الحدث - إسراء أبو عيشة
لم يكتفي الإحتلال الإسرائيلي من سلب الأرض وتزوير للمعالم التاريخية والثقافية لفلسطين، بل عمل على سرقة الموروث الفلسطيني بكل أشكاله، من المطرزات التراثية، والمأكولات الشعبية..، وذلك بهدف بناء علاقة مع الأرض من خلال سرقة تراثنا.
ويؤكد الصحفي أسامة سلوادي، لـ"الحدث"، بأن الإحتلال الإسرائيلي قام بدراسة فلسطين حرفيا قبل إقامة دولة إسرائيل على الأرض، حيث كانوا يرسلون بعثات دراسية ممولة من الحركة الصهيونية، وصندوق استكشاف فلسطين، وأيضا ممولة من اليهود والحركة الصهيونية، فكشفوا خلال هذه البعثات عن جولوجيا فلسطين، والطيور، والنباتات، والأسماك، وأنواع الزراعة، حتى يكونوا على علم ماهية الأرض التي سوف يحتلونها.
لذلك نجد إدعاء إسرائيل المستمر لكثير من الأطباق الشعبية الفلسطينية، على أنها أكلات إسرائيلية تعود لهم، ويضيف سلوادي، بأن لدى الإسرائيليين يوم عالمي للفلافل يحتفلون به بأنه جزء من تراثهم، وأيضا قاموا بإنشاء سلسلة مطاعم عالمية للفلافل موجودة في الصين وأوروبا، يقدمون الفلافل والحمص على أنه من تراثهم ، فهم بذلك يقومون بسرقة وتزوير للتاريخ ويستفيدون إقتصاديا منه أيضا.
وأفاد سلوادي، بأن أصل بعض الأكلات التي يدعي الإسرائيليون بأنها جزء من تراثهم تعود وبشكل قاطع لبلاد الشام وهي:
الشكشوكة: وهي واحدة من الأطعمة الشعبية، التي تعرضت لعملية سرقة، وعرفت في فلسطين منذ قدم التاريخ، وتعود أصولها إلى بلاد المغرب، ولا علاقة لها باليهود، لكن اليهود يستغلون كل موطن كان يوجد به بإعادة التراث والطعام لهم، وبما أن بعض من اليهود قدم من المغرب فأعادوا هذه الأكلة لهم وهذا يعتبر سرقة وتزوير للحقائق.
ويضيف، بأن البندورة دخلت البلاد من حوالي 100 عام وليس أكثر، فهما يقولون بأنها من تراث الشعب اليهودي، وهم بذلك يعيدوها لبداية دخول العمرانين وهذا يتضحح الأكاذيب الإسرائيلية، حيث أنه لم يكن يوجد بندورة بفلسطين في تلك الفترة.
وأما الفلافل: وهي تعتبر من الأطعمة الشعبية، وتعود لبلاد الشام وخاصة فلسطين وسوريا، ويعتبر أول من إستخدم الحمص هم الكنعانيون.
الحمص: يعتبر الحمص من أصول كنعانية، وعرف في بلاد الشام.
الشاورما: يعتقد بأنها تركيا، وهي أقرب للغة التركية القديمة.
ويؤكد سلوادي، بأن الإحتلال يعتبر نفسه بأنه وريث للحضارة الفلسطينية، حيث يتحدث عن الطعام الفلسطيني بأنه من تراث الشعب اليهودي ويقصد به تراث الشعب اليهودي قبل 3500 سنة وهو بداية دخول القبائل العبرانية لفلسطين، وأحيانا أنه طعام إسرائيلي، ويقصد به التراث الإسرائيلي الذي تأسس من 70سنة، حيث يعيد الأكلات الشعبية الفلسطينية بأنها تراث إسرائيلي وهو تزوير وغش للتاريخ وحضارة وثقافة فلسطين.
حيث يسعى الإحتلال الإسرائيلي لنسبة هذه الأكلات إليه بحثا عن تاريخ وتراث له لإثبات أحقيته بهذه الأرض.