أن البرنامج التشغيلي الأساسي للمقاتلة "Su-57" هو محركها، فكل محرك من محركات المقاتلة التي تسمى "Saturn izdeliye 30" تهدف لتوليد ما بين 24،054-35،556 رطلاً من الدفع وهو ما يتيح لها سرعة تتجاوز (2600كم/الساعة)، وفي المقابل تسمح محركات "F-22" التي تسمى "F119" بأن تصل سرعة المقاتلة إلى 1.5 ماخ أي ما يعادل 1836كم/الساعة.
وترى المجلة أنه لسوء الحظ فإن المحرك "Saturn izdeliye 30" يعاني من صعوبات، ونتيجة لذلك سيتم تشغيل أول 12 طائرة من الجيل الخامس الروسية بذات المحركات التي تشغل المقاتلة "Su-35".
ووفقاً للمجلة فإنه من القرر أن يتم تزويد المقاتلة الروسية Su-57"" بنظام راداري من نوع "N056 Byelka (squirrel)"، بالإضافة إلى مجموعة من الوسائط المضادة للحرب الالكترونية من طراز " L402"، بينما ستسمح اشعة رادار "L-band" باكتشاف طائرة الشبح للعدو على مسافة كبيرة، بينما في مسافات أقصر يستخدم نظام البحث بالأشعة تحت الحمراء "101KS Atoll". وهو ما سيساعد بضرب الأهداف دون تجاوز الاكتشاف البصري، ولكن عند الاقتراب من "F-22"، يمنح نظام الكشف بالأشعة تحت الحمراء، إلى جانب القدرة على المناورة العالية ، للطائرة الروسية ميزة واضحة.
تفيد المجلة بأن المقاتلة الروسية Su-57"" لديها حجرتين داخلية للأسلحة يمكن أن تستوعب 10 صواريخ من طراز "K-77M". ولم تذكر المجلة الأمريكية أن الخبراء الروس أعدوا مجموعة واسعة من الصواريخ ذات السرعات الفرط صوتية وبمديات عالية جدا ومنها صواريخ متخفية حتى ضمن التفوق للمقاتلة Su-57"".
تطرح المجلة استفساراً حول كيف يمكن للمقاتلات "F-22" و Su-57"" أن تتقابل بشكل مباشر؟ وترى المجلة أن أولويات التصميم للمقاتلتين تعطي مزايا مختلفة وفي نطاقات مختلفة. أولويات وسلاح Su-57"" تفسح المجال للكشف عن التهديدات والقضاء عليها في مدى بعيد. مفتاح هذه الإستراتيجية، يجب أن يكون رادارSu-57"" قادرًا على اكتشاف الطاشرات الشبحية على مسافات طويلة. تسمح سرعة المقاتلة الروسية بلاستجابة السريعة، أو التراجع في المعارك التي لا يمكنها الفوز بها. وتشير المجلة ما إن تقترب المقاتلتين -الروسية والأمريكية- من النطاق البصري، سيجعل المقاتلة Su-57"" التي تتمتع بقدرة عالية على المناورة والبحث بالأشعة تحت الحمراء خصماً قاتلاً.
وفي المقابل تؤكد المجلة أن مقاتلة "F-22" قادرة على المناورة والتخفي، ويمكنها اكتشاف المقاتلات المعادية على مسافات طويلة، شريطة التهرب من رادارات العدو لتتمكن من عمل كمين قبل معرفة العدو بوجودها بالمنطقة. وبالتالي فإن لدى مقاتلة "F-22" احتمالاً كبيراً لكسب المعركة بوقت مبكر قبل أن تتمكن المقاتلات المعادية من الوصول إلى نطاق رؤية "F-22".
تشترط المجلة أن المفتاح الاستراتيجي لمقاتلة "F-22" أن تحمي نفسها من الرادارات الروسية، وهو أمر شاق، ومن الصعب معرفة من الذي سيفوز، نظراً إلى أننا لا نعلم مدى قدرة Su-57"" على المناورة، ولكن نظام البحث والتتبع الروسي بالأشعة تحت الحمراء هو شيء لا تملكه المقاتلة الشبحية الأمريكية، وسيكون بمثابة مكافأة كبيرة في القتال.
على الرغم من تفوق المقاتلة الروسية Su-57"" على المقاتلة الأمريكية "F-22" بالسرعة والمناورة وأجهزة التتبع وأنظمة الرادار وأنظمة الحرب الالكترونية، إلا أن كاتب المقال بمجلة ناشيونال إنترست الامريكية غاب عنه أمر بالغ الأهمية، لاجراء مقارنة ناضجة وموضوعية بين أهم مقاتلتين في العالم، لا بد لنا من اجراء مقارنة بين تسليح كل من المقاتلتين، وبعجالة فإن الصواريخ التي تتسلح بها المقاتلة الروسية Su-57"" تتفوق من حيث السرعة والمدى والتصميم الشبحي على تسليح المقاتلة الأمريكية "F-22" وهو ما يعطينا إجابة واضحة وموضوعية لمن الغلبة في أي معركة بين مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية والروسية.
ومن المهم بمكان أن نبين هنا أن روسيا بدأت فعلياً بتصميم مقاتلات الجيل السادس، وتعمل على احراز تقدم ملموس على الصناعات الأمريكية، وستكون هذه المقاتلات مجهزة بأنظمة حرب الكترونية غاية في التطور والقدرة على الطيران بشكل آلي، ناهيك عن امتلاكها تقنيات تمكنها من حرق رؤوس الصواريخ المعادية، أي أنها ستمتلك قوة دفاعية وقوة هجومية فريدة، وتعمل روسيا حاليا على تصميم مقاتلة الجيل السادس من طراز "MiG-41"، حيث ستكون مزودة بأسلحة ليزرية، وسيضاعف مدى التحليق لديها إلى 7000كم.